فى واحدة من أكثر لحظات الوسط الفنى حساسية، اشتعلت حرب باردة بين نجمين من العيار الثقيل تامر حسنى وعمرو دياب.. الخلاف لم يكن على توزيع موسيقى أو كلمات أغنية، بل على شىء أكثر رمزية فى زمن السوشيال ميديا والتريند. منشور واحد للهضبة، ورد فعل نارى من تامر، وقائمة طويلة من الأسئلة يطرحها الجمهور.. هل تعمّد عمرو دياب التقليل من تامر؟ هل أخطأ تامر فى التصعيد؟ وأين الحقيقة وسط دوامة الأرقام والعناوين المضللة؟ بدأت القصة بمنشور عبر «ستورى» على إنستجرام من عمرو دياب، يعرض ترتيب ألبوماته وأغانيه على منصات مثل أنغامى وسبوتيفاى وبيلبورد، وفى الصور، ظهر ألبوم «لينا معاد» لتامر حسنى فى المركز الرابع، خلف ألبومات الهضبة، وحمزة نمرة، ورامى صبرى. تامر ردّ بمنشور صادم قال فيه: "مش غريبة لما فنان كبير بحبه وبقدّره ينزل صورتى بكذا طريقة إنى أنا رقم 4؟ وهو عارف إن ألبومى مش 4، بدليل ترتيب تريند اليوتيوب اللى ألبومى كله احتله". الرد كان صريحًا، رغم أنه لم يذكر اسم عمرو دياب، لكنه أشار بوضوح إلى أن الهجوم متعلق بمنشور الهضبة، مما أثار موجة واسعة من الجدل والتكهنات. عمرو دياب مستقر وثابت بمكانته، بينما تامر يسعى للتجديد والتحدي. وهذا ما يجعل التصادم بينهما محتمًا إذا تعلّق الأمر بالأرقام. جمهور منقسم بسبب الحرب الباردة التى فجّرها تامر، انقسم الجمهور على السوشيال ميديا، أنصار تامر حسنى، اعتبروه مجتهدًا ومظلومًا إعلاميًا، وكتب أحدهم: "تامر تعبان على شغله بجد، وبيتحارب من أول ما دخل الفن، ومع ذلك بيكمل"، أما أنصار عمرو دياب فرأوا أن الهضبة لا يحتاج للرد، وكتب أحدهم: «عمرو دياب مش شايف حد أصلاً، ده نجم بيلف العالم، مش فاضى لحركات مراهقة»، بينما قال الحياديون إن الطرفين وقعا فى فخ «التسويق المبالغ فيه»، وكتب أحدهم: «الخناقة دى لا ليها معنى ولا طعم... خلّوا الفن يتكلم مش التريندات»! الصراع وحجم التاريخ الناقد الفنى أحمد سعد قال: "اعتدنا خلال ال20 سنة الأخيرة على مشكلة ظهرت مع وجود الإنترنت، وحاليًا مع قوة السوشيال ميديا. عمرو دياب لا يرد على أحد، ولا يصرّح، دائمًا يحمل نفسه فى مكان ويترك الدنيا تتحدث. أضاف: «المشكلة إن تامر يهاجم عبر السوشيال ميديا، وعمرو لا يرد، وهكذا دائمًا عمرو يكسب لأنه يرد بالفعل وليس بالكلام». تايع: «عمرو دياب لم يرد بنفسه يوما، وتامر فعل ذلك كثيرا، نتمنى من تامر أن يشتغل على نفسه، هو مطرب وله جمهور كبير». الشاعر إيهاب عبدة علّق: «تامر فنان ذكى، لكنه أحيانًا ينفعل ويتصرف بطريقة تضره فنيًا. أما عمرو دياب، فصمته يُحسب له، رغم إن المنشور كان ممكن يتفهم بطريقة مستفزة». الأرقام ليست كل شىء بين نظرية «المؤامرة التسويقية» وتوقّع ردود فعل حقيقية، يعتقد البعض أن الأزمة مفتعلة لترويج الألبومين معًا. خبير التسويق الرقمى أحمد خيرى يقول: "ما حدث بالكامل يستخدم كوقود تسويقى للطرفين، وهذا ليس جديدًا، المنافسة موجودة، لكن تضخيمها جزء من اللعبة". أزمة تامر وعمرو أظهرت أن الجمهور أصبح جزءًا من المعركة، وأن الزمن تغيّر. الفنان لم يعُد ينافس بأغانيه فقط، بل بمنشوراته، وأرقامه، ومكانته على قوائم التطبيقات، لكن يبقى السؤال: هل يستحق تاريخهما الوقوع فى شرك منصات تتغيّر كل يوم؟ اقرأ أيضا: عمرو دياب vs تامر حسني.. من يفوز في سباق «التريند»؟