قصص من الغموض والخداع لكنها تظل بطابع خاص عندما يقف خلفها «الكعب العالى»..نساء قدمن أنفسهن فى مجال الجاسوسية واستخدمن فى سبيل ذلك ثلاثية «الذكاء والجمال والخداع»، واستطعن أن يلعبن دورًا حاسمًا فى تشكيل التاريخ وتغيير مسار الأحداث. من الجاسوسات الشهيرات فى عالم الجاسوسية اللاتى ألهمن العديد من مؤلفى القصص والأفلام والروايات، ماتا هارى، التى سجلت اسمها كرمز للقوة والذكاء والقدرة على التكيف مع الظروف الصعبة. وبين هذه السطور ثلاثة نماذج نسائية فى عالم الجاسوسية لعبن دورًا مؤثرًا فيه بل إن إحداهن شكلت خطرًا على دول عربية عدة وساعدت الاحتلال الإسرائيلى فى ترسيخ وجوده بالأراضى الفلسطينية. اقرأ أيضًا| محمد عبد المجيد يكتب: الجاسوسية في ثوبها الجديد.. قراءة في خرائط التهديد من بيتها تستمع «شولا كوهين» لأغنية «جانا الهوا جانا» لعبدالحليم حافظ عبر الإذاعة الإسرائيلية.. تستمع وتبتسم، الأغنية لا تذكرها بذكرى أو مناسبة تدفعها إلى الابتسام، لكن إذاعتها يعنى أن المعلومة التى أرسلتها «شولا» إلى جهاز المخابرات الإسرائيلى قد وصلت بنجاح، فعبر الراديو العبرى كانت المخابرات الإسرائيلية تستطيع أن توجه خطاباتها ورسائلها إلى عملائها فى كل الدول العربية. فى وادى أبو جميل ببيروت، تجلس ربة منزل بين أطفالها أمام آلتها الكاتبة لتدون: «اسمى شولاميت كوهين، أنا يهودية أعيش فى بيروت، أريد أن أساعدكم»، اسمها الكامل شولاميت ماعيير عذرا كوهين، وهى مولودة بالقدس، كان والدها رجل أعمال مصريًا يهوديًا يعمل فى الأرجنتين، وحينما أراد أن يتزوج عاد إلى مصر ومنها إلى فلسطين ليتزوج من هناك، وبالفعل ارتبط بابنة أحد الحاخامات وأنجب منها 12 ولدًا وبنتًا، وكانت «شولا» التى ولدت عام 1920 هى الطفل الرابع بين إخوتها، فتاة جميلة جدًا، وهى ليست جميلة فحسب بل قادرة على التواصل مع الجميع، ولديها ذكاء اجتماعى واضح. لم يمر من عمرها الكثير، ربما نحو 16 عامًا لا أكثر، وأصبح للجمال الأخاذ الذى اتسمت به الفتاة قيمة وثمن، ثمن يقدر حجمه بإنقاذ عائلتها من أزمة مالية طاحنة مرت بها بعد عودة الأب من الأرجنتين فى النصف الثانى من الثلاثينيات، إذ تزوجت من ثرى يهودى لبنانى، هو جوزيف الكيشيك، الذى كان يكبرها ب20 عامًا، وبعد الزواج انتقلت للعيش معه فى بيروت، عاشت فى شقة سكنية وأنجبت 7 أطفال. بعد أسابيع من الانتظار منذ إرسالها لخطابها الأول، طرق باب بيتها رجل غريب يخبرها بأنه أتى برسالة من أهلها، تفض «شولا» الورقة بلهفة لتجد أن الوكالة اليهودية تطلب منها المساعدة فى إيجاد مخبأ لرجل يهودى، حيث أصبحت بيروت وتحديدًا وادى أبو جميل، فى هذا الوقت استراحة مؤقتة لليهود حتى يأتى وقت إرسالهم إلى فلسطين.. حين نجحت شولا فى إتمام مهمتها الأولى أتاها رجل من الجنوب يدعى «موسى العبدالله» أصبح فيما بعد عنصرًا أساسيًا فى شبكتها