رفض شعبى حاسم بعد تحالف المحظورة مع تل أبيب «الإخوان» تناقضات بامتياز بين ادعاء السلمية واستخدام العنف يرى الخبراء والمحللون السياسيون أن الدعوات الأخيرة للمصالحة، التى يروج لها تنظيم الإخوان الإرهابي، مناورة مكشوفة تهدف إلى تبييض وجه الجماعة أمام المجتمع الدولي، ومحاولة لإعادة الروح لجسدها المتهالك بعد أن نبذها الشعب المصري، وأضافوا أن تلك المبادرات الخبيثة جزء من مخطط خارجى أكبر تديره أجهزة مخابرات معادية، وعلى رأسها الموساد الإسرائيلي، بهدف زعزعة استقرار مصر والضغط عليها فى ملفات إقليمية حساسة، مثل التهجير القسرى للفلسطينيين. اقرأ أيضًا| برعاية الهارب أيمن نور.. «تنسيق سري» لإنقاذ الإخوان من التصنيف الإرهابي يشير الخبراء إلى أن الموقف الغربي، خاصة من الولاياتالمتحدة، يرى الإخوان كعميل يمكن استخدامه للتعامل واستغلال التيارات المتطرفة والجماعات الارهابية، ما يفسر عدم تصنيفهم كجماعة إرهابية حتى الآن. وأوضحوا أن هذا الدعم الغربى ليس نابعًا من قناعة، بل جزء من استراتيجية لإبقاء المنطقة العربية فى حالة من الصراعات والانقسام، مما يخدم مصالحهم، وحذر الخبراء من خطورة شخصية أيمن نور، الذى وصفوه ب»عرّاب الإخوان»، مؤكدين أنه يسعى من خلال المبادرة إلى التسويق لنفسه وللجماعة، وأنه شخصية معتادة على التلون السياسى لتحقيق مصالح شخصية.. كما شددوا على أن الشعب المصرى يرفض بشكل قاطع أى فكرة للعودة إلى هذا المسار، وأن الذاكرة الجماعية المصرية لن تنسى جرائم الإخوان وخياناتهم، وطالبوا فى الوقت نفسه بضرورة استمرار اليقظة الإعلامية لتوعية المواطنين بخطورة هذه المؤامرات، والتأكيد على أن الجماعة لم تتغير وما زالت تعمل وفق أجندات خارجية، وأن أى محاولة لإعادتها إلى المشهد السياسى ستبوء بالفشل الذريع. يوضح السفير رخا أحمد حسن، مساعد وزير الخارجية الأسبق، أن الموقف الغربي، وتحديدًا الولاياتالمتحدة، وبريطانيا، وألمانيا، وسويسرا، يرى فى جماعة الإخوان المسلمين «الوجه» الذى يمكنه احتواء التيارات الإسلامية المتطرفة.. ويشير إلى أن هذا الاعتقاد يدفعهم لعدم تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، بل التعامل معها كمنظمات مجتمع مدنى فى بعض الدول، مثل الولاياتالمتحدة، حيث تُمارس أنشطة اجتماعية ودينية.. ويؤكد أن الولاياتالمتحدة والدول الغربية تعتبر بقاء الإخوان ضمانة لمصالحها، وأنها لن تُقدم على تصنيفهم كجماعة إرهابية إلا إذا قاموا بأعمال عنف مباشرة على أراضيها، وهذا الأمر لم يحدث حتى يومنا هذا نتيجة فهم الجماعة لهذا الأمر، لذا لا يقدمون على هذه الأمور.. ويرى رخا أن الهدف الاستراتيجى من وراء هذا الموقف، والاستمرار على إبقاء هذه الجماعات، هو وضع المنطقة العربية، التى يعتبرها «قلب الإسلام»، فى حالة من الصراعات والتقسيم، وهو ما يخدم مصالح الغرب ويعزز من سيطرتهم على الدول العربية. اقرأ أيضًا| إرهاب الإخوان في ثلاجة القرارات الأمريكية.. لعبة المصالح فوق جرائم الجماعة وفيما يتعلق بالمبادرة التى طرحها الإخوانى محمد عماد صابر وروج لها أيمن نور، أكد السفير رخا أن الهدف من ورائها محاولة لإعادة الروح