كل يوم تثبت مصر أنها الدولة الأكبر والأقدر، فلا توجد دولة على ظهر الكرة الأرضية يمكن أن تفعل ما فعلته مصر يوم أمس الأول، عندما استقبلت خليل الحية نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، هذا الرجل الإخواني الذي نطق كفرًا بادعائه زورًا، ومكررًا ما تردده إسرائيل، بأن مصر أغلقت معبر رفح ومنعت دخول المساعدات إلى أهل غزة!.. بل وزاد الطين بلة عندما استعدى الشعب لكى يتحرك ضد حكومته لاقتحام معبر رفح وإدخال المساعدات بالقوة.. وكان وراء المظاهرة ذات الأعلام الإسرائيلية التى كانت أمام السفارة المصرية فى تل أبيب!. لو حدث هذا الموقف المخزى من أى شخص تجاه أى بلد آخر لمنعه هذا البلد من حتى أن ينطق اسمه، لكن مصر بلد مواقف، وتقفز على مثل هذه الأفعال، التى يرتكبها الصغار. ومن أجل مصلحة الشعب الفلسطينى والقضية الفلسطينية، استقبلت الحية الذى له كل النصيب من اسمه، لاستكمال دورها فى الوساطة لوقف الحرب، وإنقاذ أهل غزة، التى يزايد عليها المزايدون، وتظل مصر هى صاحبة المواقف الفعالة، والإجراءات الحاسمة، والكلمة المسموعة، والعاقلة بتصرفاتها، والكبيرة على الصغائر والصغار. وكان فى مقدور مصر - وهذا حقها - أن ترفض استقبال الحية الذى حضر على رأس الوفد الفلسطينى للاجتماع مع باقى ممثلى الفصائل المصرية لبحث الطرح المصرى بوقف الحرب فى غزة لمدة 60 يومًا وإطلاق سراح الأسرى والرهائن، وبدء إدخال المساعدات الإنسانية إلى أهل غزة، وإعادة المفاوضات بين الجانبين الفلسطينى وقوات الاحتلال. وظنى - وليس كل الظن إثمًا - أن حماس قد اختارت الحية ليكون على رأس وفدها، حتى تعترض مصر عليه، فيروجون أنها تعرقل المفاوضات وليست جادة فى الوساطة، لكن مصر فوتت عليهم الفرصة، لأنهم صغار ولا يعلمون أن مصر الكبيرة لم تلفظه، ولن تعترض على دخوله أراضيها الطاهرة، لأنها بلد تنتهج سياسة شريفة وتتمسك بمبادئها التى ترتكز على إقرار السلام العادل والشامل والدائم، والذى يعطى الحق للشعب الفلسطينى - وليس لفصيل - أن يقيم دولته الموحدة على أرضه وتكون عاصمتها القدسالشرقية. لو كان الحية حسن النية لقدم اعتذرًا عما نفثه من سموم تجاه مصر، لكنه لئيم، ولا يجرؤ على ذلك لأنه لم يتلق الأمر بالاعتذار من التنظيم الدولى للإخوان، فالسمع والطاعة أهم عندهم من القضية والشعب والوطن ومن يدعم فلسطين.