التجسسية، وفى زيارته الأولى لها أخبرها بأن رجال أمن صهاينة يريدون مقابلتها على الحدود اللبنانية الفلسطينية، وهذه كانت المرة الأولى التى تعبر فيها الحدود، ففى هذه الرحلة بدأت علاقتها بعالم الجاسوسية، تغيرت حياتها تماما، فلم تعد ربة المنزل وطلب منها الاستمرار فى جمع المعلومات حول الثوار المقاومين ومن يدربهم والأسلحة التى بحوزتهم وعدد المتدربين. واستغلت وجودها فى سوق «سرسق» وسط بيروت كفرصة للقاء التجار القادمين من مناطق مختلفة، ومن خلالهم كانت تستمع إلى أنباء تدريبات الثوار على الحدود الجنوبية، إذ كان الهاجس الأكبر لدى إسرائيل فى الخمسينيات هم هؤلاء الذين يأتون عبر الحدود إلى فلسطين.. أسماء كثيرة ساعدت شولا فى عملها التجسسى، ومن بينهم يهودى فرنسى تعرفت عليه فى سهرة فى أحد بيوت بيروت الفاخرة، اسمه جورج مولخو، وعمل مع زوجته على تزويدها بالحبر السرى وبآلات تقنية لتسهيل اتصالها بالموساد. ولعل «لؤلؤة الموساد» هو الاسم الذى أطلقه الموساد عليها بعد أن نجحت فى توسيع شبكتها التجسسية، وحين عززت الحكومة اللبنانية رقابتها على الحدود الجنوبية وأصبحت عمليات تهريب اليهود إلى الداخل الفلسطينى أكثر صعوبة لجأت «شولا» إلى البحر.. بدأت الحكومة اللبنانية تكتشف النشاط المشبوه ل«لؤلؤة الموساد» وكلفت المخابرات اللبنانية الملازم ميلاد القارح بإقامة علاقة غرامية وهمية مع شولا ومراقبة زوارها فى منازلها الخمسة، ثم اتفق معها ميلاد على إقامة حفلة بمنزلها ودعوة الشخصيات المهمة فى شبكتها، وخلال هذه الحفلة كان منزلها مطوقًا بالأمن اللبنانى لتفاجأ بأن حبيبها هو الضابط المكلف باعتقالها.. مثلت شولا وشبكتها أمام القضاء فى 27 أكتوبر 1961، وفى عام 1962 صدر الحكم بإعدامها، ونتيجة لضغوط دولية مارستها إسرائيل خُفف الحكم إلى الأشغال الشاقة لمدة 20 عامًا، وسجنت فى بيروت ثم جرى مبادلتها بجنود عرب أسروا فى عام 1967. وبعد الإفراج عنها استقبلت فى إسرائيل بحفاوة وتم تكريمها عدة مرات، وظلت تعيش مع أبنائها فى أحد أحياء اليهود المتشددين فى القدس حتى وفاتها بعدما تجاوزت 100 عام تقريبًا. ماتا هارى يعرف الكثيرون اسم «ماتا هارى» والتى اشتهرت بكونها امرأة كثيرة الترحال وتجيد أكثر من سبع لغات بطلاقة، وخلال الحرب العالمية الأولى أدى بها جمالها الفاتن ومغامراتها العاطفية إلى الانخراط فى شبكة جاسوسية معقدة لدرجة ورطتها فى مشاكل جمة. اسمها الأصلى «مارغيريتا زال»، وولدت فى السابع من أغسطس عام 1876 فى مدينة «ليواردن» الهولندية. تعلمت منذ صغرها كيف تنال مرادها من الرجال عبر إرضائهم واستمالتهم، وكان والدها رجل أعمال ثريًا عوّدها هى وأشقاءها على حياة الترف والبذخ، ولكنه سرعان ما أفلس عندما كان عمر مارغيريتا 13 عامًا فقط ثم هجر الأب العائلة. بعد وفاة الأم، أرسلت مارغيريتا المراهقة إلى مدرسة لتتعلم مهنة التعليم