خطأ جسيم ذلك الذى ارتكبه نتنياهو وهو يحاول إنقاذ سمعته التى تضررت كثيرًا فى الأحداث الأخيرة، وهذا الخطأ يتمثل فى إقدامه على قصف مبنى سكنى فى قطر والذى تمخض عنه قتل بعض قادة حماس، ذلك لأن القوة الفلسطينية لا تعانى عجزًا فى القيادات، وهناك صف ثان وثالث وصف عاشر من القيادات مستعدة لاستكمال الكفاح المسلح، لذلك فإن الحرب الإسرائيلية سوف ترتد إليها، لأنها سببت صدمة شديدة فى قطر الدولة الخليجية التى بادرت إلى إقامة علاقة دبلوماسية مع إسرائيل، كما استضافت على أرضها قاعدة أمريكية على اعتقاد أن ذلك سوف يوفر لها الأمان، إذ هى تحتمى بقوتين واحدة دولية والأخرى إقليمية، لكن إسرائيل التى لا تحترم تعاهداتها ونتنياهو بالذات الذى أصابته حالة الهياج الشديد بعد أن تلقى العديد من الضربات الموجعة التى أصابت جيشه وطالت عمقه الاستراتيجى وتسببت فى وجود كراهية شديدة تحيط به وبسلطته وغضب عارم من الناخب الإسرائيلى ومظاهرات متكررة تطالب بإسقاطه، لذلك فهو يلكم هنا ويركض هناك وتلك علامات النزع الأخير الذى يعانى منه نتنياهو. على الضفة الأخرى جاء موقف مصر ثابتًا وهو يدين العدوان الإسرائيلى ويدين أيضًا ما يسعى إليه نتنياهو من دق طبول الحرب وهو يؤكد التزامه بقضية السلام ما لم يتجاوز العدوان الإسرائيلى حدوده للتماس مع الحدود المصرية. جاء ذلك التأكيد صريحًا من الرئيس عبدالفتاح السيسى. إن عمليات الفرز فى المواقف تمت بوتيرة سريعة فى المنطقة لكى تعيد الجميع إلى الحقائق القديمة وهى: أولا: إن إسرائيل دولة معتدية لا تقيم بالا لقضية السلام ولا تتورع عن إشعال المنطقة وضرب الأصدقاء. ثانيا: إن مصر لا تقبل بأى حال من الأحوال الحصار المفروض على أهل غزة ولا القتل الممنهج للفلسطينيين بهدف دفعهم إلى الهجرة وترك أراضيهم وعبور الحدود مع مصر. مصر نبهت إلى خطورة هذا الضغط وإلى فشل هذا التوجه ولا إنسانيته، لكن إسرائيل وللأسف لا تفهم إلا لغة القوة، وذلك ما يضع هذه المنطقة على حافة ارتفاع المواجهات العسكرية ما لم يتم إزاحة نتنياهو من الحكم وما لم تمارس الولاياتالمتحدةالأمريكية ضغوطها على نتنياهو لكبح جماح نزعاته الشريرة.