يلتقي الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، في قاعدة إلمندورف ريتشاردسون الجوية بألاسكا، عند الساعة 9:30 مساءً بتوقيت القاهرة. ويُعد هذا اللقاء الأول بينهما منذ عودة ترامب إلى البيت الأبيض، والذي يضع الحرب الروسية الأوكرانية في صدارة النقاش، وسط ترقب دولي وحذر أوروبي، وغياب لافت للرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي عن الطاولة. اقرأ أيضًا| قمة ألاسكا تشتعل قبل بدايتها.. «استبعاد كييف يشعل أزمة مع الحلفاء» ترامب بين طموح نوبل وضغوط الحلفاء الأوروبيين وفقًا لما أفادت به وكالة «فرانس برس» الفرنسية، يبدو أن ترامب لا يخفي طموحه في الفوز بجائزة نوبل للسلام، معتبرًا أن إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية سيكون إنجازه الأبرز، ورغم وعوده المتكررة بإيقاف النزاع بسرعة، فإن محاولاته لجذب الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين إلى تسوية لم تحقق نتائج ملموسة، حتى بعد ممارسة ضغوط على زيلينسكي، شملت تقليص المساعدات الأمريكية. كما يرى ترامب فرصًا اقتصادية في روسيا رغم العقوبات المفروضة عليها، ما يثير قلق القادة الأوروبيين من احتمال أن يتأثر موقفه في قمة ألاسكا بضغط بوتين، خاصة في ضوء سابقة قمة هلسنكي عام 2018، حين تبنى ترامب علنًا نفي موسكو تدخلها في انتخابات 2016، خلافًا لتقديرات استخباراته. بوتين.. الاحتفاظ بالمكاسب وتعزيز النفوذ يدخل بوتين قمة ألاسكا مدفوعًا بتقدم ميداني حققته قواته خلال الأشهر الأخيرة مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، ويطمح للاحتفاظ بأكبر مساحة ممكنة من الأراضي الأوكرانية، ورغم أن السيطرة الكاملة على أوكرانيا لم تعد واقعية، فإنه يسعى لاتفاق يضمن وقف إطلاق النار مع الحصول على ضمانات أمنية لصالح روسيا، دون تقديم تنازلات استراتيجية كبيرة، بحسب وكالة «فرانس برس» الفرنسية. وبحسب محللين، فإن السيناريو الأفضل لموسكو هو وقف لإطلاق النار يتيح لها التحكم في التصعيد متى شاءت، دون وجود ردع جوي أو بري حقيقي فوق أوكرانيا، وطرح بوتين الاجتماع مع ترامب بعد تهديد الأخير بفرض عقوبات جديدة، ما فتح الباب أمام محاولة صياغة اتفاق يحفظ لروسيا نفوذها ويخفف الضغوط الاقتصادية. زيلينسكي.. الحاضر الغائب بالنسبة لزيلينسكي، فإن الغياب عن قمة ألاسكا يمثل انتكاسة دبلوماسية، خاصة مع تحول الموقف الأمريكي عن عهد جو بايدن الذي كان يصر على قاعدة "لا قرار بشأن أوكرانيا دون أوكرانيا". فيما وعد ترامب، بعدم إبرام أي اتفاق خلال قمة ألاسكا، مع احتمال عقد لقاء ثلاثي لاحق، لكن موافقة بوتين على ذلك غير مؤكدة. ورغم تلميحات ترامب إلى إمكانية تبادل أراضٍ كحل، فإن كييف ترفض قطعًا أي تنازل إقليمي، وتعتبر أن أفضل سيناريو هو فشل القمة وفرض مزيد من العقوبات على موسكو. ويرى بعض المحللين أن زيلينسكي قد يقبل بتسوية غير معلنة تتيح لروسيا الاحتفاظ بمناطق سيطرتها الحالية، مقابل توقفها عن أي توسع جديد، وهو ما يعني عمليًا إنهاء طموح بوتين في "إعادة الإمبراطورية الروسية". اقرأ أيضًا| وساطة بيلاروسية سرية لجمع ترامب وبوتين على طاولة المفاوضات