محاولات إسرائيل توسيع نطاق المواجهات العسكرية وتحويل الحرب بينها وبين المقاومة الفلسطينية بين جيوش نظامية، لأن هزيمة إسرائيل مؤكدة فى حرب التحرير طويلة الأجل التى تقودها المقاومة، وسقوط القتلى من الجيش الإسرائيلى يتم بشكل يومى بتفجير الآليات وخصوصًا الدبابة «الميركافا» التى كانت تتباهى بها إسرائيل. أما الداخل الإسرائيلى فهو فى حالة هياج شديد على رئيس الوزراء نتنياهو.. ونتنياهو يحكمه العند والاستكبار لا يريد أن ينسحب مكسوراً ولا يريد أن يقبل بالمفاوضات، ولا يريد أن يعترف بحقوق الشعب الفلسطينى، وهو يراوغ دائمًا ويحاول إفشال الجهود التى تبذلها «مصر وقطر» من أجل تهدئة الصراع، بل إنه من ناحية أخرى يحاول إشعال المنطقة. وسط كل هذه التحولات تأتى حادثة اغتيال إسماعيل هنية فى إيران تحديدًا لتحقق نصراً هزيلاً على رجل أعزل فى محاولة منها لتوريط إيران فى صراع مباشر أو مواجهة عسكرية مع إسرائيل، تلك المواجهة التى سوف تستدعى التدخل المباشر من الولاياتالمتحدةالأمريكية التى ترعى إسرائيل ظالمة أو مظلومة فإن نجحت تلك الأحلام الإسرائيلية فى إشعال المنطقة فإن نتنياهو وحكومته سوف يفلتان من حرب التحرير الشعبية طويلة الأجل التى تقودها المقاومة الفلسطينية، والتى لا تستطيع إسرائيل وأمريكا مواجهتها.. فقد انهزمت أمريكا فى فيتنام هزيمة منكرة أمام منهج حرب التحرير الشعبية وأمريكا وإسرائيل تعلمان علم اليقين أنه لو استمرت الحرب على هذه الصورة فلن يطول الأمر قبل ان تتهاوى إسرائيل نفسها وتتفكك. يأتى اغتيال هنية كمحاولة يائسة من إسرائيل لتغيير قواعد اللعبة وتوسيع نطاق المواجهات، وهذا يعكس قصوراً فى الرؤية لدى قيادة إسرائيل التى لم تعد ترى إلا نفسها والتى حاولت بكل الطرق إفشال الوساطة المصرية القطرية التى كانت تطرح رؤية متوازنة لتهدئة الصراع فى المنطقة، لكن يبدو أن إسرائيل أصابتها حالة من الهياج تحاول بها توسيع مساحة النيران بالمنطقة، ويقينى أن القوى الإقليمية أكثر خبرة وذكاء من أن تنسحب وراء الاستفزاز الإسرائيلى.