نشرت شبكة «سي إن إن»، أن مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) قد نفذ يوم الجمعة عملية تفتيش مصرح بها من المحكمة لمنزل ومكتب مستشار الأمن القومي السابق وأشد معارضي الرئيس الإمريكي دونالد ترامب.. «جون بولتون». جاء ذلك في إطار تحقيق تم استئنافه بشأن احتمالية كشفه عن معلومات سرية في كتابه الصادر عام 2020، وأثارت هذه الخطوة التحقيقية انتقادات فورية مفادها أن الرئيس دونالد ترامب يستخدم سلطة الحكومة الأمريكية لاستهداف خصم سياسي، على الرغم من أن الأساس المحدد لعمليات التفتيش لم يتضح بعد. وشغل بولتون منصب مستشار الأمن القومي للرئيس دونالد ترامب في ولايته الأولى، لكن الرئيس أقاله في عام 2019، ومنذ ذلك الحين والخلافات حادة بينهما وكان ترامب قد هدد سابقًا بسجن بولتون بسبب كتابه الصادر عام 2020، والذي انتقد فيه بشدة معرفة ترامب بالسياسة الخارجية وخضع بولتون لتحقيق من قبل وزارة العدل خلال ولاية ترامب الأولى، إلا أن ذلك التحقيق أُغلق في عهد الرئيس جو بايدن. ومنذ عودة ترامب إلى السلطة، برز بولتون كأحد أشد منتقدي سياسته الخارجية وجهوده المستمرة لإنهاء الحرب في أوكرانيا، وكثيراً ما سخر من الرئيس لما يراه خضوعًا للرئيس الروسي فلاديمير بوتين. تفاصيل عملية التفتيش شوهد أفراد من مكتب التحقيقات الفيدرالي في منزل بولتون بمنطقة واشنطن العاصمة صباح الجمعة وقد رُصدوا وهم يتحدثون إلى شخص على شرفة المنزل، كما شوهد ما لا يقل عن أربعة إلى ستة عملاء يدخلون المنزل. وأخرج بعض العملاء حقائب من سياراتهم لإدخالها، لكن لم يُرَ أي شيء يُخرج من المسكن. كما قام مكتب التحقيقات الفيدرالي بتفتيش مكتب بولتون صباح الجمعة، وفقًا لأحد المصادر وشوهدت عدة سيارات فيدرالية لا تحمل علامات مميزة خارج المبنى في وسط مدينة واشنطن. ► اقرأ أيضًا | مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي يُداهم منزل «جون بولتون» وبينما تنبع عمليات التفتيش من إعادة فتح وزارة العدل للتحقيق القديم المتعلق بالكتاب، يستكشف المحققون أيضًا تسريبات أخرى محتملة كشكل من أشكال "توظيف السلاح" ضد الخصوم، حسبما أفاد مصدر مطلع. ترامب ينفي علمه المسبق ويهاجم بولتون عند سؤاله عن عملية التفتيش يوم الجمعة، قال ترامب للصحفيين إنه "لا يعرف شيئًا عن الأمر". وأضاف أنه يتوقع أن تطلعه وزارة العدل على التفاصيل في وقت لاحق من اليوم، وأشار إلى أنه يمتلك سلطة إطلاق الإجراءات القانونية. وقال ترامب: "لا أريد أن أعرف عن الأمر. ليس ضروريًا. يمكنني أن أعرف. يمكنني أن أكون من بدأه، وأنا في الواقع كبير مسؤولي إنفاذ القانون. لكنني أشعر أن هذا هو الأفضل"، قبل أن يصف بولتون بأنه «حثالة». وأضاف ترامب: "عندما عينته، خدم غرضًا جيدًا، لأنه، كما تعلمون، كان أحد الأشخاص الذين أجبروا بوش على القيام بالتفجيرات السخيفة في الشرق الأوسط هو بولتون، أنه يريد دائمًا قتل الناس، وهو سيء جدًا فيما يفعله، لكنه كان مفيدًا جدًا