دمج وتمكين.. الشباب ذوي التنوع العصبي يدخلون سوق العمل الرقمي بمصر    زيادة متوقعة في إنتاج اللحوم الحمراء بمصر إلى 600 ألف طن نهاية العام الجاري    حالة الطقس اليوم السبت 13ديسمبر 2025 فى محافظه المنيا    أذان الفجر اليوم السبت13 ديسمبر 2025.. دعاء مستحب بعد أداء الصلاة    محكمة بوليفية تقرر حبس الرئيس السابق لويس آرسي احتياطيًا 5 أشهر بتهمة اختلاس أموال عامة    قفزة تاريخية.. مصر تقترب من الاكتفاء الذاتي للقمح والأرز    تدريب واقتراب وعطش.. هكذا استعدت منى زكي ل«الست»    بين مصر ودبي والسعودية.. خريطة حفلات رأس السنة    بدأ العد التنازلي.. دور العرض تستقبل أفلام رأس السنة    الاتحاد الأوروبي يواصل دعم أوكرانيا ويوافق على تجميد أصول روسيا لأجل غير مسمى    د.هبة مصطفى: مصر تمتلك قدرات كبيرة لدعم أبحاث الأمراض المُعدية| حوار    ترامب يثمن دور رئيس الوزراء الماليزى فى السلام بين كمبوديا وتايلاند    زعيمة المعارضة الفنزويلية تؤيد زيادة الضغط على مادورو حتى "يدرك أنه يجب عليه الرحيل"    بعد الخروج أمام الإمارات، مدرب منتخب الجزائر يعلن نهايته مع "الخضر"    ياسمين عبد العزيز: كان نفسي أبقى مخرجة إعلانات.. وصلاة الفجر مصدر تفاؤلي    تقرير أممي: التوسع الاستيطاني بالضفة الغربية يبلغ أعلى مستوى له منذ عام 2017 على الأقل    مصرع شخص وإصابة 7 آخرين فى حادث تصادم بزراعى البحيرة    هشام نصر: سنرسل خطابا لرئيس الجمهورية لشرح أبعاد أرض أكتوبر    اليوم.. محاكمة المتهمين في قضية خلية تهريب العملة    ياسمين عبد العزيز: ما بحبش مسلسل "ضرب نار"    سلوى بكر ل العاشرة: أسعى دائما للبحث في جذور الهوية المصرية المتفردة    أكرم القصاص: الشتاء والقصف يضاعفان معاناة غزة.. وإسرائيل تناور لتفادي الضغوط    محمد فخرى: كولر كان إنسانا وليس مدربا فقط.. واستحق نهاية أفضل فى الأهلى    وول ستريت جورنال: قوات خاصة أمريكية داهمت سفينة وهي في طريقها من الصين إلى إيران    قرار هام بشأن العثور على جثة عامل بأكتوبر    بسبب تسريب غاز.. قرار جديد في مصرع أسرة ببولاق الدكرور    محمود عباس يُطلع وزير خارجية إيطاليا على التطورات بغزة والضفة    كأس العرب - مجرشي: لا توجد مباراة سهلة في البطولة.. وعلينا القتال أمام الأردن    أحمد حسن: بيراميدز لم يترك حمدي دعما للمنتخبات الوطنية.. وهذا ردي على "الجهابذة"    الأهلي يتراجع عن صفقة النعيمات بعد إصابته بالرباط الصليبي    الأهلي يتأهل لنصف نهائي بطولة أفريقيا لكرة السلة سيدات    فرانشيسكا ألبانيزي: تكلفة إعمار غزة تتحملها إسرائيل وداعموها    تعيين الأستاذ الدكتور محمد غازي الدسوقي مديرًا للمركز القومي للبحوث التربوية والتنمية    ياسمين عبد العزيز: أرفض القهر ولا أحب المرأة الضعيفة    ننشر نتيجة إنتخابات نادي محافظة الفيوم.. صور    محافظ الدقهلية يهنئ الفائزين في المسابقة العالمية للقرآن الكريم من أبناء المحافظة    إصابة 3 أشخاص إثر تصادم دراجة نارية بالرصيف عند مدخل بلقاس في الدقهلية    إشادة شعبية بافتتاح غرفة عمليات الرمد بمجمع الأقصر الطبي    روشتة ذهبية .. قصة شتاء 2025 ولماذا يعاني الجميع من نزلات البرد؟    