في زمنٍ صارت فيه الخطوة الأولى للتعارف تبدأ ب"رسالة على فيسبوك"أو "متابعة على إنستجرام"، تغيرت معايير البحث والتحري عن شريك الحياة، لم يعد الأمر يقتصر على جولات الأمهات والخالات بين بيوت الأقارب والجيران، بل دخلت التكنولوجيا كوسيط جديد، يحمل معه فرصا للكشف... لكنه في الوقت نفسه مليء بالمخاطر والخداع، فكيف تبحث الفتيات اليوم عن حقيقة العريس قبل أن يصبحن زوجات؟ وما بين التجارب الشخصية والمواقف الصادمة، تظل الإجابة محيرة. شيماء طنطاوي ترى أن التحريات صارت ضرورة لا غنى عنها، وتقترح وجود "قسم رسمي لتحريات الزواج"مع قوانين رادعة ضد من يدلي بمعلومات كاذبة. في البداية ميار (25 عاما) تروي كيف اكتشفت أن العريس المتقدم مجرد "بائع أوهام"،بعد أن ادعى امتلاكه شقة وتعليماً مرموقاً، بينما لم يكن شيء مما قال صحيحاً. وفي نفس السياق جيهان (34 عاما) تعترف أن السؤال مهم، لكنه ليس كافيا: "البيوت أسرار، والحقائق لا تظهر إلا بالمعايشة". اماً رحاب مصطفى تشير إلى خطورة الزيجات البعيدة جغرافيا، مستشهدة بقصة عروس وقعت ضحية "نصاب متعدد الزوجات". هاجر محمد نجت بفضل إصرار والدها على التحقق من هوية العريس، بعدما ادعى وظيفة وهمية ونسب نفسه لعائلة غير موجودة. اقرأ أيضا.. بابتسامة مزيفة وغراء منزلي.. اعتقال أمريكية انتحلت صفة طبيبة أسنان وسلمى شاهين تلخص نصيحتها في جملة مأثورة: "التفاحة ما بتقعش بعيد عن الشجرة"، مؤكدة أن التحريات يجب أن تشمل العريس وأهله معا، بالاعتماد على مصادر متنوعة مثل الجيران، زملاء العمل، وحتى "محصل الكهرباء"أحياناً. ما بين العالم الافتراضي و"السؤال الميداني"، تتنوع طرق التحري عن العريس لكن تظل النتيجة واحدة: اليقظة ضرورة، فالمظاهر قد تخدع، والكلمات قد تزيّف، لكن قليلًا من البحث الجاد يمكن أن ينقذ حياة كاملة من الانهيار، وبينما تستمر التجارب الفردية في كشف الثغرات، يبقى السؤال مطروحاً: هل يكفي اجتهاد الأسر وحده، أم أن الوقت قد حان لتشريع يضمن صدق هذه التحريات ويحمي الطرفين من "زواج على ورق أحلام"؟