لي". ► اقرأ أيضًا | بصيص أمل أم خيبة جديدة.. «ترامب» ينشر رسالة زوجته العاطفية إلى «بوتين» من جانبه، صرح نائب الرئيس جي دي فانس لاحقًا في مقابلة أن «الوثائق السرية هي بالتأكيد جزء» من الدافع وراء التحقيق، «لكنني أعتقد أن هناك قلقًا واسعًا بشأن السفير بولتون» ونفى فانس أن يكون التفتيش ذا دوافع سياسية، واصفًا إياه بأنه جزء من عملية جمع أدلة «يقودها القانون وليس السياسة». الطبيعة العلنية للتفتيش تثير الشكوك أثارت الطبيعة العلنية لعملية تفتيش مكتب التحقيقات الفيدرالي لمنزل بولتون يوم الجمعة - حيث كان العملاء يرتدون سترات تحمل شعار "FBI" بشكل بارز أثناء دخولهم وخروجهم طوال الصباح، وبدا أن مسؤولين رئيسيين يلمحون للأمر على وسائل التواصل الاجتماعي - شكوكًا لدى الجيران وأصدقاء بولتون بأن التفتيش قد يكون مرتبطًا بالانتقام السياسي. وقد نشر كبار مسؤولي مكتب التحقيقات الفيدرالي منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي صباح الجمعة. حيث كتب مدير ال FBI كاش باتيل على منصة X: "لا أحد فوق القانون... عملاء @FBI في مهمة". بينما نشر نائب مدير المكتب دان بونجينو: "لن يتم التسامح مع الفساد العام". ► اقرأ أيضًا | إدارة ترامب تُصعّد حملتها ضد الجنائية الدولية وتُعاقب 4 قضاة جُدد يُعد هذا السلوك خروجًا ملحوظًا عن ممارسة المكتب المعتادة بعدم التعليق علنًا على التحقيقات، خاصة وأن عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي كانوا لا يزالون في مكان الحادث. وعلى سبيل المقارنة، فإن تفتيش مكتب التحقيقات الفيدرالي لممتلكات دونالد ترامب في مار-آ-لاغو عام 2022 بحثًا عن سجلات سرية تم بملابس مدنية، وكان الجمهور غير مدرك إلى حد كبير لعملية التفتيش حتى انتهت تقريبًا. حملة استهداف ممنهجة ضد الخصوم تأتي هذه الخطوة في سياق حملة انتقامية نفذها ترامب وحكومته في الأشهر الأخيرة ضد مجموعة واسعة من أعداء الرئيس السياسيين المتصورين، بدءًا من مسؤولي ترامب السابقين إلى أعضاء الكونغرس والمدعين العامين الذين رفعوا قضايا ضد الرئيس أثناء وجوده خارج السلطة. ► اقرأ أيضًا | تقرير| «قمة الصقيع» ترامب وبوتين يفشلان في الإتفاق.. وأوكرانيا تواجه المجهول - مسؤولون سابقون: أمر ترامب بفتح تحقيقات من وزارة العدل بحق اثنين من المعينين في ولايته الأولى تحولوا إلى منتقدين، وهما مسؤول الأمن الداخلي السابق مايلز تايلور، ورئيس وكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية السابق كريستوفر كريبس. - مسؤولو استخبارات: أطلق مكتب التحقيقات الفيدرالي تحقيقات في وقت سابق من هذا الصيف ضد مدير وكالة المخابرات المركزية السابق جون برينان ومدير مكتب التحقيقات الفيدرالي السابق جيمس كومي. - خصوم سياسيون: فتحت وزارة العدل تحقيقًا أمام هيئة محلفين كبرى بحق المدعية العامة في نيويورك ليتيتيا جيمس هذا الشهر بسبب الإجراءات المدنية التي اتخذتها ضد ترامب والجمعية الوطنية للبنادق (NRA).