عمرو أديب ينتقد إخفاق منتخب مصر: مفيش جدية لإصلاح المنظومة الرياضية.. ولما نتنيل في إفريقيا هيمشوا حسام حسن    بعد واقعة تحرش فرد الأمن بأطفال، مدرسة بالتجمع تبدأ التفاوض مع شركة حراسات خاصة    سعر جرام الذهب، عيار 21 وصل لهذا المستوى    الإسعافات الأولية لنقص السكر في الدم    الأمم المتحدة تدق ناقوس الخطر بشأن تزايد الطلب على موارد المياه مع ازدياد الندرة    مفتي الجمهورية يشهد افتتاح مسجدي الهادي البديع والواحد الأحد بمدينة بشاير الخير بمحافظة الإسكندرية    غلق مزلقان مغاغة في المنيا غدا لهذا السبب    لجنة المحافظات بالقومي للمرأة تناقش مبادرات دعم تحقيق التمكين الاقتصادي والاجتماعي    مواقيت الصلاه اليوم الجمعه 12ديسمبر 2025 فى المنيا    انطلاقة قوية للمرحلة الثانية لبرنامج اختراق سوق العمل بجامعة سوهاج |صور    محافظ أسوان يأمر بإحالة مدير فرع الشركة المصرية للنيابة العامة للتحقيق لعدم توافر السلع بالمجمع    اسعار الفاكهه اليوم الجمعه 12ديسمبر 2025 فى المنيا    سويلم: العنصر البشري هو محور الاهتمام في تطوير المنظومة المائية    هشام طلعت مصطفى يرصد 10 ملايين جنيه دعمًا لبرنامج دولة التلاوة    ضبط المتهمين بتقييد مسن فى الشرقية بعد فيديو أثار غضب رواد التواصل    نقيب العلاج الطبيعى: إلغاء عمل 31 دخيلا بمستشفيات جامعة عين شمس قريبا    بتوجيهات الرئيس.. قافلة حماية اجتماعية كبرى من صندوق تحيا مصر لدعم 20 ألف أسرة في بشاير الخير ب226 طن مواد غذائية    في الجمعة المباركة.. تعرف على الأدعية المستحبة وساعات الاستجابة    عاجل- الحكومة توضح حقيقة بيع المطارات المصرية: الدولة تؤكد الملكية الكاملة وتوضح أهداف برنامج الطروحات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كنوز| مائدة إفطار أمير الرومانسية.. وحكومات الملك.. وفانوس «شادية».. ومائدة الملك فاروق.. وسخرية «بيرم»
نشر في بوابة أخبار اليوم يوم 19 - 03 - 2025

تقوم «كنوز الأخبار» بإعادة نشر بعض الموضوعات الشيقة والمواقف النادرة والتي حدثت في القرن الماضي والتي نشرت في جريدتنا العريقة «الأخبار».
◄ نجوم «في بيتنا رجل» على مائدة إفطار أمير الرومانسية
يعيش الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس حالة من الانبساط لأن روايته «في بيتنا رجل» التي تحولت لمسرحية لاقت نجاحاً كبيراً على خشبة المسرح القومي، وترجم انبساطه بدعوة نجومها لتناول الإفطار على مائدته العامرة بكل ما لذ وطاب من ألوان الطعام الرمضاني.
■ حسن يوسف يحاول إنقاذ فخذ الخروف من توفيق الدقن
في الساعة الخامسة والنصف تماماً كان الصالون الفخم الذى يتصدر شقة إحسان يمتلئ بأعضاء فرقة المسرح القومى بقيادة الضابط السابق أحمد حمروش رئيس مؤسسة المسرح والموسيقى الذى تولى من قبل إدارة المسرح القومى وترأس عدداً من الصحف والمجلات فى بداية ثورة يوليو 1952، واعتذر عن عدم الحضور مخرج المسرحية عبد الرحيم الزرقانى ونور الدمرداش، وأوضح توفيق الدقن: أن الزرقانى يقيم فى بيته عزومة، أما نور الدمرداش فيسكن بمصر الجديدة وتعطل به المترو فى الدمرداش، ونجحت رفيعة الشال فى قتل الوقت الباقى على انطلاق مدفع الإفطار بنكاتها فقالت: إن مصرى تراهن مع إنجليزى حول من يقول «فشرة» أفضل من الآخر فيربح خمسة جنيهات، فكر المصرى وقال بطريقة أبو لمعة: «أنا مرة شلت الهرم الأكبر على كفى اليمين يا خواجة»، صفق الإنجليزى للمصرى وهو يقول: «وأنا مرة شلت الهرم على كفى اليمين، وأبو الهول على كفى الشمال ومشيت بيهم لحد ما وصلت لندن»، فقال المصرى: «والله تعملها يا ابن الحرامية ! ما انتوا سارقين خير البلد ! «.
