تصدرت مقاطع فيديو وصور خلال الأيام الماضية، لبحيرة مياه غامضة في قلب الصحراء الغربية، بالقرب من قرية البهنسا التابعة لمركز بني مزار شمال محافظة المنيا، ما أثار حالة من الجدل والتساؤلات بين الرواد. تباينت الآراء حول هذه الظاهرة المفاجئة، فبينما وصفها البعض ب«المياه المباركة» نسبة إلى المكانة الدينية للقرية، التي تعرف ب«البقيع الثاني»، أطلق عليها آخرون لقب «البحيرة المسكونة» على سبيل الدعابة والسخرية. لم تكن الظاهرة جديدة كليًا بالنسبة لسكان المنطقة، فوفقًا لما قاله الحاج محمود، أحد أهالي القرية، كانت كميات بسيطة من المياه تتجمع سابقًا بفعل المنحدرات والمنخفضات الجبلية، إلا أن هذه المرة، ظهرت المياه بكميات أكبر بكثير، لتشكل بحيرة صغيرة جذبت الزوار والفضوليين لالتقاط الصور. أوضح الحاج محمود، أن التسميات التي أُطلقت على البحيرة كانت من قبيل الدعابة، وأن تكوّنها يعود في الحقيقة إلى عوامل طبيعية بحتة، مؤكدًا أن عمقها لا يتجاوز المتر وأن مساحتها تبدو كبيرة فقط لأنها محصورة داخل منخفضات ووديان. في استجابة سريعة للجدل، أعلنت محافظة المنيا أنها رصدت التجمع المائي في منخفض صحراوي بمنطقة البهنسا، وقامت الجهات المختصة بأخذ عينات من المياه لإجراء الفحوصات والتحاليل اللازمة، والتي كشفت عن الطبيعة الحقيقية لهذه الظاهرة. اقرأ أيضاً| إزالة 238 حالة تعدٍ على الأراضي وأملاك الدولة بالمنيا وأوضحت المحافظة أن نتائج التحاليل جاءت لتضع حدًا للتكهنات، حيث أوضحت أن المياه ناتجة عن تسريبات جيولوجية طبيعية، وأظهرت التحاليل أن المياه تحتوي على نسبة ملوحة مرتفعة جدًا، ما يجعلها غير صالحة تمامًا للاستخدام سواء للبشر، الحيوانات، أو الزراعة، مؤكدة أن التجمع المائي لا يمثل أي خطورة في حد ذاته، ولكنه لا يصلح لأي غرض من الأغراض. وفي محاولة لضمان سلامة المواطنين، شددت محافظة المنيا على ضرورة الامتناع عن الاقتراب من هذه المياه أو استخدامها بأي شكل من الأشكال. وتهيب المحافظة بالأهالي التعاون والالتزام بالتحذيرات، مؤكدة أن الوضع تحت السيطرة ولا يدعو للقلق، وأن الموقف يخضع للمتابعة المستمرة بالتنسيق مع الجهات المعنية. بذلك، ينتهي الجدل حول بحيرة البهنسا، لتكشف الحقائق العلمية عن أن الظاهرة مجرد تجمع مائي مالح ناتج عن عوامل جيولوجية طبيعية، وتحولت من مصدر للدهشة والجدل إلى تحذير رسمي بضرورة الابتعاد عنه.