بعيدًا عن القانون الدولى، الذى لا يعره ملك الصفقات دونالد ترامب ومجرم الحرب نتنياهو أدنى اهتمام، أظن أن الوقت مناسب لإغراء ترامب بالصفقة الأهم للعرب والفلسطينيين، وله شخصيًا، وهى صفقة غزة، بإنهاء الحرب وتحرير الرهائن، وانسحاب جيش الاحتلال من كافة أنحاء القطاع. الأمر قد يبدو للبعض حلمًا بعيد المنال. فى ظل إصرار حيش الاحتلال على احتلال مدينة غزة، وتهجير أهلها إلى الجنوب. لكن المتأمل فى قرارات ومواقف ترامب، منذ دخوله البيت الأبيض وحتى الآن، يكتشف التناقض الواضح فى شخصية الرئيس الأمريكى. فتراه اليوم يمتدح رئيس الوزراء الهندى، ثم يفرض على بلاده فجأة رسومًا جمركية مضاعفة، لمجرد إصرار الهند على شراء النفط الروسى، فى الوقت الذى استقبل فيه الرئيس الروسى فى ألاسكا، استقبالًا رسميًا، يعكس إعجابه بشخصية بوتين. وفى واقعة لن ينساها التاريخ، افتعل ترامب ونائبه، خناقة مع الرئيس الأوكرانى زيلينسكى، فى البيت الأبيض. وخرج الأخير من مقر الرئاسة الأمريكى شبه مطرود. وبعد ذلك عاد الوئام بين ترامب وزيلينسكى، وعادت الأسلحة الأمريكية تتدفق على أوكرانيا. وفى واقعة ثالثة، وأثناء زيارة رئيس جنوب أفريقيا رامافوزا للبيت الأبيض، كشف ترامب عن صور وفيديوهات توحى باضطهاد البيض فى جنوب أفريقيا، انتقامًا من موقف هذا البلد الأفريقى الداعم للقضية الفلسطينية، وإقامة دعوى أمام العدل الدولية تتهم إسرائيل بارتكاب حرب إبادة ضد الفلسطينيين، فما كان من رامافوزا إلا تكذيب كل ما زعمه ترامب، وقال ساخرًا: ليس لدى طيارة كى أهديك إياها! ورد ترامب بكل بجاحة، لو أهديتنى طائرة سأقبلها! هذا هو ترامب الذى شاءت الأقدار أن يجلس على دفة قيادة العالم. سياسة الصفقات، وليس سواها، هى الطريق الوحيد لكسب وده وبالتالى مواقفه. إنه يتعامل مع السياسة الدولية بأسلوب سمسار العقارات. ولأن الكل بات على قناعة بأن الحل فى يده. فليبحث الزعماء العرب، خاصة الذين تربطهم صفقات ضخمة معه، عن عقد الصفقة الأهم، وهى صفقة غزة، اللهم إنى قد بلغت اللهم فاشهد.