قبل نحو 69 عامًا نشرت «آخرساعة» تقريرًا لرصد مشاعر الغضب حين تنتاب الممثلين الذين يبدعون في الكوميديا وإضحاك الجمهور، وجاءت النتيجة متراوحة بين مَنْ يترجم انفعالاته بالقفشات والنكات ومن يثور ولا يهدأ بسهولة.. نعيد نشر هذا التقرير بتصرف محدود في السطور التالية: هل رأيت ملوك الضحك وقد تملكتهم الحالة العصبية التي تمر بنا جميعًا فى لحظات الغضب؟ بعضنا يأكل أظافر يديه دون أن يشعر، بل إنه لا يستطيع في هذه اللحظات العنيفة أن يفرق بين طعم الأظافر وطعم المارون جلاسيه مثلًا. وبعضنا يأتي بحركات هيستيرية لو سجلتها عدسة التصوير لأيقن أنه مجنون ومن الظلم أن يعيش خارج مستشفى المجاذيب، وبعضنا يأكل شفتيه وهو لا يعلم أنه يتناول وجبة شهية من لحم البشر. ◄ إسماعيل ياسين لنبدأ بإسماعيل ياسين، إنه أخف الممثلين دمًا.. ولا يغضب ولا يثور إلا إذا تأكد أنه صاحب الحق مئة فى المئة، وهو في ثورته تنطلق النكات والقفشات من فمه كالمدافع سريعة الطلقات، فنجد الذين يحضرونه فى ثورته لا يملكون أنفسهم من الضحك، وكلما ضحك الذين حوله ازداد هياجًا وارتفع صوته على جميع الأصوات. وهو في غضبه تتدلى شفته السفلى بصورة ترغمك على الضحك، كما ترغمك على الاعتذار إليه، ويكفى أن تهم بأن تعانقه فينسى كل شيء وتهدأ أعصابه. ◄ اقرأ أيضًا | ضحك وسخرية وتنمر.. كوكتيل الكوميديا الافتراضي ■ زينات صدقي في أحد المشاهد من أفلامها ◄ زينات صدقي وزينات صدقي في ثورة غضبها لا تختلف كثيرًا فى طبيعتها عن دورها على المسرح أو الشاشة، فقد أصبحت المواويل البلدية والأمثلة القديمة التى تحفظها عن ظهر قلب جزءًا من حديثها العادي، وهى تحفظ لكل مناسبة موالًا أو مثلًا تلقيه على الذين أثاروها. ومنذ عامين كانت تعمل مع عبدالعزيز محمود فى أحد الأفلام، وحدث أن تصرف معها تصرفًا سماه زملاؤه "جليطة"، وصبرت عليه زينات صدقي وذهبت إلى الاستوديو لتؤدى عملها وتنصرف دون أن تتكلم معه، لكنه استفز شعورها وشتمها فما كان منها إلا أن خلعت حذاءها وألقت عليه درسًا فى الأدب.. وعندما هدأت أعصابها، سألوها عن هذا التصرف فقالت: هو أنا عارفة كنت بأعمل إيه.. الراجل خلانى خرجت عن شعوري.. دستوركم.. لا مؤاخذة.. نجاملكم فى المسرات. ■ إسماعيل يس وحسن فايق ◄ حسن فايق ويقول زملاء حسن فايق إنه من النوع الذي يأكل أظافر يديه كأنه يتناول وجبة شهية من الفراولة المثلجة. وحسن فايق ممثل ناجح، استطاع أن يصنع من نفسه بطلًا لفرقة الريحاني، لكنه لم يستطع أن يخلق من نفسه صاحب فرقة. ◄ ماري منيب ويقول المختلطون بماري منيب إنها فى ثورة غضبها تعض شفتيها.. وأنها تكتم الغيظ وتحاول أن تبدو هادئة، لكن الذين يعرفونها جيدًا يعلمون أنها فى حالة عصبية.. وهى تعض شفتيها حتى تدميهما.. وهى أيضًا لا تخطئ ولا تخرج عن شعورها، وتتولى الصلح بين أفراد الفرقة الذين يتخاصمون، كما أنها تفرض حمايتها على بعض الوجوه الجديدة من فتيات المسرح. والممثلون والممثلات من خلف الكواليس كالسمك، الكبير منه يأكل الصغير، ولهذا تجد غرفتها في المسرح تشبه فصلًا فى مدرسة. («آخرساعة» 20 يونيو 1956)