انطلق المدفع، وتقدمت السيدة «لولا» حرم الأستاذ إحسان عبد القدوس الجميع لتناول الإفطار فى حجرة فسيحة توسطتها مائدة طويلة صفت حولها ثلاث موائد صغيرة، جلس على المائدة الرئيسية إحسان عبد القدوس وحرمه وأحمد حمروش، وصلاح سرحان، وسهير البابلي، ورفيعة الشال، وكمال حسين وفاخر فاخر، أما حسن يوسف فقد اختار أن يجلس بجوار محمد وأحمد نجلى إحسان عبد القدوس فى مائدة منفردة، فناداه أحمد حمروش للجلوس مع الكبار، فقال حسن يوسف: «هنا يمكن ألاقى فرصة أكبر»، وعلق توفيق الدقن قائلاً: «طيب يا أبو على.. بس ابقى خف ايديك شوية على محمد وأحمد، دول لسه صغيرين وكمان عندهم معلومات عن آداب المائدة»، ضحكت رفيعة الشال التى تقوم بدور أم حسن يوسف فى المسرحية وقالت: «والنبى دايماً كده ظالمينك يا حسن يابني، فى المسرحية مظلوم وكمان على الأكل»، ثم التفتت الى توفيق الدقن وقالت: «ده حتي يا حسرة حسن عامل رجيم»، فقال توفيق: «أنا معاكى.. ماهو عامل رجيم علشان يتخن»! فصاح حسن: «أنا يا دباغ « وكانت قفشة طريفة أضحكت الجميع، إذ أن توفيق الدقن يجسد فى المسرحية دور ضابط البوليس الذى يحمل اسم «الدباغ»، والدباغ معناها الشخص الأكول!
■ إحسان في حوار مع أحمد حمروش
وبدأت حرم الأستاذ إحسان توزع على المدعوين ألوان الطعام الشهية، وقام إحسان بمشاركتها فى هذه المهمة، وبعد لحظات دخل الخادم يحمل فوق رأسه صينية ضخمة يتربع فوقها خروف اوزي محمر وقد اضطجع على بساط من الأرز المفلفل الأحمر، وفاحت رائحة الخروف الذكية فملأت الأنوف وجذبت إليها أنف توفيق الدقن فأسرع واقفاً من مكانه وتوجه نحو الخروف وكأنما جذبته قوة مغناطيسية، وقبض على فخذ الخروف وجذبها نحوه فانخلعت فى يده، وعاد بها إلى مكانه وكأنه لم يفعل شيئاً، وبدأ ينهش فى فخذ الخروف كأنه القرصان ذو اللحية السوداء، فصاحت فيه سهير البابلي: «ايه اللى أنت بتعمله يا توفيق»، فرد عليها ورد كالقذيفة قائلاً: «وما توفيقى إلا بالله» فضج الجميع بالضحك، ولاحظت السيدة لولا حرم إحسان أن الأستاذ أحمد حمروش لا يأكل ويحاول أن يفوت عليهم ملاحظة ذلك، بتقديم الطعام لزملائه أعضاء الفرقة: فقالت له السيدة لولا: «انت بتصوم على طريقة «كونفشيوس» يا أستاذ حمروش ولا إيه ؟»، ضحك أحمد حمروش قائلاً: «أنا لا أفطر إلا بعد صلاة التراويح»، فضحك إحسان قائلاً: «والتراويح دى من كام.. لكام؟»، فقالت رفيعة الشال: «انت على كده ها تضيع علينا بقية أصناف الأكل على ما تيجى التراويح !».
