لا تفسير للموقف الأمريكى هذا الذى عبر عنه ترامب صحفيا سوى أن أمريكا تركت الباب مواربا لنتانياهو لافشال الصفقة الجديدة. لغز الهدنة لا يكمن فى الموقف الإسرائيلى غير الرسمى من مشروع الصفقةً الجديدةً الذى تقدم به الوسطاء ووافقت عليه حماس بدون تعديل ، وإنما اللغز الحقيقى لها يكمن فى الموقف الأمريكى الذى عبر عنه الرئيس ترامب فى كلام له يفهم منه أنه يوافق على ما أعلنه نتانياهو حول رغبته الآن فى صفقة شاملة لوقف الحرب وليس صفقة بهدنة مؤقتة بالنسبة لإسرائيل فان الاحتلال هو سمة أساسية فى سلوك نتانياهو .. فهو يتفاوض ليس من أجل التوصل إلى صفقة للهدنة وإنما يتفاوض من أجل التفاوض واستهلاك الوقت والتظاهر بأنه يستجيب لأهالى المحتجزين الاسرائيليين فى غزة للإفراج عنهم .. ولذلك أن يخرج تصريح عن مكتب رئيس الحكومة الاسرائيلية يشى برفض الصفقة الجديدة ويطالب بصفقة نهائية لإنهاء للحرب رغم عدم إرسال الرد الاسرائيلى رسميا عن مشروع الصفقة الجديدة فهو أمر لا يثير الدهشة ! ولكن ما يثير الدهشة حقا هو الموقف الأمريكى ،وتحديدا موقف الرئيس الأمريكى من مشروع الهدنة الجديد .. فان المنطق يقول ان كلا من الوسيط المصرى والوسيط القطرى حصل على موافقة الوسيط الأمريكى على مشروع الصفقة الجديدة قبل أن يحصلا على موافقة حماس ويرسلاه الى اسرائيل للحصول على موافقتها عليه ، خاصة وان المشروع الجديد يمثل كما قيل 98 ڤى المائةَ من مشروع ويتكوف الأخير .. فان التغييرات التى طرأت عليه ليست جوهرية وتتمثل فى نقاط محددة مثل الإفراج عن المحتجزين الاسرائيليين الأحياء والأموات على دفعتين وليس دفعة واحدة ، وانسحاب القوات الاسرائيلية الى أماكن تواجدها السابقة قبل خرق وقف إطلاق النار فى مارس ، .. لذلك من العجب أن يتحدث ترامب بما يشى بتأييده ما صدر عن مكتب نتانياهو برفض الصفقات الجزئية ! هنا يبدو موقف أمريكا لغزا كبيرا .. فهى تعمل سرا مع الوسطاء العرب ، مصر وقطر ، من أجل صفقة لهدنة مؤقته وفى العلن ترفضها او تشيع انها غير محبذة لها وتتبنى موقف نتانياهو الذى سارع مكتبه بإعلانه وقبل إرسال الرد الإسرائيلى الرسمى على مقترح الهدنة الجديد الذى سبق أن وافقت عليه اسرائيل من قبل ! ويزيد من التعجب هنا أن المشروع الجديد يتضمن وقفا لإطلاق النار لنحو ستين يوما تبدأ مفاوضات الحل النهائى لوقف مستدام للحرب بضمانة الوسطاء الثلاث ..وليس معقولا أن يقوم الوسيط المصرى ومعه الوسيط القطرى بإدراج ذلك فى المشروع بدون موافقة أمريكية مسبقة !.. لابد أنهما حصلا على موافقة امريكا بالقطع قبل تقديمه لحماس التى وافقت عليه بدون تعديل ! ولا تفسير للموقف الأمريكى هذا الذى عبر عنه ترامب صحفيا سوى أن أمريكا تركت الباب مواربا لنتانياهو لافشال الصفقة الجديدة لأنها منحته موافقة على تنفيذ خطته الخاصة بالسيطرة على مدينة عزة وإخلائها من الفلسطينيين والدفع بهم جنوب القطاع بالقرب من الحدود المصرية لعلهم يخترقونها ليبدأ تنفيذ فًصل مهم فى مؤامرة تهجير أهل غزة إلى سيناء ، بعد أن تعثرت جهود أمريكا واسرائيل فى البحث. عن دول تقبل بهم سواء عربية أو غير عربية ، وذلك لأن مصر تسعى لتطويق تلك الجهود الأمريكية والاسرائيليةْ لإثناء هذه الدول عن استقبال أهل غزة لحماية القضية الفلسطينية من التصفية اذن مؤامرة تهجير أهل غزة مستمرة ولم يتم التراجع عنها اسرائيليا وأمريكيا .. ولو كانت أ مريكا جادة فعلا فًى التوصل إلى هدنة فى غزة لتحقق ذلك منذ زمن ، بل كانت تلك الحرب الوحشية انتهت وبدء تنفيذ المحطة المصرية لإعمار القطاع إن المبعوث الأمريكى للمنطقة سوف يزور اسرائيل اليوم الخميس وعليه حل هذا اللغز الأمريكى وحث نتانياهو على قبول مشروع الصفقة الجديدة الذى يعد هو صاحبه بنسبة 98 فى المائة