بعد أن أنهيا الأستاذان فاروق الشاذلي ومكرم جاد الكريم مهمتهما فى مدينة «القنطرة شرق»، اصطحب ضابط التوجيه المعنوى الوفد الصحفي والإعلامي إلى مكتب «المخابرات الحربية» داخل مدينة السويس، والتقى عم فاروق بقائد المكتب، وكان وقتها يستجوب أول مجموعة من الأسرى الإسرائيليين.. وأذهلته صورة الأسرى.. فالوضع مختلف عما يسمعه.. فالأسير يجلس أمام الضابط وأمامه زجاجة مياه مثلجة وأخرى غازية، وطبقاً من العنب، ويتحدث بهدوء والضابط يسأله فى أدب، رغم شدته مع جنودنا.. وأزاح الضابط الغمة عن عم فاروق، ورد على التساؤلات التى دارت بخاطره، قائلاً: نحن نعامل الأسرى معاملة حسنة لأنهم فى وضع غير طبيعى، وهناك مواثيق وأعراف دولية يتعين علينا الالتزام بها. ترك الوفد «الإعلامي الصحفي» مكتب المخابرات، وذهبوا إلى منطقة «حوض الدرس»، ليشاهدوا ويتابعوا استمرار عبور قوات الدعم.. واصطحبهم مرافقهم إلى منطقة مجاورة فيها ساتر ترابى أقامته قواتنا لأخفاء تحركات دباباتنا، وشاهدوا بعض المصاطب لقصف مواقع العدو فى خط بارليف، ووسائل قواتنا لإخفاءعبور القوات وتضليل إسرائيل.. وفجأة قام العدو بغارة جوية على الموقع الذى كانوا فيه، وطلب المرافق منهم الانتشار وأخذ ساتر.. وتصدت وسائل دفاعنا الجوى لطائرات العدو، وأصابت إحدى طائراته، وهربت أخرى فى اتجاه سيناء.. وتفرق الوفد الإعلامى إلى مجموعات، والسير من عدة طرق، وتجمعوا عند نقطة المثلث فى مدخل مدينة السويس.. وكان على عم فاروق أن يسارع لتسليم رسالته عن حرب أكتوبر، معها الصورالتى التقطها الأستاذ مكرم، ووقفت لهما عربة لورى متجهة إلى أحد المواقع، وسمح لهما السائق بأن يقفا متشعلقين بباب اللورى، وبعد أن تركهما على الطريق، وجدا سيارة مياه اصطحبتهما إلى قيادة الجيش، ورفض الجنود دخولهما، فعادا للبحث عن سيارة ثالثة تنقلهما إلى دار»أخبار اليوم»، وبالصدفة وجدا مجموعة من السيارات متجهة للقاهرة للحصول على بعض الإمدادات، وسمح لهما الضابط بالركوب فى الخلف مع بعض الجنود، والتحفا مع الجميع بمشمع مملوء بالزيوت والشحوم لبرودة الطقس.. وبمجرد وصول اللورى إلى «العباسية» نزلا، وركبا «تاكسى» إلى الجريدة. فى السابعة والنصف من مساء 8 أكتوبر، كان عم فاروق فى مكتب الأستاذ موسى صبرى رئيس التحرير، وروى له ما شاهده، فطلب تصويره بالزى العسكرى الذى تسلمه من قواتنا، وكتابة رسالته عن حرب أكتوبر، وما شاهده على شاطئ القناة، ونشرت الرسالة بالصفحة الأولى. وللحديث بقية.