أيام قليلة وينعقد مؤتمر حل الدولتين فى الأممالمتحدة فى 22 سبتمبر الحالى برئاسة السعودية وفرنسا والمتوقع أن يشهد إعلان عدد كبير من الدول اعترافها بالدولة الفلسطينية. وتتواصل خطة ترامب لإخلاء قطاع غزة وتحويله إلى «ريفيرا سياحية» وتتكامل مع خطة وزير المالية الإسرائيلى سموتريش لاحتلال قطاع غزة بالكامل وإزاحة سكانه البالغ عددهم مليونى نسمة إلى منطقة رفح على حدود مصر ثم توقف إسرائيل إدخال المساعدات وتقطع الكهرباء والمياه وتترك السكان لمصيرهم فى العراء وتفتح لهم المعابر من جانبها. وهنا يبدأ تطبيق خطة ترامب التى ناقشها اجتماعه الأخير بحضور صهره ومستشاره السابق كوشنر ورئيس الوزراء البريطانى السابق تونى بلير والتى كشفت تفاصيلها صحيفة «الواشنطن بوست» وتقضى بتولى واشنطن إدارة قطاع غزة لمدة عشر سنوات على الأقل يتم خلالها إعادة إعمار القطاع ليصبح منتجعا سياحيا ومركزا صناعيا وإعادة توطين سكانه بشكل طوعى فى دول أخرى حتى تنتهى عملية إعادة الإعمار.. وكل من يقبل مغادرة القطاع طوعا إلى أى من الدول التى تقبل ذلك سيتقاضى 5000 دولار وإيجار 4 سنوات وما يكفى الإطعام لمدة عام على الأقل. ومن يفضل البقاء فى القطاع سيقيم فى مناطق محددة داخل القطاع فى مخيمات واسعة النطاق تنشأ لهذا الغرض وتعرف باسم مناطق العبور الإنساني. على صعيد آخر هناك انقسام واضح داخل إسرائيل حول خطط نتنياهو لاستمرار الحرب على غزة واحتلال كامل القطاع والمضى قدما فى تنفيذ خطة سموتريش. الشارع الإسرائيلى وخاصة أهالى الأسرى والمسئولين السابقين وأصحاب الرؤى المتزنة يرون أن نتنياهو يقامر بكل شيء فى سبيل استمرار حكومته فى السلطة وتأجيل الانتخابات من خلال استمرار الحرب.. وقد سأله صحفى منذ أيام سؤالا صريحا: هل تريد استمرار الحرب؟ فقال: «نعم».. وهذا يفسر لماذا يرفض ويسعى لافشال أى صفقة يتوصل إليها الوسطاء لوقف الحرب وإعلان هدنة 60 يوما يتم فيها الإفراج عن جانب كبير من الأسرى وبدء محادثات جادة لانهاء الحرب والوصول إلى حل الدولتين الذى يرفضه تماما نتنياهو وفريقه المعارض فى الحكومة.. حتى رئيس الأركان يعارض توجهاته وعدد كبير من جنود الاحتياط يرفضون الانضمام للجيش والعودة إلى وحداتهم لأنهم لا يرون فائدة ولا جدوى من هذه الحرب التى لا يؤمنون بأهدافها ولا يعرفون لها نهاية. فى نفس الإطار نشرت كتائب القسام أمس الأول مقطع فيديو لأسيرين إسرائيليين مؤكدة وجود 8 أسرى أحياء بمدينة غزة شمال القطاع.. وقال الأسير الإسرائيلى غاف دالال فى مقطع الفيديو «كنا نظن أننا أسرى لدى حماس لكننا فى الحقيقة أسرى لدى حكومتنا ولدى نتنياهو وبن غفير وسموتريش»! وأضاف أنه إذا هاجم الجيش الإسرائيلى مدينة غزة فهذا يعنى أنه سيموت ولن يعود إلى منزله! وعقب نشر الفيديو علق زعيم المعارضة يائير لابيد قائلا: هذا يذكرنا بضرورة عودة إسرائيل إلى المفاوضات.. بينما علق بن غفير: «هذا إرهاب نفسى من حماس حتى نوقف العملية العسكرية لكن الرد المطلوب هو احتلال كامل وسحق شامل وتشجيع هائل للهجرة.. بهذه الطريقة فقط نستطيع أن نكون حاسمين ونستطيع أن نعيد الرهائن بأمان». هل ستنجح إسرائيل والولايات المتحدة فى تحقيق هذا الهدف المجنون رغم كل الاعتراضات الدولية والمطالبات المستمرة فى جميع انحاء العالم بوقف الحرب على غزة فورا وبدء مفاوضات سلام تنتهى بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967؟ لا أعتقد أن هذه الخطط الإسرائيلية الأمريكية يمكن أن تصمد للنهاية أمام ضغط الرأى العام العالمى المؤيد لحل الدولتين باعتباره الحل الوحيد الذى يضمن تحقيق السلام العادل والاستقرار فى المنطقة والمستقبل الآمن للشعبين الفلسطينى والإسرائيلي. لم يعد أمامنا إلا أيام قليلة وينعقد مؤتمر حل الدولتين الذى يعقد فى الأممالمتحدة فى 22 سبتمبر الحالى برئاسة السعودية وفرنسا والمتوقع أن يشهد إعلان عدد كبير من الدول اعترافها بالدولة الفلسطينية المستقلة رغم كل هذه المعوقات التى تضعها إسرائيل والولايات المتحدة.. فلننتظر.. ونرى!