حتى تصبح مدرسة فى المستقبل، ومن هناك انتقلت إلى مدينة لاهاى الهولندية بعد أن طردت من المدرسة بسبب تورطها فى فضيحة جنسية مع المشرف على المدرسة عندما كانت فى سن ال16 من عمرها، ولاحقًا عرفت باسم «ماتا هارى». حينما كانت ماتا فى سن ال18 عامًا عثرت على أحد الإعلانات فى عمود «القلوب الحائرة» بإحدى الصحف، وكان صاحب الإعلان شابًا يدعى «رودولف ماكلود» وكان رجلًا غنيًا يبحث عن فتاة ذات شخصية جذابة بهدف الزواج وتأسيس عائلة. راسلت هارى صاحب الإعلان وبدت لها فكرة الزواج من رجل كهذا أفضل طريق لحياة أفضل، وكانت تعرف جيدًا أن الضباط العسكريين فى «الهندالشرقية» يعيشون فى منازل وقصور فاخرة وواسعة، ويحظون بكثير من الخدم تحت تصرفهم، وبعد لقائها بالنقيب «ماكلود» بستة أيام فقط أعلنا عن خطبتهما، ثم تزوجا فى يوليو سنة 1895، وكان فى ضعف عمرها، وكان مهووسًا بالجنس والعلاقات الكثيرة وأنجبت منه طفلين، ولدًا وبنتًا، بعد أن سافرت للعيش معه فى إندونيسيا. مضت الأيام وكان وضع «ماتا هارى» يزداد سوءًا يومًا بعد يوم، فلقد كان زوجها يشرب الخمر ويهجرها، فبدأت بدورها تبتعد عنه وتهتم بدراسة الثقافة الإندونيسية، وفى عام 1899، أى بعد مرور أربع سنوات على زواجها ترقى زوجها إلى رتبة رائد فى قاعدة عسكرية أخرى بنفس البلد، وبعد رحلة مات ابناهما فعادا إلى هولندا وتطلقا. وفى عام 1903، سافرت ماتا إلى باريس ولم يكن أمامها سوى العمل فى سيرك عبر وظيفة امرأة تمتطى حصانًا ثم كعارضة أزياء لدى أحد الفنانين والمصممين، وفى سنة 1905 حققت نجاحًا كبيرًا كراقصة فى ذلك السيرك، وللهروب من ماضيها ولبدء حياة جديدة قررت أن تعمل فى الرقص تحت اسم مستعار وكان هذا الاسم هو «ماتا هارى». وبهذا صارت «ماتا» هى المرأة الأشهر فى باريس بل وأوروبا كلها، وكانت تقضى أغلب وقتها برفقة دبلوماسيين رفيعى المستوى ورجال أعمال ونخبة من الضباط العسكريين وأثرياء فرنسا. وفى عام 1914 اندلعت الحرب العالمية الأولى، ولكن ذلك لم يؤثر على نمط حياتها الفاخرة. ثم فى العام التالى 1915 بدأت رحلة ماتا مع الجاسوسية فبينما كانت فى زيارة إلى مدينة لاهاى فى هولندا والتى كانت على الحياد فى تلك الحرب، زارها كار كرومر المستشار الألمانى بالنيابة فى أمستردام، وعرض عليها التعاون مع برلين خلال تلك الحرب فوافقت حبًا فى المغامرة. بحلول عام 1916، كانت فرنسا تخسر الحرب ضد ألمانيا فى كل المعارك التى تخوضها تقريبًا. ومن أكثر المعارك التى خسرت فيها خسارة فادحة كانت معركتا «فيردون» و«سوم» الطاحنتان. وفى ذلك الوقت أيضًا كانت ماتا تواصل عملها بالتخابر لصالح الألمان دون أن يشعر بها أى أحد، ولكنها من فرط ثقتها فى نفسها لم تكن تشعر بما كانت الأقدار تخبئ لها. ففى ذلك الوقت التقت بنقيب شاب روسى يدعى «فلاديمير دى ماسلوف» كان يحارب فى صفوف الجيش الفرنسى، وكان قد تعرض