الشباب هم بناة الأوطان، فهم أساس الحضارة وقوتها الدافعة، ويكمن سر هذه القوة فى عزيمتهم الصلبة، ونجح النبى فى بناء جيل عظيم من الشباب فى مختلف المجالات، الذين كانوا نواة المجتمع الإسلامى الأول، والذى يعد من أكثر المجتمعات تحضرًا فى تاريخ البشرية.. هذا ما أكد عليه د. نادى عبد الله الأستاذ بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالقاهرة فى ندوة «النبى وبناء الشباب» بالجامع الأزهر والتى عقدها فى إطار احتفالاته بالمولد النبوى الشريف. اقرأ أيضًا| محافظ الإسماعيلية يستقبل الأمين العام المساعد للبحوث الإسلامية وأوضح أن النبى أول ما زرعه فيهم هو الإيمان، لأن الإيمان القوى يجعل الإنسان صاحب قضية يسعى جاهدًا لنصرتها والدفاع عنها، مشيرًا إلى أن النبى حرص على أن يزرع فى هذا الجيل الذهبى من شباب الأمة الإيمان قبل أن يعلمهم القرآن الكريم، وفى هذا يقول جندب بن عبد الله: «كنا مع النبى ونحن فتيانٌ حزاورةٌ، فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن، ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانًا». وأوضح أن الإيمان أوسع وأشمل من مجرد أداء الشعائر الدينية، فهو يضم القيم والمبادئ والأخلاق الحميدة وحسن المعاملة. ولهذا، عكست سلوكيات الصحابة رضوان الله عليهم إيمانهم القوي، وفى هذا المعنى يقول عبد الله بن عمر رضى الله عنه: «لقد عشنا برهة من الدهر وأحدنا يُؤتى الإيمان قبل القرآن، وتنزل السورة على محمد صلى الله عليه وسلم، فيُتَعلم حلالها وحرامها، وآمرها وزجرها، وما ينبغى أن يقف عنده منها، ثم لقد رأيت رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان، فيقرأ من بين فاتحته إلى خاتمته، ما يدرى ما آمره ولا زاجره»، والأمة اليوم فى حاجة إلى أن يتمسك شبابها بالقيم الإيمانية التى ربى عليها النبى ، مشيرًا إلى أن النبى كان يعتمد على الشباب فى كثير من الأمور، لأنه يرى فيهم القدرة على العطاء والتضحية، فكان يجلس معهم ويحفزهم فى كل أمر من الأمور، ولم يُعرف مجتمع مكن الشباب وأخذ بيدهم مثلما فعل النبى فى المجتمع المسلم، لأنهم اقتدوا برسول الله فى كل شيء. اقرأ أيضًا| وكيل الأزهر: الفتوى صناعة وعِلم له مقومات وأكد أن الشباب بحاجة إلى خطاب تربوى وعقلاني، بعيدًا عن أى أسلوب تنفيرى أو زجري، وقد سار النبى على هذا النهج، حيث كان يخاطب عقول الشباب، مما مكنهم من أن يكون لهم تأثير كبير فى الأماكن التى أرسلهم إليها، ومنحهم القدرة على القيادة فى سن مبكرة.