لم يعد إعلام الإخوان يعتمد على الفضائيات البالية وخطب «الجمعة السياسية»، بل ارتدى ثوبًا جديدًا تحت شعار «الإعلام الذكي». هو فى الحقيقة ماكينة غسيل عقول بخاصية الHD، تخلط بين فيديوهات قصيرة مُصممة على مقاس الترند، وبودكاست شبابى يتحدث بلهجة الجيل الجديد، ومحتوى ترفيهى يضحكك حتى تقع فى الفخ. السر كله فى الذكاء الاصطناعي: صور وفيديوهات يصعب تمييزها عن الواقع، ونصوص تبدو واقعية أكثر من الواقع نفسه. أما الهدف فهو بسيط: صناعة وعى زائف يُقدَّم بعبارات حقوقية وإنسانية، موجهة إلى الخارج، ليظهر الإخوان كأبطال الحرية بينما الدولة المصرية تُختزل فى صورة «الشرير الكارتوني». ولا يعملون وحدهم، بل عبر «مؤثرين مستقلين» و»صحفيين محترمين» يكتبون مقالات براقة أو يطلقون هاشتاجات موجهة، وهم فى الحقيقة مجرد دمى تتحرك بخيوط التنظيم. هكذا يتحول الإعلام عند الإخوان إلى سيرك ملون: ضحك كثير، ألعاب خفة، ورسائل مشبوهة تمرر في غفلة الجمهور. وفى الحلقة القادمة من هذه السلسلة، سنكتشف كيف يحاول التنظيم اقتحام المسرح والسينما ليحوّل الفن إلى حصان طروادة جديد. وللحديث بقية