◄ «مباراة هُدنة الكريسماس» تتحول إلى رمز عالمي لقوة الرياضة لم تكن كرة القدم يومًا مجرد لعبة للترفيه، بل أثبتت عبر التاريخ أنها قوة ناعمة قادرة على رسم البسمة على وجوه شعوب أنهكتها الحروب والأزمات، بل وساهمت أحيانًا فى إيقاف نزاعات مُسلَّحة وتوحيد قلوب ممزقة.. اللعبة الشعبية الأولى فى العالم جمعت البشر فى أقسى الظروف، وكانت سبيلًا للسلام كما كانت ساحة للمنافسة.. إنجاز السودان في «الشان».. ومن الأمثلة الحاضرة، ما قدمه منتخب السودان للمحليين فى كأس أمم إفريقيا للمحليين «الشان» 2025 بتنزانيا، بعدما أطاح بالجزائر بركلات الترجيح ليبلغ نصف النهائى، فى إنجاز تاريخى جاء وسط حرب تمزق البلاد، لكنه بعث الأمل وأعاد الفخر لشعب «صقور الجديان». ◄ فرحة وسط المأساة المنتخب الفلسطيني كتب صفحة مضيئة خلال كأس آسيا 2023 فى قطر، بعدما تأهل لأول مرة إلى دور ال16، ليهدى شعبه المُحَاصر بفعل العدوان على غزة فرحة استثنائية، وقال القائد مصعب البطّاط حينها: إن «إسعاد الشعب الفلسطيني» كان الدافع الأكبر وراء هذا الإنجاز. ◄ كرة تتحدى الأزمات رغم سنوات الحرب، ظَلَّ المنتخب السوري، علامة مضيئة بتأهله للملحق المؤهل لمونديال 2018 وبلوغه دور ال16 فى كأس آسيا 2023، إلى جانب أفضل ترتيب له فى تصنيف الفيفا عام 2017.. أما اليمن، فقد عاش لحظات استثنائية حين بلغ ناشئوه، نهائى غرب آسيا 2021 لأول مرة، ثم حقق منتخبهم الأول فوزه التاريخى فى كأس الخليج 2024 على البحرين، مانحًا جماهيره بارقة أمل فى بلد أنهكته الصراعات. ◄ أسطورة الرافدين أحد أعظم فصول الكرة العربية كان فى 2007، حين تُوِّج المنتخب العراقي بلقب كأس آسيا على حساب السعودية، الفوز لم يكن مجرد لقب، بل لحظة وحدة لشعب عاش ويلات الحرب، فتحولت دموع المعاناة إلى دموع فرح. ◄ اقرأ أيضًا | منتخب العراق يقتنص فوزا صعبا من الأردن ◄ سحر المستديرة هذه الظاهرة ليست حكرًا على منطقتنا، ففى الحرب العالمية الأولى عام 1914، توقفت المعارك ليوم كامل فيما عُرف ب «هدنة الكريسماس»، ليلتقى جنود من طرفى النزاع وسط خطوط النار ليتبادلوا الهدايا ويلعبوا مباراة كرة قدم أصبحت رمزًا عالميًا لقوة الرياضة على كسر الحواجز. ◄ سُفراء السلام وفي الستينيات، توقفت حرب نيجيريا وبيافرا 48 ساعة كاملة، للسماح بإقامة مباراة لفريق سانتوس البرازيلى بقيادة الأسطورة بيليه فى لاجوس، حيث حضر اللقاء نحو 25 ألف متفرج من الجانبين. أما ديدييه دروجبا، فقد كتب ملحمة خاصة عام 2007 حين ساهم فى إنهاء الحرب الأهلية بكوت ديفوار، بعدما دعا المتمردين لإلقاء السلاح عقب فوز منتخب بلاده على مدغشقر، فاستجابوا لندائه.. هكذا تبرهن كرة القدم، أنها أكثر من مجرد لعبة، إنها لغة عالمية تُوحِّد الشعوب، وتعيد الأمل حتى وسط الظلام.