من أهم ما تعلمته خلال بداياتى الصحفية من أستاذنا الكاتب الصحفى الراحل سمير عبد القادر، الغنى عن التعريف، الذى تمر على ذكراه عشر سنوات، هوَ أن أقتص من وقتى يومياً ساعتين للقراءة من الأرشيف الصحفى بدار أخبار اليوم، وهوَ ما لا تفعله الأجيال الصحفية الجديدة التى تعتمد على الإنترنت فى الحصول على المعلومة..! كنت أجلس يومياً ما لا يقل عن ساعتين أنبش فى ملفات الأرشيف من تحقيقات وحوارات وأخبار وقراءات متنوعة عن الشخصيات الراحلة فى مختلف المجالات التى كانت أعمالها محفوظة فى مجلدات، كنت أزيح التراب من عليها لأقرأ ما فيها وبجانبى أوراق أدون فيها ملاحظاتي. كان موظفو الأرشيف يساعدوننى حين يجدون ملابسى امتلأت بالتراب ومن بينهم زميلنا الراحل محمود كربل الذى رفض أن ينتقل إلى الأقسام التحريرية قائلاً إنه يشعر بأنه صديق لهذه الملفات التى أوحت إليه بإعداد برامج إذاعية متميزة. ولهذا تعودت دائماً أن أُكمل نصيحة أستاذنا الراحل سمير عبد القادر قبل إجراء أى تحقيق صحفى فى أى قضية أن أقرأ كل ما كُتب عنها سابقاً حتى أبدأ بالجديد والمختلف منها، وهكذا فى الحوارات أن أقرأ كل ما كُتب عن الشخصية التى سأجرى معها الحوار حتى أكون على بينة بمعالم الشخصية التى أحاورها. الأرشيف الصحفى بأى جريدة ومجلة هوَ من يُكمل إعداد الصحفى جيداً ويكلله بالمعلومات التى تكون له عوناً فى عمله، الأرشيف الصحفى هوَ الذى يكون شخصية أى صحفى فى بداياته، وهو ما يجب أن يعتمد عليه الأجيال الجديدة قبل الاعتماد على وسائل الاتصال الحديثة ولا تقولوا إنه الوقت أو التطور فلا بديل عن القراءة الورقية مهما وصلنا من تقدم. تحية لأساتذتنا الكرام الذين علمونا، وتحية مملوءة بالدعاء لأستاذى سمير عبد القادر الذى سبقنا إلى دار الخلد.