حسمت الزيارة التاريخية الودية الخاطفة التى قام بها الرئيس عبد الفتاح السيسي الأسبوع الماضي للشقيقة المملكة العربية السعودية، تلبية لدعوة كريمة من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيزعاهل السعودية، وولى العهد الأمير محمد بن سلمان، لم يستقبل هذه المرة استقبالاً رسمياً، بل كان استقبالاً ودياً عفوياً أريحياً، فهى دعوة الأخ لأخيه فى داره على الرحب والسعة، وتجلى ذلك فى استقباله من قبل ولى العهد بالجلباب السعودي بدون البشت، والرئيس بلا رابطة عنق، وهذه الأمور تعنى فى العرف والتقاليد العربية، أنك فى بيتك، بعيداً عن البروتوكولات الرسمية. وحرص الأمير محمد بن سلمان على اصطحاب الرئيس السيسي، وهو يقود منفرداً السيارة بصحبة الرئيس، وهو تكريم من نوع آخر فى الأعراف والتقاليد السعودية. جاءت الزيارة فى وقت غاية فى الحساسية، فى وقت يتطلب فيه التفاهم والترابط والتنسيق على أعلى المستويات، فى وقت تمر فيه المنطقة بمنعطفات ومنحنيات ومطبات وحفر تهدد المنطقة برياح عاصفة عاتية، قبل أن تزيل الشكوك، والأوهام التى يسوقها البعض بما يسيئ للعلاقات المتينة بين جناحى الأمتين العربية والإسلامية، والتخيلات والتوقعات الواهية من أن العلاقات بين مصر والسعودية تتعرض للتشويش واتساع هوة الخلافات، وهذا ليس صحيحاً. جاء اللقاء فى مدينة نيوم الواعدة الصاعدة، وجاءت نتائجها واعدة ومبشرة بعد الإعلان عن الرغبة الثنائية فى الإسراع فى تفعيل مجلس التنسيق الأعلى المصري السعودي، بوصفه الإطار الجامع للعلاقات الثنائية، ووفقاً لبيان صادر عن الرئاسة المصرية، سيقود المجلس شراكات جديدة فى مجالات التكامل الصناعي، وتوطين التكنولوجيا، والنقل، والطاقة المتجددة، والتنمية العمرانية، والاستثمار المشترك والتجارة البينية فى البلدين.