لهجوم بغاز الخردل وتسبب له بفقدان البصر فى عينه اليسرى بل ومهدد بالعمى التام. لكن بالرغم من حالته النفسية إلا أنها أحبته بشدة وأملت أن تتزوجه. ذهبت ماتا لاستشارة أحد أصدقائها القدامى وهو ضابط فى وزارة الحرب الفرنسية حول مشروع الجواز لكنها كانت تجهل أنه أصبح يعمل فى إدارة الجواسيس برئاسة جورج لادو الذى كان بدوره يجند الجواسيس لتتبعها، وبالفعل رد عليها أنه بإمكانها زيارة حبيبها فلاديمير بشرط أن تعمل لحسابهم وتتجسس على الضباط الألمان لصالح باريس فوافقت. خلال يناير 1917، أرسل ضابط ألمانى فى مدريد رسالة مشفرة يبرز فيها نشاطات جاسوس تحت اسم «H-21»، واعترض الفرنسيون تلك الرسالة ويتضح فى النهاية أن الألمان تعمدوا الإطاحة بماتا هارى لأنها صارت جاسوسة مزدوجة. بعد التحقيق دخلت الحبس الانفرادى فى أبشع سجون باريس وأسوأها سمعة وهو سجن «سان لازار» الذى كانت تشارك فراشها فيه مع الجرذان، حُكم عليها بالإعدام رميًا بالرصاص فى سرية تامة، لكنها لحظة التنفيذ أدت عرضًا قويًا للثقة والشهامة، حيث كانت تسير بفخر وكرامة رافعة رأسها فى السماء ورفضت ربطها إلى العمود ووقفت منتصبة القامة بفخر لا يضاهى، حيث وصفها النقيب المشرف متعجبًا: «رباه إنها امرأة تعرف حتى كيف تموت». كريستينا سكاربيك فى القاهرة يتعرف إيان فليمنج، وهو أديب وصحفى بريطانى، بالإضافة إلى كونه ضابطًا بحريًا فى الحرب العالمية الثانية، واشتهر بكونه مؤلف سلسلة روايات «جيمس بوند»، على فتاة بولندية بالغة الجمال هى كريستينا سكاربيك عام 1947. باتت كريستينا أول جاسوسة بولندية تعمل لصالح بريطانيا خلال الحرب العالمية الثانية، ولقبت ب«جاسوسة تشرشل المفضلة»، ولكونها بالغة الجمال رشحت للقب ملكة جمال وارسو عندما كانت فى ال19 من عمرها، وتميزت بانتمائها البالغ لبلدها بولندا. فى عام 2013، نشرت سيرتها الذاتية تحت اسم «الجاسوسة التى أحبت» وكتبتها المؤلفة كلير موللى. ولدت كريستينا فى الأول من مايو عام 1908 فى العاصمة البولندية «وارسو»، كان والدها ينحدر من عائلة أرستقراطية بينما الأم ابنة شخصية يهودية بارزة فى قطاع البنوك ومن هنا عاشت حياة رفاهية وترف وأتقنت اللغتين الإنجليزية والفرنسية. بعد وفاة والدها عام 1930، وقعت الأسرة فى مشكلات مادية مما أدى إلى خروج كريستينا من المنزل للبحث عن وظيفة، وأصيبت لاحقًا ببقع على الرئة وذهبت بعدها فى رحلة علاجية إلى جبال بولندا، وهناك كونت شبكة كبيرة من العلاقات. من بين هذه العلاقات كانت مجموعة من مهربى السجائر والمشروبات الكحولية عبر الحدود، واكتسبت مهارة كبيرة فتعرفت على أماكن الاختباء والمسارات المجهولة وسط الجبال. ومع تزايد المشكلات المالية للأسرة اضطرت للزواج فى الثانية والعشرين من رجل أعمال ثرى لكنها سرعان ما انفصلت عنه بعد ستة أشهر. أما الزيجة الثانية ل«كريستينا» من الكاتب والدبلوماسى