ومر الوقت مع الضحكات الطريفة على مائدة الإفطار بقفشاتٍ حول فوائد ومضار بعض أنواع الطعام، وفى نهاية الإفطار قدمت حرم الإستاذ إحسان طبق «أم على» الذى قوبل بتعليقات وقفشات من حسن يوسف الذى قرر بعد أن التهم ثلاثة أطباق أن يتزوج لينجب ولداً ويسميه «على» حتى ينادى زوجته بأم علي !
وعاد الجميع الى الصالون الفخم وأخذت السيدة « لولا « فى توزيع فناجين القهوة التى أحضرها الخادم على الصينية، وامتدت السهرة التى تبادل فيها الجميع النكات والقفشات والتعليق على مجريات الأحداث وأخبار الساعة التى كانت محط نقاش بين الضابط السابق أحمد حمروش والكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، وفى الساعة الثامنة والنصف استأذن الجميع للعودة إلى المسرح لعرض المسرحية، ووجه حسن يوسف كلامه لحرم إحسان قائلاً: «والنبى تسألى الأستاذ.. هى الرواية اللى الجاية امتى علشان أصوم لها كويس»، ضحكت السيدة «لولا» وهى تقول: «كل يوم يا حسن فى بيتنا عزومة، بس ابقى اتفضل « .. وانتهت عزومة إفطار رمضان التى أقامها إحسان عبد القدوس لأبطال مسرحية «فى بيتنا رجل».
«الكواكب» - 7 مارس 1961
◄ اقرأ أيضًا | اتفاقية تبادل «الضرب» بين أمير الرومانسية والعندليب الأسمر!
◄ «التابعي» يكشف رؤساء حكومات الملك مع الصيام
لا شك أن أتقى رؤساء الوزارات وأكثرهم مواظبة على أحكام دينه هو صاحب المقام الرفيع مصطفى النحاس باشا فهو يقدس شهر رمضان ولا يضيع من صيامه يوماً واحداً حتى ولو كان مريضاً أو على سفر، ولقد بدأ الصيام وهو فى السابعة من عمره، أما رب الكفاءات إسماعيل صدقى باشا فإنه يمضى ليالى شهر رمضان فى داره بالزمالك يستمع إلى مشاهير المقرئين، كما أن هناك مؤذناً يقف بباب الدار وينادى حى على الصلاة فى مواعيد الصلاة، ويدعو دولته الكثيرين لتناول طعام الإفطار ويجلس معهم «ينأنأ» مستبقياً معدته وشهيته لساعة العشاء، والمعروف عن دولته أيام وزارته التى لن تعود ولك أن تضع خطين عريضين تحت لن تعود كان يذهب فى معظم أيام رمضان إلى دار صديقه وجاره الأستاذ توفيق دوس باشا ليتناول معه طعام الإفطار، وحدث مرة أن دعا دوس باشا المندوب السامى «برسى لورين « لتناول طعام الغداء فى داره وكان ذلك فى شهر رمضان ! وأقبل صدقى باشا فى ساعة الغداء كعادته فوجد برسى لورين، وخجل دولته من الجهر بالإفطار ومخالفة أحكام دينه أمام المندوب البريطانى فجلس يؤانس سير برسى، ويزغر لألوان الطعام من بعيد لبعيد!
■ محمد التابعي
وصاحب الدولة أحمد زيور باشا رجل صريح، يعترف بأنه لا يعرف الصيام وأن شهر رمضان يستوى عنده مع باقى الشهور إلا فى شيء واحد يقول دولته: إن رمضان يمتاز به عن كافة شهور السنة من يناير إلى ديسمبر، وهذا الشيء الواحد هو أصناف الحلوى من قطايف وكنافة التى انفرد بها شهر رمضان!
■ إسماعيل صدقي باشا
ودولة عبدالفتاح يحيى باشا رجل تقى صالح بطبعه، وكثيراً ما تشاهد «السبحة « فى يده، من باب العياقة أو التدين لاندرى، لكنه لا يصوم بحجة أن صحته لا تسمح له بالصيام، ونعتقد أنه لو أمكن دولته الحصول على فتوى تبيح له تناول الاسبرين فى رمضان لما تأخر عن الصيام. أما صاحب الدولة محمد باشا محمود فهو يصوم عندما يكون فى ساحل سليم بالصعيد لأنه حريص على أن يكون دائماً ابن الصعيد البكر فى كل شيء بما فيه التقى والورع، وهو لا يجسر على الإفطار والجهر به بين أبناء الصعيد، أما فى القاهرة فإن دولة الباشا يعتبر نفسه « على سفر» ويفطر مستنداً فى ذلك إلى الآية الشريفة.
