في ظل ما يشهده التعليم العالي في مصر من تطورات متسارعة ونقلة نوعية في الجودة والمحتوى الأكاديمي، تواصل أكاديمية أخبار اليوم مشاركتها الفاعلة في معرض "أخبار اليوم للتعليم العالي"، الحدث السنوي الأبرز الذي تحول إلى منصة حقيقية تربط بين الجامعات والمعاهد والطلاب وأولياء الأمور تحت سقف واحد. ويبدو أن هذه الفعالية لم تعد مجرد معرض تقليدي، بل بالأحرى نافذة معرفية وتفاعلية تساعد آلاف الطلاب في رسم ملامح مستقبلهم الأكاديمي والمِهني، من خلال التعرف على البرامج التعليمية المتاحة، والتواصل المباشر مع المؤسسات التعليمية، والحصول على استشارات ميدانية تسهم في اتخاذ قرارات مدروسة. تأتي مشاركتنا في هذا المعرض كترجمة حقيقية لرسالتنا التعليمية والإعلامية، ولتأكيد التزامنا المستمر بأن نكون جزءًا فاعلًا في كل ما يخدم الطالب والمجتمع الأكاديمي. فنحن في أكاديمية أخبار اليوم نعرض عبر جناحنا برامج أكاديمية حديثة في مجالات الإعلام، والهندسة، والإدارة، والحاسبات، صُمّمت لتواكب متطلبات العصر، وتؤهل خريجينا لسوق العمل محليًا وعالميًا. ربما ما يميز هذه الفعالية أنها تجدد العهد بين المؤسسات التعليمية والطلاب بأن تظل جسور التواصل قائمة، وأن يكون التخطيط للمستقبل قائمًا على وضوح المعلومات وجودة الخيارات المتاحة، وقد حرصنا على أن نوفر كل الأدوات التي تُمكّن الطلاب من اتخاذ قرارات سليمة بشأن دراستهم، ومساعدتهم في اكتشاف شغفهم الأكاديمي من خلال حوار تفاعلي وجاد. ولا يمكن في هذا السياق إغفال الدور المتنامي للطلاب الوافدين الذين اختاروا مصر وجهة لتعليمهم الجامعي. فهناك طلب متزايد من طلاب الدول العربية والأفريقية والآسيوية على الدراسة في مصر، لما توفره من جودة تعليمية وتكلفة مناسبة وبيئة اجتماعية مرحبة. من هنا، نؤمن في أكاديمية أخبار اليوم بأن دعم الطلاب الوافدين ليس رفاهية، بل هو التزام أصيل. فقد خصصنا فرقًا أكاديمية وإدارية لتوفير الدعم الأكاديمي، وخدمات الإقامة، والإرشاد الاجتماعي والثقافي، بما يضمن تجربة تعليمية متكاملة. ويبدو أن الإقبال المتزايد من هؤلاء الطلاب يعكس ثقة حقيقية في المنظومة التعليمية المصرية، التي تُعد بحق إحدى أدوات القوة الناعمة في المنطقة. وربما تمثل مشاركتنا في المعرض فرصة استثنائية لتعريف الطلاب الوافدين بما نقدمه، ليس فقط من برامج تعليمية، بل من منظومة دعم تسعى لدمجهم في الحياة الجامعية والمجتمع المصري بشكل فعّال وإنساني. ومن بين أبرز التطورات التي نبشر بها اليوم، هو الإعلان عن انطلاق جامعة مصر الجديدة، التي تبدأ الدراسة بها في سبتمبر 2026، ضمن منظومة أكاديمية حديثة وشاملة. تضم الجامعة في انطلاقتها الأولى كليات الصيدلة والعلاج الطبيعي وعلوم الإدارة والحاسبات والذكاء الاصطناعي، وهي كليات تعكس احتياجات سوق العمل العالمي، وتُعد من بين أكثر التخصصات طلبًا في العصر الرقمي. ولعل هذا المشروع الأكاديمي الكبير يعكس رؤية استراتيجية نحو بناء جيل جديد من الخريجين القادرين على المنافسة والابتكار، سواء داخل مصر أو خارجها. ولا يفوتني أن أتوجه بجزيل الشكر إلى مؤسسة «أخبار اليوم» العريقة، التي تنظم هذا المعرض بكفاءة عالية، وإلى الهيئة الوطنية للصحافة، ووزارة التعليم العالي، وكل الشركاء الذين جعلوا من هذا المعرض حدثًا سنويًا يُنتظر بشغف. إن استمرار تنظيمه للعام العاشر على التوالي ليس مجرد مناسبة دورية، بل هو تجسيد حقيقي لإيماننا جميعًا بأن التعليم هو طريق المستقبل. إن مشاركتنا في هذا المعرض ليست مجرد تواجد مؤسسي، بل تجديد لعهدنا مع الطلاب – مصريين ووافدين – بأن نكون دائمًا أقرب إليهم، نستمع لطموحاتهم، ونعمل معهم على تحويل الحلم إلى واقع، على أرضية من التعليم الجاد والدعم المتواصل.