تعد الترجمة جسرًا أساسيًا للتواصل بين الثقافات، والشعوب، وتساهم فى نقل المعرفة والأفكار بين الحضارات، فالترجمة من اللغة العربية إلى اللغات الأجنبية، تسهم فى دعم الثقافة العربية، وتاريخها الغنى، وتلقى الضوء على إسهامات العرب فى العلوم والآداب والفنون للعالم، أما الترجمة من اللغات الأخرى إلى اللغة العربية؛ فتُتيح للمجتمع العربى الاطلاع على أحدث التطورات العلمية والأدبية والاقتصادية فى العالم، مما يُسهم فى إثراء المعرفة وتطوير المجتمع، ومن هنا كانت الترجمة أحد أهم فروع جوائز الدولة التشجيعية ، والتى تُمنح سنويًا تقديرًا لإسهامات المبدعين والباحثين فى مجالات متعددة، ودعمًا لمسيرتهم الإبداعية والعلمية. «امرأة غريبة» وفى مجال الترجمة من اللغات الآسيوية والإفريقية إلى العربية، فازت هذا العام، د.سوسنة سيد محمد، المترجمة عن اللغة التركية، والمدرس المساعد بكلية الألسن، بالجائزة عن ترجمة رواية «امرأة غريبة»، للكاتبة التركية» ليلى أربيل»، واتخذت لجنة فحص الأعمال المتقدمة لنيل الجائزة، قرارًا بإجماع الآراء بترشيح ترجمة «امرأة غريبة»، «لدقة الترجمة وصدق النقل عن اللغة الأم، والالتزام بمستوى الأسلوب الأدبى بما يتوافق مع لغة المتلقى، وأن المترجمة بذلت جهدًا موفورًا، وأن العمل يمثل إضافةً إلى المكتبة العربية ،وإثراءً لثقافة القارىء العربى»، وعن «كواليس» الترجمة والتتويج بالجائزة، تقول «سوسنة»: تواصلت معى دار العربى للنشر ، بعد حصولها على حق ترجمة رواية «امرأة غريبة» لليلى أربيل، وهى واحدة من أهم الأديبات التركيات، وهذا هو أول أعمالها الذى يُترجم إلى العربية، ووجدت أن هذه فرصة مهمة لتعريف القارئ العربى على أحد أهم أعلام الأدب التركى، الذى ربما تقتصر معرفة القارئ العربى به على اسمين أساسيين هما: «أورهان باموق»، و»أليف شفق»، وأضافت «سوسنة»، : الأدب التركى غنى بعديد من الأعمال المميزة التى تستحق أن تُترجم، ويتعرف عليها القارئ العربى، ورواية «امرأة غريبة»، واحدة من هذه الأعمال، حيث تتناول قضايا مهمة؛ مثل تنشئة المرأة داخل مجتمع ذكورى، والضغوط التى تتعرض لها، ونظرة الرجال للمرأة حتى فى الأوساط المثقفة الواعية، وكل هذا تتناوله «ليلى أربيل» بأسلوب فريد ولغة مميزة، وأكدت «سوسنة»، أنها انتهت من ترجمة ثلاثة أعمال ستصدر قريبًا، وذلك فى إطار السعى لتعريف القارئ العربى على أدباء يلتقى بإبداعهم لأول مرة. المُختصر الشافى أما جائزة الترجمة من العربية إلى اللغات الآسيوية والإفريقية، فقد مُنحت مناصفة إلى دينا محمد بيومى عن دراسة بعنوان: «دراسة حول التشويق والرعب بين الصين ومصر، دراسة مقارنة لروايتى «شقة القرية المهجورة» لتساى جون، و»أسطورة النداهة» لأحمد خالد توفيق»، وذكرت لجنة الترشيح للجائزة، أن هذه الدراسة تعتبر خطوة إيجابية لنشر الرؤى الأدبية على مستوى العمل الروائى بين الأدبين، ويمثل إسهامة ضرورية، ومهمة فى هذا المجال، وكتاب «المختصر الشافى فى الإيمان الكافى»، للباحث محمد عبد الرحمن فراج، المُترجم إلى اللغة التركية لأنه يمثل إسهامة كبيرة فى نشر الثقافة الإسلامية لدى الأتراك»، وعن الجائزة يقول محمد عبد الرحمن، المدرس بقسم اللغة التركية وآدابها، كلية اللغات والترجمة، جامعة الأزهر، إن كتاب «المختصر الشافى فى الإيمان الكافى»، للدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف السابق، من المؤلفات المهمة فى مجال العقيدة الإسلامية، حيث يُقدِّم عرضًا واضحًا ومُيسَّرًا لأركان الإيمان وأصوله، مع التركيز على منهج الوسطية والاعتدال بعيدًا عن الخوض فى المسائل الخلافية والجدلية، وأضاف «محمد»، أنه تقدم إلى المسابقة عندما وجد أنها فرصة مناسبة لخوض تجربة جدديدة، خاصة وأن الكتاب مستوف لكل الشروط، والمحتوى مميز ومعتدل، ويقدم رسالة مهمة لكل مسلم.