■ مصطفى النحاس باشا
ودولة على ماهر باشا يصوم منذ سنواتٍ قليلة فقط من باب الصحة «والرجيم» ويجد دولته راحة فى الصيام، وعلى كل حال ودولته الآن بالقرب من جلالة الملك التقى الصالح، لا يستطيع إلا أن يصوم. ولعل دولة على ماهر باشا أكثر رجال الدولة حظاً الآن فهو يتناول طعام الإفطار فى معظم الأيام مع جلالة الملك المحبوب، وأعضاء وزارة صدقى باشا التى لن تعود: كانوا على دين رئيسهم وكانوا يجدون على مائدة زميلهم توفيق دوس باشا ما لذ وطاب، ولا يزال القراء يذكرون حكاية مراد سيد أحمد باشا وكيف الُتقطت له صورة فى ميدان السباق بمصر الجديدة وهو يدخن سيجارة علانية فى شهر رمضان، واطلع المغفور له الملك فؤاد على الصورة فغضب غضباً شديداً وأمر بخروج مراد سيد أحمد باشا من الوزارة فوراً، وعُين وزيراً مفوضاً لمصر فى بروكسل !!
محمد التابعي
«آخر ساعة» - رمضان 1939
◄ فانوس «شادية» أبو شمعة
أجرت مجلة « الكواكب» حواراً مع الفنانة القديرة شادية حول ذكرياتها عن فترة الطفولة والصبا وروحانيات شهر رمضان الكريم التى ظلت عالقة فى ذهنها، وقد اقتبسنا من الحوار بعض فقراته التى تتحدث فيها عن ذكرياتها مع فانوس رمضان أبو شمعة الذى تقول عنه :
■ شادية مع فانوس رمضان
- « للفانوس أبو شمعة مكانة خاصة فى نفسى أنا وكل بنات جيلى، فنحن كأطفال صغار لدينا صورة ذهنية تربط بين قدوم شهر رمضان والفانوس الذى كنا نتنافس فى اختيار ألوانه الزجاجية، وكان والدى يُحضر لكل طفل فى العائلة فانوس رمضان الذى كان يُدخل علينا البهجة ، وعندما كبرت وبعد أن أصبحت معروفة فلابد أن يكون الفانوس فى بيتى كل رمضان واشترى الفوانيس لكل أطفال العائلة « .
وتضيف : « كان والدى رحمه الله يحرص على تنشئة أولاده على التربية الدينية وتعاليم الإسلام السمحة، كان يصر على أن نقوم بأداء الفرائض من صلاة وصيام الشهر الفضيل، وأتذكر ما لا يمكن أن أنساه أبداً وكنا وقتها فى مدينة « أنشاص « حيث مقر عمل والدى، وهى إحدى القرى التابعة لمركز بلبيس بمحافظة الشرقية، وقد تشكك الناس فى اليوم الذى نبدأ فيه صيام الشهرالمعظم، ووردت تعليمات إلى رئيس بوليس أنشاص أن رمضان سوف يبدأ غداً، الأمر الذى جعل كل أفراد الأسرة تجتمع حول مائدة السحور، وبعد أن انتهينا من تناول طعام السحور أوينا إلى الفراش لانتظار اليوم التالى الذى يبدأ فيه أول أيام الصيام، غير أننا فوجئنا فى صباح اليوم التالى بصدور إشارة تليفونية لرئيس البوليس أيضاً تفيد بأن المفتى لم يرِ هلال رمضان أمس وبالتالى لم تثبت الرؤية .
وتضيف شادية : « أسرعت أمى بإعداد طعام الغداء وكان عبارة عن « أوزة « سمينة، وكانت أمى تهوى تربية الدواجن والطيور فى حديقة الفيلا التى كانت مُخصصة لنا من تفتيش أنشاص، وبعد أن أتينا على الأوزة فوجئنا بشيخ أحد مساجد أنشاص غاضباً ثائراً وهو يلعن الذين يفسدون فى الأرض فساداً، لأن اليوم كان أول أيام الصيام» !