لجسد الجماعة داخل الدولة المصرية. وأضاف أن الإخوان، بعد ثورة 30 يونيو، أدركوا أنهم لا قِبَل لهم بالدولة المصرية، سواء بقواتها المسلحة أو أجهزتها الأمنية، والشعب المصرى الذى نبذهم، وبالتالى يسعون للعودة إلى الواجهة السياسية مرة أخرى بأى وسيلة. وعن دور أيمن نور فى هذه المبادرة، يقول مساعد وزير الخارجية الأسبق: إن شخصية أيمن نور تسعى دائمًا لأن تكون فى الصورة، وسعيه الشخصى يغلب على أى مصالح وطنية، وأن شخصية أيمن نور معتادة على الظهور والتلون.. ويختتم رخا بأن مصر لديها أولويات أكبر من قضية الإخوان فى الوقت الراهن، مثل التحديات الخارجية المحيطة بها من كل جانب. وأن المبادرة قد تكون محاولة لتشتيت انتباه مصر عن قضاياها المهمة، مؤكدا أن القرار النهائى بشأن المصالحة قرار شعبي، وبالتأكيد هناك دور للأجهزة الأمنية التى تقدر المحاذير بشكل دقيق ويجب أن تُبرز هذا الأمر للشعب بشكل دائم ولكن سيظل الرفض الشعبى للجماعة واضحا. محاولات خبيثة ويرى مصطفى بكري، عضو مجلس النواب والكاتب الصحفي، إن مثل هذه المبادرات محاولات «خبيثة» تهدف إلى «غسل سمعة» الجماعة و»تبييض وجهها» أمام الرأى العام، ومهما كانت هذه المحاولات أو تنوعت أو استمرت، فإن الشعب المصرى لن يقبل بذلك.. ويشير إلى أن الإخوان «جماعة إرهابية، مُجرمة، قاتلة»، وأن تاريخها «كله خداع وكذب». والدليل على ذلك محاولات الإخوان حصار السفارات المصرية، فى ظل الموقف المصرى الحاسم برفض التهجير ومقاومة المحتل، إلا أن الجماعة تستمر فى إظهار وجهها القبيح والتآمري. ويُشدد بكرى على أن الشعب المصرى بكافة أطيافه وقيادته السياسية يرفض بشكل قاطع أى محاولات للتواصل مع هذه الجماعة، وهذا الأمر «مرفوض جملةً وتفصيلًا». فمن خان مصر وتآمر عليها وذهب إلى الخارج ليبث إعلامًا متآمرًا يحرض فيه على قتل الضباط والجنود، لا يمكن القبول به أو بمن يسوق له. وعن مبادرة أيمن نور الأخيرة، يوضح أن هذه المبادرة هى «محاولة للخداع والتآمر» وأن أيمن نور يسعى من خلال هذه المبادرة إلى «التسويق لنفسه أولًا»، وأنه يحاول أن يكون «جسر تواصل ما بين الجماعة الإرهابية ومحاولة فتح خط لها مع مصر». ويضيف أن هذه المبادرات لا تأتى من فراغ، بل هى جزء من «مخطط» أكبر يديره «التنظيم الدولى للإخوان» و»أجهزة المخابرات التى ترعى جماعة الإخوان»، مثل المخابرات البريطانية وغيرها ويرى بكرى أن الهدف من هذا المخطط هو «الضغط على مصر» فى الملفات التى تقف فيها مصر بقوة ضد الكيانات الإرهابية، مثل ملف التهجير وتصفية القضية الفلسطينية.. ويشدد عضو مجلس النواب على أهمية دور الإعلام فى «توعية الناس بالخطر» و»تذكيرهم بما جرى» من أحداث عاشتها مصر فى «فترة تاريخية صعبة»، خاصةً أن «المؤامرات ما زالت تُحاك حتى الآن». لذا، لا بد أن نستمر جميعًا على قلب رجل واحد خلف القيادة السياسية لإفشال محاولات هذه الجماعة الإرهابية من الخداع، والتأكيد الدائم على أنهم «أصوات لا قيمة لها». اقرأ أيضًا| المهمة المشبوهة |مراكز أبحاث غربية لتبييض وجه «الإخوان» استراتيجية مزدوجة ويؤكد حسام الغمري، الإعلامى والباحث السياسي، أن جماعة الإخوان اعتادت