البولندى جيرزى جيزيزك فى نوفمبر من 1938، وعاشا فى شرق إفريقيا حيث عمل جيرزى فى إحدى السفارات البولندية هناك. وعندما غزت ألمانيا بلدهما بولندا فى سبتمبر 1939 عادت الزوجة إلى أوروبا قاصدة بريطانيا وطلبت من أحد الصحفيين إيصالها بأحد المسئولين البريطانيين لأنها ترغب فى التعاون معهم ضد الألمان العدو المشترك بينهما. بالفعل استطاعت السيدة البولندية الوصول إلى رجال المخابرات السرية البريطانية الذين رأوا من ذكائها وحماسها ما جعلهم يتحمسون لها واستعانوا بها لفتح جبهة جديدة ضد الألمان فى بولندا والمجر، وذلك من خلال هوية جديدة هى لصحفية إنجليزية باسم «كريستينا جرانفيل». كانت المجر المحطة الأولى لها فبعد هجوم هتلر على بولندا هرب بعض الجنود والمدنيين إلى هناك وشكلوا «حكومة المنفى»، وباتت كريستينا حلقة الوصل بين المخابرات البريطانية وحكومة المنفى. ومن المجر انطلقت من خلال أحد الممرات السرية إلى بولندا المحتلة. تركزت مهمة الجاسوسة فى شقين، الأول هو تنظيم هروب البولنديين المحتجزين فى المخيمات المجرية، والثانى تهريب الأموال للقوات البولندية المقاومة ونقل أخبار الحرب الدعائية للمقاومة لمساندتهم معنويًا، كما زودتهم بالرسائل المشفرة المهمة حول تحركات الكتائب العسكرية الألمانية. وخلال الحرب سجلت مغامرات وبطولات كثيرة لصالح بريطانيا، وأبرزها الحصول على ميكروفيلم عليه صور لاستعدادات النازيين لغزو الاتحاد السوفيتى وحملت اسم «عملية بارباروسا». واستغلت أنوثتها فى الحصول عليه وتهريبه فى قفازاتها الجلدية حيث طار إلى مكتب ونستون تشرشل الذى كان يحب كريستينا كثيرًا وأطلق عليها «جاسوسته المفضلة». وفى أغسطس 1943، أرسلت إلى معسكر تدريبى قريب من مدينة حيفا الفلسطينية لتتعلم كيفية الهبوط بالمظلات وتشغيل الراديو تمهيدًا لمهمة جديدة فى فرنسا خلف خطوط الألمان لاستهداف مخازن الذخيرة، وهو ما دفع «الجستابو» لرصد مبلغ مالى كبير مقابل الإتيان برأسها. فى بدايات سبتمبر 1944 غمرت وارسو الانتفاضة ضد الألمان، فعادت «كريستينا» إلى لندن لتطلب من رؤسائها إعادتها إلى العاصمة البولندية للمشاركة فى تحريرها فقوبل طلبها بالرفض وأصيبت بخيبة أمل، ومما زاد من خيبة أملها هو عدم وقوف دول الحلفاء مع بلدها بل تركوها لتكون تحت سيطرة الاتحاد السوفيتى، واستغنت عنها المخابرات البريطانية. عملت كبائعة فى المحلات وعاملة تنظيف دورات مياه على متن إحدى سفن الركاب، وهذا العمل أيضًا كان هو السبب فى وضع نهاية «كريستينا» فقد تعرفت من خلاله على قاتلها، والذى كان أحد المشرفين على السفينة التى تعمل بها. كانت العلاقة بينهما متوترة، فقد كان مهووسًا بها وعرض عليها الارتباط فرفضت، وفى إحدى إجازاتها من العمل عام 1952، سافرت إلى لندن وتبعها المحب المهووس، وقتلها مستخدمًا سكينًا فى ردهة الفندق الرخيص الذى كانت تقيم به.