وتختتم شادية رواية هذا المأزق قائلة : « فما كان من والدى إلا أن أصدر أوامره إلى جميع أفراد الأسرة بأن يكفوا عن الطعام حتى موعد الإفطار على أن نصوم يوماً آخر قضاء، وقد أمضيت باقى اليوم أعانى من العطش الشديد بعد أن أكلت « أوزة « سمينة، ولم أتمكن من أن أشرب قطرة ماء واحدة، وكان الصيام فى هذا العام خلال شهر يوليو شديد الحرارة !
الكواكب - رمضان 1977
◄ كبار رجال الدولة على مائدة الملك فاروق
نشرت مجلة « المصور» الصورة المُرفقة مصحوبة بوصف تفصيلى لوقائع دعوة الملك فاروق لرجال القصر والخاصة الملكية لمائدة إفطار رمضانية فى قصر عابدين .. وقالت المجلة:
■ الملك فاروق الأول يتوسط مائدة الإفطار مع كبار رجال الدولة
- وكان البروتوكول مقصوراً على أصحاب المعالى والسعادة والعزة وتفضل جلالة الملك فاروق بإقامة مأدبة عائلية بقصر عابدين نال شرف حضورها أربعمائة موظف من أكبر درجة أى من أصحاب المعالى إلى الأفندية وموظفى الدرجة التاسعة وقد شملهم جلالة الملك جميعاً بعطفه الكريم، وقد سمح جلالته بالتيسير على صغار الموظفين بأن يحضر جميع المدعوين بالثياب العادية الغامقة، وكانت مأدبة فاخرة قُدم فيها شراب البرتقال والسجائر وحساء ساخن بالخضر، حمل بلدى بالخلطة، وفاصوليا بالدجاج، وديك رومى فاخر بالبطاطس وأرز مع لبن زبادي، وحلاوة بالقشدة وخُشاف وفواكه وقهوة، وقد شارك فى هذه المأدبة جميع من يتشرفون بخدمة السراي، فظفر الخدم والسائقون والجناينية بنفس الطعام الذى أكل منه الملك. وكان الملك فاروق عادة ما يتوسط ضيوفه على الموائد الرمضانية الملكية التى لا تنقطع طيلة الشهر الكريم فتارة يقيم جلالة الملك الموائد الرمضانية التى يحضرها مع رعاياه من الموظفين والبسطاء والحاصلين والحاصلات على مراكز متقدمة فى الشهادات الدراسية والمباريات والأنشطة الرياضية، وموائد أخرى يأمر جلالته بإقامتها للعائلات الفقيرة فى الحدائق بالقصر فى القاهرة أو الإسكندرية.
«المصور» - 24 أكتوبر1941
◄ امسك لسانك يا صايم عن الآثام
سخر بيرم التونسي من السلوكيات الظاهرية التي رصدها فى تصرفات الذين يمثلون على الآخرين الورع والتقوى خلال الشهر الكريم وكتب زجلية يوضح فيها آداب الصيام، فيقول :
■ بيرم التونسي
«يا صايمْ صيام الشرابْ والطعام.. صيامك حلالْ أو صيامك حرامْ.. لسانَكْ يصومْ وعِينَكْ تِصُومْ .. وإيدكْ تصومْ عن جَميعْ الآثام.. يصُومْ اللسانْ إذا كانْ يُصانْ.. لا يغتابْ فلان ولا يْسِىءْ لفلان.. وخلى المزَاحْ ولو كان مُبَاحْ.. ومعظم ذنوبنا سببها الكلام.. وعينكْ تصونها عن الفاتناتْ.. عن العاريات، عن الضاحكات، عن المائلات.. لا تجمع ما بين الصيام والآهات.. وإذا كنت ناوى.. بلاش القهاوى.. وتنوى فى بيتك على الاعتصام.. بلاش الملامةْ وبلاش الأذيَّة.. إذا كنت تِأْذِى الضعيف واليتيم.. بإيدك يا صايم، صيامك رِجِيم.. وإيدك تصوم عن جميع الآثام.. ورمضان كريم يحب الكرام.. ويحييكم الله إلى كل عام ».
◄ بيرم التونسي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.