هل تعاني من القلق أو التوتر المستمر؟ هل تنتابك تقلبات مزاجية مفاجئة، أو رغبة ملحة في تناول السكريات، إلى جانب مشاكل في النوم واضطرابات في الجهاز الهضمي مثل الانتفاخ أو الإمساك أو الإسهال؟ قد تظن أن الأمر نفسي فقط، لكن الحقيقة العلمية قد تقودك إلى مكان غير متوقع: أمعاؤك! يؤكد د. عماد سلامة، أخصائي التغذية العلاجية، أن هذه الأعراض مجتمعة قد تكون مؤشراً واضحًا على خلل في توازن البكتيريا النافعة داخل الجهاز الهضمي، وهي ما يُعرف ب"الميكروبيوم"، هذا الخلل يؤثر بشكل مباشر على الصحة النفسية والعصبية، نظرًا للارتباط القوي بين المخ والأمعاء. اقرأ أيضًا | توقيت تناول الفاكهة لنوم هادئ ووزن مثالي وطاقة عالية فالميكروبيوم المعوي لا يقتصر دوره على الهضم فقط، بل له دور فعال في تنظيم عدد من النواقل العصبية المهمة التي تتحكم في المزاج والسلوك، مثل السيروتونين المعروف بهرمون السعادة، الدوبامين هرمون المكافأة والتحفيز، الإندورفين المسكن الطبيعي للألم، الجابا الناقل العصبي المهدئ. وعندما تتراجع أعداد البكتيريا النافعة مقابل زيادة البكتيريا الضارة، يبدأ الجسم في إرسال إشارات على هيئة أعراض نفسية وجسدية، كما سبق ذكرها. لذلك يبدأ الطريق بالتوازن بتحسين بيئة الأمعاء ودعم البكتيريا النافعة، ويمكن تحقيق ذلك من خلال إدخال أطعمة طبيعية مخمرة وغنية بالبروبيوتيك ضمن النظام الغذائي من خلال المخللات المخمرة طبيعيًا، الجبن الصلبة المتخمرة كالجبن الشيدر، والجبن القديمة، والتي تساهم أيضا في تقوية الميكروبيوم المعوي. ويشدد د. عماد على أهمية تجربة دعم البكتيريا النافعة كخطوة أولى في علاج هذه الأعراض، موضحا أن التغيير قد يكون كبيرا ومفاجئا بمجرد استعادة هذا التوازن الحيوي داخل الجسم.