توالت البيانات وجاء البيان الذى عشنا نحلم بسماعه على مدى 6 سنوات، وهو أن قواتنا عبرت قناة السويس على طول 180 كيلومتراً، وتم رفع العلم المصرى فوق رمال سيناء.. تبدل الحال بصالة تحرير «الأخبار»، واتفق الجميع على إلغاء المواد المعدة للنشر، وإصدار أكثر من طبعة تحمل كل جديد، والمتابعة الفورية للحدث، لإشباع نهم الجماهير المتعطشة لمعرفة كل ما يقوم به رجالنا على الجبهة. فقد تشرف عم فاروق بتكليفه بالسفر مع الزميل المصورالفنان مكرم جاد الكريم إلى قطاع السويس، مع قافلتين من الإعلاميين سوف تنطلقان مع أول ضوء فى7 أكتوبر لتغطية الحدث الكبير.. ويقول أستاذ فاروق: «كان الكل متشوق للذهاب إلى الجبهة، وتم صرف لكل منا زى عسكرى للمسافرين، وتكليف أحد ضباط التوجيه المعنوى لمرافقتنا، وعندما وصلنا إلى قيادة الجيش الثالث، عقد أحد الضباط لقاء سريعاً لشرح خط السير المؤمن لمتابعة المعركة.. وبمجرد خروجنا من مكان الاجتماع، فاجأتنا غارة جوية على الموقع الذى كنا فيه، وطالبنا الضابط المرافق بسرعة الانتشار واتخاذ كل منا الحماية الشخصية فى هذه المنطقة، واعتبرنا الغارة تطعيماً لنا لنكمل التغطية الصحفية والإعلامية لانتصارات أكتوبر بكل شوق ورغبة. بعد حوالى 15 دقيقة، وصلنا إلى الشاطئ الغربى للقناة، فى منطقة «بور توفيق» فى العاشرة والنصف، وتعرضنا لغارة ثانية، وحاولت أخذ الحماية لى، والتخفى بأحد المحال المهدمة، ووجدت باب «الدكان» يهتز من آثار انفجارات القذائف.. ورغم الرعب الذى نعيشه طالبنا بأن نكون مع أبطالنا المقاتلين بالبر الشرقى للقناة، وتوجهنا إلى منطقة «حوض الدرس»، وتابعنا انطلاق الرجال من أحد المعابر إلى سيناء، وكانت المعارك فى القطاع الجنوبى أشد ضراوة وقسوة.. وشاهدت عبور بعض المعدات ومجموعات من الرجال المندفعة لتقديم العون للآخرين.. وقضينا ليلة الثامن من أكتوبر بالبر الغربى، على خط المواجهة للنقاط الحصينة فى خط بارليف، التى انهارت فى الساعات الست الأولى فى المعركة، ولم يتبق منها إلا نقطة «لسان بور توفيق» الحصينة، والتى تم وضعها منذ البداية تحت حصارنا الصارم لطبيعة موقعها، ورفض المسئولون عن المعبرعبور سيارات القافلة الإعلامية، فالأولوية لعبور المعدات والقوات.. وللحديث بقية..