استراتيجية التموضع المزدوج، بدعم الإرهاب من جانب وادعاء التصالح من جانب آخر، كما فى حدث فى تأسيس مايسمى بالمجلس الثورى بقيادة مها عزام الذى يتبنى بخطاب الكراهية للدولة المصرية، وكان يديره إبراهيم منير قبل وفاته. وفى المقابل، هناك اتحاد القوى الوطنية الذى يناور بالدعوة لخطاب تشاركي، ويديره محمود حسين وأيمن نور. ويضيف أن الانشقاق بين جبهة حسين وجبهة منير فى 2021 كان حول دعم الإرهاب، مع تمويلات بملايين الدولارات لجناح لندن الذى يدعم تنظيمات مثل «حسم» و»لواء الثورة» وإنتاج فيديوهات تحرض على الفوضى فى مصر. ويشير إلى أن أجهزة استخباراتية غربية، وعلى رأسها جهاز الموساد الإسرائيلي، هى من يخطط ويدبر لأجندة جماعة الإخوان المسلمين، وذلك بهدف زعزعة استقرار الدول، وفى مقدمتها مصر، وتوظيفهم كأداة لتحقيق مصالح معادية. ويشدد على أن هذه الجماعة ليست سوى أداة فى يد رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لزعزعة الاستقرار فى مصر وفرض ملفات إقليمية مرفوضة، مثل التهجير القسرى للفلسطينيين. ويضيف أن من يدقق فى قصة معبر رفح وما يحدث مؤخرًا سيتأكد أننا أمام سيناريو فاضح لهذه الجماعة الإرهابية الخادم المطيع للموساد والأجهزة الاستخباراتية المعادية، خاصة وأن ما حدث يكشف عن التنسيق المباشر بين إعلام الإخوان والأجهزة الاستخباراتية المعادية بصورة فجة. ويوضح أن هناك تنسيقًا مباشرًا بين إعلام الإخوان ورموز إسرائيلية مثل «إيدى كوهين»، مؤكدًا أن هذا التنسيق ليس بجديد، واستدل على ذلك بقصة «إشاعة» بيع قناة السويس التى تم ترويجها بتنسيق كامل بين محمود وهبة فى لندن وإيدى كوهين فى بدايات عام 2023. ويرى أن تظاهر رموز إخوانية أمام السفارة المصرية فى تل أبيب، رغم علمهم بعدم وجود السفير، كان «رسالة مباشرة من نتنياهو»، مفادها: «أنا من أقف وراء هؤلاء، وهم يأتمرون بأمري»، مؤكدًا أن الهدف هو الضغط على مصر لقبول ملفات إقليمية رفضتها، وفى مقدمتها مخطط التهجير، وأن المستفيد الأكبر من بقاء هذه الجماعة هو إسرائيل. والأغرب أن نتنياهو «حرق» أعضاء بارزين فى «منظمة مرسى للديمقراطية» وهما كمال الخطيب ورائد صلاح اللذان شاركا فى المظاهرة المشبوهة بتل أبيب لإرسال رسائل عبرهم، بأن هذه الجماعة لا يستطيعون إلا الامتثال لأوامر الموساد كمديرهم الحقيقي. وعن المصالحة التى تروج لها الجماعة الإرهابية مؤخرًا، يوضح الغمرى أن الأجهزة المعادية وخصوم مصر ، قامو بتجنيد وإعداد أشخاص بعينهم، مثل أيمن نور ومحمد عماد صابر، للقيام بدور وظيفى فى زعزعة الجبهة الداخلية المصرية، وذلك ظهر مؤخرًا فى مبادرة «الحوار» التى أطلقها أيمن نور والتى تعد محاولة لإعادة إنتاج الجماعة وإظهارها بمظهر تصالحي، وذلك بعد تهميشه بسبب سيطرة «جناح لندن» الأكثر تطرفًا على المشهد الإعلامى للجماعة، وأن مبادرتهم ليست سوى محاولة لتجميل وجه الجماعة أمام أمريكا لتأجيل تصنيفها إرهابية، حيث «تخادع» واشنطن وتتحجج بمبادرات صلح لتجنب الحسم، كما حدث مع ترامب الذى صنف فقط حركة «حسم» إرهابية. ويضيف الغمرى أن ما يفعله أيمن نور ليس غريبًا على شخص يتباهى بمديح بوش الابن له