أعود مجددا للتحذير من الخطر المحدق بالدولة اللبنانية الشقيقة. استطاعت الإدارة الأمريكية بالتعاون مع الاحتلال الإسرائيلى فى دق أسفين بين طوائف الشعب. وعادت إلى الأفق شارات الحرب الأهلية التى ضربت لبنان قبل 50 عاما. اشترطت أمريكا على لبنان نزع سلاح حزب الله قبل انسحاب إسرائيل من الجنوباللبنانى. وأرى عدم وجود أسلحة فى يد طوائف وميليشيات خارج الدولة، أى دولة. وأتفق مع الرئيس اللبنانى جوزيف عون وحكومة نواف سلام أن تكون السيادة والسيطرة للجيش اللبنانى وحده. وفى الوقت نفسه أرى ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية التى تحتل جنوبلبنان. كما اتفق مع رؤية أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية: مسألة حصرية السلاح فى يد الدولة هو مبدأ أساسى من مبادئ السيادة، لا يجوز تجاهله أو خرقه تحت أى ذريعة. وضرورة قيام القوى النافذة فى المجتمع الدولى بالضغط على إسرائيل للتراجع عن احتلالها للأراضى اللبنانية والتوقف عن قصف أهداف داخل لبنان. وتطبيق دقيق متكامل لاتفاق وقف إطلاق النار، لاستعادة السلم لكافة بقاع لبنان. ولنتذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار بين «حزب الله» وإسرائيل دخل حيز التنفيذ فى 27 نوفمبر الماضى، بعد أكثر من عام على فتح «حزب الله» ما أسماها «جبهة إسناد لقطاع غزة». وكان من المفترض أن يستكمل الجيش الإسرائيلى انسحابه من المناطق، التى احتلها جنوبىلبنان، فى 26 يناير الماضي، إلا أن إسرائيل لم تلتزم بالموعد. وأبقت على وجودها العسكرى فى 5 نقاط استراتيجية جنوبىلبنان، معللة ذلك «بضمان حماية مستوطنات الشمال». ولم تتوقف عن شنّ هجمات على لبنان من حين لآخر! من هنا أحذر من فوران الشارع اللبنانى. وما ذكرته حركة أمل أنه «كان حرى بالحكومة اللبنانية التى تستعجل تقديم التنازلات للعدو الإسرائيلى أن تسخر جهودها لتثبيت وقف إطلاق النار». وأرى ضرورة تفويت الفرصة على أمريكا وإسرائيل لتقسيم الدولة اللبنانية. دعاء: اللهم احفظ لبنان.