مر ما يقرب من 1500 سنة بالتقويم الهجرى على ميلاد النبى صلى الله عليه وسلم وحبنا له يزيد ولا يتوقف وكأنه معنا وشوقنا له يزداد و لا يفتر ومع ذكرى مولده الشريف تتجدد فى قلوبنا أسباب محبته وفضائله وفضله على خلق الله أجمعين . الحمد لله الذى جعل محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم جزءًا من محبته سبحانه وتعالى حيث يقول «قل إن كنتم تحبون الله فاتبعونى يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم والله غفور رحيم». ومحبة رسولنا الكريم أصل من أصول الدين ويُحَب رسول الله لأجل الله ويطاع لأجل الله. نحن نحب الرسول صلى الله عليه وسلم لأننا مؤمنون بحبه لأمته وخوفه عليهم من عذاب النار وادخر دعوته لتكون شفاعة لنا يوم القيامة كما قال عليه الصلاة والسلام «لكل نبى دعوة مستجابة وإنى خبأت دعوتى شفاعة لأمتى». نحبه لأنه السبب فى معرفتنا بطريق الهداية إلى الله ..نحب رسول الله لأنه جاء بمكارم الأخلاق فقد وصفه رب العزة «وإنك لعلى خلق عظيم» وقال النبى صلى الله عليه وسلم «إنما بُعثت لأتمم مكارم الأخلاق». نحبه لأنه فى سبيل أن تصل دعوته إلينا بذل الغالى والنفيس وتم إيذاؤه فى نفسه وأهل بيته وصبر وتحمل الأذى والحصار ومكائد الأعداء .. نعم نحبه وكلنا شوق أن نلقاه عند الحوض ونشرب من يديه الشريفة شربة لا نظمأ بعدها أبدا.. وحتى يأتى اليوم الموعود يجب أن تكون محبتنا لرسول الله منهجًا للحياة وسبيلًا نسير على خطاه ولا يجب أن تقف محبتنا له عند الادعاء باللسان بل الاتباع العملى لكل ما جاء به وتربية أولادنا على سنته التى لم تترك شيئًا من أمور الحياة وتحقيق الهدف الأساسى من دعوته صلى الله عليه وسلم وهو محبة الله وحسن طاعته . اللهم ارزقنا حبك وحب نبيك.