رغم جرائمه، وما يفعله ليس سوى سعى للانضمام إلى مبادرات بسبب شعوره بالعزلة أمام تقدم جناح لندن، مدعومًا بتمويل إخوانى من عبد الرحمن أبو دية. أما عن محمد عماد صابر، فهو رجل أعمال ثري، يلعب دورًا ماليًا فى الجماعة. ويختتم الغمرى حديثه محذرًا من خطورة الوضع الحالى قائلًا: «أن ما تمر به مصر هو «مرحلة فارقة وخطرة»، وأن المؤامرات الخارجية تستهدف استقرار البلاد، مما يستدعى العمل على تعظيم الوعى المصرى وتكثيفه، وتوضيح المخاطر للمواطنين من جميع مؤسسات الدولة، وعلى رأسها الإعلام، وذلك لتعزيز الاصطفاف الوطنى الذى أظهره الشعب المصرى فى مواجهة التحديات وجنون إسرائيل الذى يستهدف سيادتنا». الوعى الوطنى حائط صد ويؤكد د. مايكل مورجان، الإعلامى الأمريكى والباحث السياسى فى مركز لندن للبحوث السياسية والاستراتيجية، أن الشعب المصرى يرفض بشكل قاطع أى محاولة لعودة جماعة الإخوان المسلمين إلى المشهد السياسي، أو المصالحة معها، وذلك فى ظل الذاكرة الجماعية التى لا تزال تحتفظ بممارسات الجماعة خلال فترة حكمها التى استمرت عامًا واحدًا. ويضيف أن المصريين يعتبرون عودة الإخوان بمثابة «طريق بلا عودة»، خاصة أنهم إبان فترة حكمهم كانوا يمثلون تهديدًا صريحًا لهوية الدولة المصرية ووحدتها. ويشير إلى أن الشعب المصرى يدرك جيدًا أن هدف الجماعة لم يكن رعاية مصالح مصر، بل السيطرة عليها وتمرير أجندات خارجية، وهو ما ظهر جليًا فى محاولات بيع أراضٍ فى سيناء وتهجير الفلسطينيين، فى مخطط يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وليس دعمها. ويوضح أن الإخوان الآن «أضعف بكثير» من أن يسيطروا على الشارع المصري، كما كان الحال قبل عام 2013، مؤكدًا أن هويتهم الحقيقية قد انكشفت للشعب المصري. ويكمل أن الأدوات التى كانت تستخدمها الجماعة سابقًا، مثل تقديم الخدمات الاجتماعية والعمل فى المجتمع المدنى للسيطرة على الأصوات والميول السياسية، لم تعد موجودة على الأرض. ويشدد الباحث السياسى الأمريكى على أن الدول الخارجية التى تتبنى إعادة جماعة الإخوان للساحة المصرية وتسعى بكل ما أوتيت من قوة لفرضها سياسيًا فى مصر، يجب أن تكف عن محاولاتها، فأى محاولة لإعادة الإخوان للساحة السياسية المصرية ستبوء بالفشل، بل إنها تتسبب فى نفور الشعب المصرى من هذه الدول، نظرًا لقناعة الشعب المصرى الراسخة بأن هذه الجماعة «لا تعمل لصالح المصريين ولا تهتم بهويتهم أو تراب وطنهم». وعن الجدل الدائر فى الولاياتالمتحدة حول تصنيف الإخوان كجماعة إرهابية، يوضح مايكل أن هذا الأمر ليس بجديد، وقد قام السيناتور تيد كروز بتقديم مشروع بهذا الشأن مرتين، لكنه تعطل فى مجلس الشيوخ ولم يتم التصويت عليه. مشيرًا إلى أن الإخوان لم يتم تصنيفهم رسميًا كجماعة إرهابية لأنهم لا يقومون بأعمال عنف مباشرة داخل الولاياتالمتحدة. مناورة إخوانية ويؤكد ثروت الخرباوي، القيادى الإخوانى المنشق، أن مبادرة المصالحة التى طرحها الإخوانى الهارب محمد عماد بالتنسيق مع أيمن نور، ليست سوى «مناورة» إخوانية مكشوفة، تهدف إلى إنقاذ التنظيم من الضغوط الدولية المتزايدة، ومحاولة تجنب تصنيفهم كجماعة إرهابية