الدرس واضح لمن يريد أن يبحث عن سلام حقيقى وأمان للجميع.. مادام هناك احتلال ستكون هناك مقاومة، ولن تستطيع أى قوة أن تمنع ذلك مهما امتلكت من إمكانيات أو ارتكبت من جرائم. هذا هو حكم التاريخ الذى لا مفر من الخضوع لأحكامه. صباح الأمس، وبينما العالم يترقب أى تطور إيجابى نحو إنهاء حرب الإبادة فى غزة خاصة بعد حديث الرئيس الأمريكى عن جديد لم تعلن تفاصيله بعد. كان وزير الدفاع الإسرائيلى يوجه «تحية الصباح!!» بالإعلان عن أن اليوم سيشهد عاصفة مدمرة (إسرائيلية طبعا) فى سماء غزة، وستهتز أسطح المزيد من الأبراج السكنية التى أصبح تدميرها هو المهمة الأولى لجيش إسرائيل، وبينما الغارات تتواصل دون تفرقة بين الأبراج العالية وخيام النازحين فى حرب أصبح هدفها قتل أكبر عدد من الفلسطينيين ودفع الباقين إلى متاهة التهجير.. ومع استمرار التصعيد الإسرائيلى لم يكن غريبا أن يجد نتنياهو نفسه بعد قليل يتخلف عن حضور جلسة محاكمته فى قضايا الفساد والرشوة والاحتيال ليذهب إلى موقع الضربة التى تلقتها إسرائيل فى قلب القدس حيث كانت العملية العسكرية التى راح ضحيتها عشرون قتيلا ومصابا وبجانبه حليفه فى الإرهاب «بن غفير» الوزير المسئول عن الأمن والشرطة والمشرف على عمليات اقتحام المسجد الأقصى!! قبل أيام كانت السلطة الفلسطينية تؤكد أن هناك حرب إبادة ثانية تجرى فى الضفة الغربية وتحذر من نتائجها وقبل يومين كان جهاز الأمن الداخلى الإسرائيلى «الشاباك» ينذر حكومة الإرهاب الإسرائيلية بأن الضفة على وشك الإنفجار بسبب ما تواجهه من اعتداءات همجية من المستوطنين والشرطة والجيش، ومع الإعلان عن توسع هائل فى الاستيطان، ومع تهديد الإرهابى سيموتريتش (المسئول عن شئون الأرض المحتلة) بضم 82٪ من الضفة إلى الكيان الصهيونى.. التحذيرات كانت كثيرة، لكن الإرهاب لا يسمع، وآلة القتل الإسرائيلية أصبحت فى قبضة من يتصورون أنهم جاءوا ليحاربوا العالم بينما يقودون إسرائيل إلى كارثتها الأكبر!! المصيبة الأكبر أن الحالة ميئوس من شفائها.. فى موقع الحدث وقف نتنياهو ليتحدث عن انجازاته (!!) وليعد بإجراءات أكثر تشددا. ووقف «بن غفير» الوزير المسئول عن هذا الفشل الأمنى بالنسبة لكل الإسرائيليين ليكرر هلوساته ويعد بتوزيع السلاح على كل المستوطنين. معركة العالم لم تعد فقط استعادة الحق الفلسطينى فى الأرض والدولة والاستقلال الكامل، وإنما أيضا إنقاذ العالم من هذا الجنون الذى يحكم إسرائيل، والذى لا يريد أن يعترف بأنه لن يحصل على الأمن ولن ينعم بالاستقرار إلا بإنهاء الاحتلال وقيام دولة فلسطين فى الضفة وغزةوالقدس العربية.. ودون ما ذلك حرث فى البحر مهما حدث!!