على طريقة الفنانة سيرين عبد النور «باللغة العربية الفصحى استيقظ وركز واصحى»، يجب علينا جميعاً الوعى ثم الوعى بما يحيط بالوطن من تحديات من كل جانب، وفى جميع القضايا الدائرة على الساحة الإقليمية الملتهبة. من هذا المنطلق أطالب الجهات المختصة بمحاسبة من يحاول النيل من استقرار الوطن، وتلويث ثوب الوحدة الوطنية الناصع البياض، بافتعال أفكار أو افتكاسات تغيب الأذهان وتثير الفتنة بين عنصرى الأمة. اللعب عن طريق الأسئلة الافتراضية فى مواقع التواصل الاجتماعى، أو أى وسيلة تخاطب الرأى العام - حتى مع افتراض حسن النية (بضم الحاء) واستبعاد نظرية المؤامرة - أمر لا يجب أن يمر مرور الكرام، بل يتطلب المساءلة عن جدوى تلك الأفكار ومن وراءها ومن يغذيها.. ماذا يفيد أخوتنا المسيحيين من سؤال يظن من طرحه أنه شهير وألمعى فى دنيا الميديا، عبر إثارة قضايا جدل، ولا تتعلق من قريب أو بعيد بتخصصه، بهدف أن يظل فى الصورة والبحث عن الترند. السؤال مفاده: لماذا لا يدرس جرجس وجورج فى طب الأزهر؟، سؤال فى ظاهره المساواة، لكن فى باطنه استهداف الفتنة، لأنه بالعقل والمنطق.. لماذا يتحمل طالب مسيحى يدرس الطب أعباء مناهج لا يعرفها تتعلق بالقرآن الكريم أو علوم الفقه والحديث، بجانب العلوم الطبية الصعبة، وأمامه أكثر من 40 كلية طب حكومية منتشرة فى أرجاء الوطن، ناهيك عن الجامعات الأهلية والخاصة. إذن الهدف إقحام اسم الأزهر فى جمل غير مفيدة، وليس لها ما يبررها لغرض واحد فقط هو بث الفتنة بين عنصرى الأمة، والسبب افتراضى لا يمكن تخيل حدوثه لخصوصية الدراسة فى جامعة الأزهر. علينا جميعاً أن نأخذ قيادات الأزهر والكنيسة قدوة فى كيفية احترام الأديان وتسامحها، وطريقة التعامل مع الآخر، ولا نجرى وراء افتكاسات يدبرها ويزين لها أعداء الوطن فى الداخل والخارج. وحدتنا الوطنية هى حائط الصد أمام مؤامرات استهداف الوطن.. هى الحصن الذى يحمينا وبر الأمان الذى ننشده.. هى العامل الأساسى الذى تكسرت أمامه النوايا السيئة التى تحيق بالوطن.. هى مصدر اختلاط الدماء الذكية للمسلم والمسيحى دفاعاً عن تراب سيناء الطاهر.. وهى قضية لا تتحمل العبث، وطريقنا الممهد للتقدم والتنمية والحفاظ على أمن الوطن واستقراره. اللهم احفظ مصرنا الغالية من كل شر وسوء.