التنمر في بيئة العمل ليس مجرد خلاف عابر بين الزملاء، بل سلوك مؤذ قد يترك آثارا نفسية عميقة مثل فقدان الدافعية، القلق المستمر، وحتى التفكير في ترك الوظيفة كحل للهروب من الأذى، ورغم خطورة الأمر، فإن مواجهة التنمر بوعي وإدارة صحيحة للموقف يمكن أن يحمي الموظف من الاستنزاف النفسي ويمنحه القوة للاستمرار. الأخصائية النفسية ريهام الهواري، تؤكد في تصريحات صحفية، أن التنمر الوظيفي يشبه "فيروسا خفيا"، يضعف الصحة النفسية تدريجيا، وأن التعامل معه يحتاج إلى وعي ذاتي قوي، وإدراك أن المشكلة لا تكمن في الضحية، بل في سلوك المتنمر نفسه. أقرا أيضا| ضحك وسخرية وتنمر.. كوكتيل الكوميديا الافتراضي 3 خطوات لمواجهة التنمر في مكان العمل تحديد نوع التنمر قد يتخفى التنمر أحيانًا في صورة "دعابة ثقيلة" أو "نصيحة مموهة"، مما يربك الضحية، لكن أي سلوك يؤدي إلى زعزعة الثقة بالنفس أو تعطيل القدرة على أداء العمل يعد تنمرا. أبرز أنواعه: التنمر اللفظي: الصراخ أو الانفعال المتكرر. التنمر النقدي: عبارات تقلل من قيمة الشخص أو تسيء لصورته المهنية. التنمر الوظيفي: حجب المعلومات الضرورية لإيقاع الضحية في الفشل. التنمر الاجتماعي: نشر الشائعات وتشويه السمعة بين الزملاء. توثيق الموقف وطلب الدعم ينصح الخبراء بتسجيل الوقائع والأثر النفسي الناتج عنها، ثم تقديم شكوى رسمية مدعومة بالأدلة، هذه الخطوة تعد وسيلة فعالة لردع المتنمر، شرط أن تنفذ بوعي وحزم بعيدا عن الانفعال، من المهم أيضا رسم حدود واضحة للتعامل مع الآخرين وعدم التراجع عنها. البحث عن بيئة عمل آمنة إذا لم تؤدِ الشكوى إلى نتائج واستمر التنمر، يصبح من الضروري التفكير في الانتقال إلى بيئة أكثر صحة، حيث تحترم حقوق الموظفين ويقدر جهدهم، فالبقاء في بيئة سامة قد يقود إلى إنهاك نفسي طويل الأمد. التنمر في مكان العمل معركة صامتة قد يمر بها الكثيرون، لكن مواجهتها لا تعني الخضوع أو الانسحاب، بل تبدأ بالوعي وتحديد نوع الأذى، ثم اتخاذ خطوات عملية لردعه، وفي النهاية، تبقى البيئة الصحية الداعمة هي الضمانة الحقيقية لسلامتك النفسية واستمرارك في مسارك المهني بثقة.