من قِبل الولاياتالمتحدة. ويشير إلى أن الإخوان يتعاملون مع الدولة المصرية كعدو، ليس لهم فقط، بل عدو للإسلام، وأن هذه الرؤية متجذرة لدى قادة الجماعة منذ سنوات طويلة. ويضيف أن الهدف من طرح المبادرة الآن هو محاولة لإعادة تقديم الجماعة فى صورة جديدة كتيار سياسى سلمى يمكن التعامل معه، رغم أن تاريخها الطويل فى الإرهاب والاغتيال والتفجير منذ الأربعينيات يثبت عكس ذلك. ويشدد الخرباوى على أن المجتمع المصرى يرفض بشكل قاطع أى فكرة للمصالحة مع جماعة الإخوان، مؤكدًا أن هذا الرفض نابع من تورط الجماعة فى العنف والتحالف مع أعداء الوطن، وتشويه صورة مصر فى الخارج، وحشد المظاهرات أمام السفارات المصرية، وصلاتهم بأجهزة مخابرات معادية لذا، فإن كل هذه الجرائم لا يمكن نسيانها أو محوها «بجرة قلم». وعن دور أيمن نور فى هذه المبادرة، يقول الخرباوى إن شخصية أيمن نور «معتادة على التلون السياسي»، ولن يتوانى فى استغلال أى فرصة لضمان بقائه فى المشهد والحصول على التمويلات، وهو ما يجعله «شريكًا مثاليًا للجماعة فى لعبة الخداع». شيمتهم الغدر وتشير د. نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن استراتيجيات الدول الكبرى، وعلى رأسها الولاياتالمتحدة وبعض الشركاء الأوروبيين، فى مكافحة الإرهاب، تتسم بالتناقض الواضح؛ خاصةً أن تاريخ هذه الدول تتبنى تحالفات مع جماعات إرهابية ودعمها، بل وخلق تنظيمات لم تكن موجودة. وتوضح أن هناك العديد من الأدلة التى تؤكد هذه التناقضات، مثل ما قامت به المخابرات الأمريكية التى ساهمت فى خلق تنظيم «طالبان»، ناهيك عن أن الولاياتالمتحدة لعبت دورًا فى نشأة تنظيم «داعش»، وهذا واضح للجميع، فالزعيم الخاص بالتنظيم، أبو بكر البغدادي، كان فى سجون أمريكية بالعراق قبل صعوده. وتشير إلى أن هناك تحالفًا تاريخيًا بين الولاياتالمتحدة وبعض الدول الأوروبية وجماعات الإسلام السياسي، وخاصة جماعة الإخوان المسلمين، التى تُعتبر الرحم الأساسى للعديد من التنظيمات الإرهابية، مثل تنظيم «الجهاد» وغيره، والتى استلهمت أفكارها من فكر سيد قطب. وتضيف أن بريطانيا لعبت دورًا تاريخيًا فى دعم الإخوان، بينما تتبنى الولاياتالمتحدة وبعض الدول الأوروبية فكرة أن الإخوان هى «الأب الشرعي» للإسلام السياسى والذى يمكن استغلالها مما يدفعها لدعمها ضمن استراتيجياتها الإقليمية. وتكمل الشيخ موضحةً أنه فى المقابل، هناك دول مثل روسيا والصين تتبنى نهجًا مغايرًا فى محاربة الإرهاب؛ حيث تسعى لاستئصاله من جذوره بشكل صريح، لكن الاستراتيجية الأمريكية تظل الموجه الأساسى لجهود المجتمع الدولي، مما يعيق هذه المساعى بسبب تناقضاتها. وتؤكد الشيخ أن ما يحدث الآن من قِبل جماعة الإخوان ليس بالأمر الجديد؛ فهذه الجماعة هى جماعة التناقضات بامتياز، ما بين ادعاء السلمية واستخدام العنف، فهى كالحية تستطيع أن تغير جلدها، وهذا ما يحدث بالفعل؛ فالجماعة دأبت على «تغيير جلدها» وإعادة إنتاج نفسها من وقت لآخر، فلطالما مارست العنف ثم ادعت السلمية، وهو ما تكرر فى محطات تاريخية مختلفة، مثل اغتيال النقراشى باشا، ثم الصدام مع عبد الناصر، وصولًا إلى اغتيال السادات.