خلال الأيام الماضية سجالات إعلامية عديدة حول موقف مصر من غزة، تبارى فيها الزملاء ما بين مهاجم ومدافع. والحقيقة أن مصر تمتلك قوة ضاربة تمكنت من تعطيل مخطط واضح المعالم يستهدف الضغط على الدولة المصرية وإحداث وقيعة بينها وبين أشقائها العرب. وليس هذا مستغربًا حين نكتشف أن الإخوان يقفون وراء ذلك. لا يخفى على أحد سعى الجماعة الإرهابية إلى تجريد مصر من أسلحتها وتشويه صورتها ضمن خطتها الأوسع للإيقاع بها. وعلى مدى سنوات، بنت الجماعة - بمساعدة داعميها وموفرى الملاذات الآمنة لقادتها - نسقًا إعلاميًا ضخمًا يحاصر المشاهد والمتابع المصرى والعربى، بهدف تمرير أجندة الجماعة فى كل المجالات. هذا النسق بُنى على تقليل الجهد والإنجاز لمن هم خارج التنظيم الإرهابى، بينما يقوم فى الوقت نفسه بالترويج لرجال التنظيم عبر حملات إعلامية منسقة لبناء صورة ذهنية مزيفة عن جدارتهم ومهارتهم وأنهم الأفضل. ومع الأسف، تمكنت منصات التنظيم من تحقيق أهداف عديدة، لكن ظلّت بنية الإعلام المصري - من صحف قومية ومواقع خاصة وقنوات فضائية ومنصات رقمية - هدفًا ثابتًا يؤرق التنظيم بعدما استعصت عليه كثيرًا. بدأت محاولاته بمهاجمة مبنى ماسبيرو إبان أحداث 25 يناير، ثم مهاجمة المؤسسات الصحفية القومية وتشويه كل من ينتمى لمنظومة الإعلام المصرى التى انحازت للدولة المصرية ولم تنصع لأوامر التنظيم. وقف الإعلام المصرى، رغم التحديات العاصفة، أمام منصات التنظيم الأكثر انتشارًا والأعلى تمويلًا، بثبات وصبر، فى معركة تكسير عظام ممتدة لسنوات. وأثبت أن من يمتلك تاريخًا قويًا وحافلًا بالرموز والأحداث الكبرى، ومعه المهارة والرؤية، قادر على المواجهة مهما بلغت قوة الخصم. من يتابع قوة وثبات وصبر وتحمل الكاتب الكبير والإعلامى والنائب المخضرم مصطفى بكرى فى تفنيد حملات الإخوان وفضح خطط التنظيم الدولى، رغم حملات الهجوم المستعرة عليه، وأيضًا الإعلامى الكبير أحمد موسى - ابن مؤسسة الأهرام - وعبر برنامجه الشهير على مسئوليتى فى مواجهة إعلام التنظيم وحملات التشويه اليومية التى تسعى لخفض شعبيته الكبيرة، يدرك أنهما لم يتوقفا يومًا عن الدفاع عن الدولة المصرية ومصالحها، والتصدى لهجمات التنظيم الإعلامية دون كلل أو ملل أو تراجع، مهما علت أمواج الهجوم على مصر. ونفس الأمر مع الإعلامى نشأت الديهى، الذى يتصدى لهجمات الإخوان بإعلام مهنى واحترافى. أما الكاتب الكبير أسامة الدليل - ابن مؤسسة الأهرام - فما قدمه من شرح للموقف المصرى عبر برامجه الأخيرة على القنوات المصرية والعربية يؤكد أن مصر تمتلك ذخيرة من الإعلاميين الأقوياء القادرين على مواجهة الحجة بالحجة، ولديهم مهارات التعامل مع الحروب النفسية الإعلامية بقوة وفهم وحكمة، دون تجريح. وعلى المنصات الرقمية، لدينا شباب أقوياء لا يخشون فى الحق لومة لائم، مثل الصديق لؤى الخطيب والصديق محمد نور وآخرين ربما لا تتسع السطور لذكرهم لكنى أراهم قوتنا الناعمة (الضاربة). قولا واحدًا: مصر تمتلك بنية إعلامية مقاتلة من أجل الحقيقة. والحقيقة أن مصر فى حالة حرب، تحتاج فيها من الإعلام الوطنى أن يقاتل من أجل بقاء دولته فى مواجهة تنظيم تحالف مع العدو علنًا، وبخساسة ووقاحة.