عواصم - وكالات الأنباء: قدمت قطر شكوى رسمية عبر بعثتها فى نيويورك، بدعم من الجزائر وباكستان والصومال، وكذلك فرنسا وبريطانيا، لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولى أمس لمناقشة الاعتداء الإسرائيلى على العاصمة القطريةالدوحة، الذى استهدف مساء أمس الأول اجتماع الوفد المفاوض من حركة حماس. وأكدت الدوحة أن الاعتداء يمثل «إرهاب دولة وانتهاكاً صارخاً لسيادة قطر وأمنها القومى». اقرأ أيضًا| الداخلية القطرية: مقتل أحد عناصر قوات الأمن في الهجوم الإسرائيلي على الدوحة ووصف رئيس الوزراء القطرى ووزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن آل ثانى الهجوم بأنه محاولة لنسف الوساطة القطرية وتهديد مباشر للاستقرار الإقليمى، معلناً تشكيل فريق قانونى لملاحقة إسرائيل دولياً. وشدد على أن الوساطة لن تتوقف رغم الخسائر، مؤكداً أن بلاده تحتفظ بحق الرد. وأصدر الديوان الأميرى فى الدوحة بياناً شديد اللهجة، أكد فيه أن استهداف العاصمة القطرية يمثل اعتداءً سافراً على سيادة دولة قطر وأمنها القومى، مشدداً على أن «قطر لن تتهاون مع أى محاولة للنيل من استقرارها أو تقويض دورها الإنسانى والدبلوماسى». وأشار البيان إلى أن الاعتداء الإسرائيلى جاء فى وقت كانت فيه الدوحة تبذل جهوداً مضنية لتقريب وجهات النظر والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة، ما يعكس رغبة واضحة فى تقويض أى فرصة لتحقيق السلام. كما دعا الديوان المجتمع الدولى إلى تحمل مسئولياته القانونية والأخلاقية إزاء «الانتهاك الخطير للقانون الدولى ومواثيق الأممالمتحدة». وبعد أقل من 24 ساعة على الهجوم، وصل رئيس دولة الإمارات محمد بن زايد آل نهيان إلى الدوحة، حيث استقبله أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثانى. واعتبرت الزيارة رسالة تضامن خليجية واضحة مع قطر فى مواجهة الاعتداء الإسرائيلى، ورسالة بأن أمن الدوحة جزء لا يتجزأ من أمن الخليج. وأكدت مصادر سياسية أن اللقاء تناول تنسيق المواقف لمواجهة التداعيات الإقليمية، ودعم الدور القطرى فى ملف غزة. اقرأ أيضًا| ارتقاء 38 شهيداً في قصف الاحتلال منذ فجر اليوم منهم 18 في مدينة غزة ونقلت وكالة أنباء الإمارات (وام) عن وزارة الخارجية تأكيدها أن استهداف الدوحة عمل مرفوض ومدان، مشددة على أن «المساس بسيادة الدول واستقرارها يتعارض مع جميع المواثيق الدولية ويقوض الأمن الإقليمى». وجاء الموقف الأمريكى ملتبساً، حيث وصف البيت الأبيض الهجوم بأنه «حادث مؤسف» وأكد أنه تلقى إخطاراً مسبقاً من إسرائيل، لكن بشكل «غامض ومتأخر». وعبر الرئيس دونالد ترامب عن حزنه، وقال إنه لم يوافق على العملية، وأكد أنه تحدث مع القيادة القطرية ليشيد بدورها فى الوساطة. كما أعلن أنه وجه وزير خارجيته ماركو روبيو لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاقية التعاون الدفاعى مع قطر. فى المقابل، نفى الجيش الأمريكى أى مشاركة فى العملية، موضحاً أن الإخطار الإسرائيلى جاء قبل دقائق من التنفيذ، ما جعل من المستحيل التدخل.وتعكس هذه التوضيحات محاولة واشنطن النأى بنفسها عن الفشل الإسرائيلى، مع الحرص فى الوقت ذاته على حماية التحالف مع قطر باعتبارها حليفاً رئيسياً تستضيف قاعدة العديد. وعلى الجانب الإسرائيلى، ظهرت انقسامات حادة داخل إسرائيل حيث عارض الموساد ورؤساء الاستخبارات العملية وحذروا من أنها قد تفشل المفاوضات. ووصف محللون سياسيون وإعلاميون فى قنوات عبرية مثل القناة 13 الهجوم بأنه إفشال متعمد لأى صفقة تبادل، متسائلين: «إذا قتلنا قادة حماس، مع من سنتفاوض؟». بدورهم، حمل عائلات الأسرى الإسرائيليين فى غزة نتنياهو المسئولية عن «المخاطرة بأرواح أبنائهم».ونقلت إذاعة الجيش الإسرائيلى عن مصدرين فى المؤسسة الأمنية أن نتائج الهجوم على وفد حماس تبدو غير جيدة معربين عن عدم تفاؤلهما بنتائج الهجوم. وفى محاولة لتخفيف الضغوط، قال سفير إسرائيل لدى الأممالمتحدة دانى دانون إن الهجوم «لم يستهدف قطر بل حماس»، مضيفاً أن إسرائيل تنسق مع واشنطن لكنها تتخذ قراراتها بشكل مستقل.