في تقرير صادم نشرته مجلة «تايم» الأمريكية، حذّر تحالف الأمن الغذائي العالمي المدعوم من الأممالمتحدة (IPC) من أن غزة دخلت فعليًا في أسوأ سيناريوهات المجاعة، مُؤكدًا أن مؤشرات الكارثة تكتمل بسرعة، مع تزايد حالات الوفاة بسبب الجوع والمرض، خاصة بين الأطفال. وأوضح التقرير، أن مُعدلات استهلاك الغذاء في معظم مناطق غزة تجاوزت عتبة المجاعة، مُشيرًا إلى أن انتشار سوء التغذية والأمراض الناتجة عنها أدى لارتفاع ملحوظ في عدد الوفيات المرتبطة بالجوع. اقرأ أيضا| تقارير: «حماس» تطرح نهج «حزب الله» لإدارة القطاع دعمت الأممالمتحدة، ما جاء في التقرير، مُؤكدة أن الوصول الإنساني إلى غزة ما زال "شديد التقييد" رغم السماح الجزئي بإدخال المساعدات، حيث دخلت نحو 100 شاحنة إغاثة فقط يوم الأحد الماضي. وقال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش: "إن هذا ليس تحذيرًا.. بل واقع مأساوي يتكشف أمام أعيننا". وشدد على أن تدفق المساعدات لا يزال شحيحًا، ويجب أن يتحول إلى "محيط" من الإمدادات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه. أرقام مأساوية.. 122 ضحية جوع بينهم 83 طفلًا أعلنت وزارة الصحة في غزة، وفاة 122 فلسطينيًا جراء الجوع، بينهم 83 طفلًا، بينما تجاوزت حالات سوء التغذية 28 ألف حالة، بينها أكثر من 5 آلاف حالة في يوليو فقط، في ظل انهيار تام للبنية الصحية والبيئية. ووفقًا لتقديرات IPC، فإن جميع سكان غزة سيواجهون مستويات حادة من انعدام الأمن الغذائي بحلول سبتمبر 2025، مع تعرض نصف مليون شخص ل"كارثة غذائية" تشمل الجوع، والفقر المدقع، واحتمالات الموت. ما شروط إعلان المجاعة رسميًا؟ وفق التصنيف الدولي، تُعلن المجاعة رسميًا إذا توفرت 3 شروط: 1- أن يعاني 20% من السكان من ندرة شديدة في الغذاء. 2- أن يصاب 30% من الأطفال دون سن الخامسة بسوء تغذية حاد. 3- أن يتوفى يوميًا شخصان بالغين أو أربعة أطفال من كل 10,000 شخص بسبب الجوع. لكن نقص البيانات الموثوقة بسبب الحصار إعلان المجاعة رسميًا حتى الآن، رغم توفُّر الشروط ميدانيًا. ترامب يعترف: «هناك مجاعة حقيقية في غزة» صرّح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من منتجع ترنبري في اسكتلندا، أن صور الأطفال الهزلى في غزة "حقيقية" وليست دعاية. وأعلن عن مبادرة أمريكية لإقامة "مراكز غذائية" داخل القطاع، بتمويل أمريكي وشراكة دولية. وقال ترامب: «سننفق بعض المال على الطعام... دول أخرى ستنضم إلينا». وحمّل ترامب، إسرائيل جزءًا من مسؤولية الأزمة، رغم استمراره في اتهام حركة حماس الفلسطينية، بعرقلة جهود الهدنة والإفراج عن الأسرى، بحسب وصفه. منظمات إغاثة: «افتحوا المعابر فورًا» ناشدت أكثر من 100 منظمة إغاثية دولية، الحكومات في بيان مشترك بضرورة إعادة فتح المعابر البرية بالكامل، لإتاحة دخول الغذاء والماء والدواء والوقود بشكل منتظم عبر آلية أممية محايدة. وقبل الحرب في غزة، كانت تدخل غزة نحو 500 شاحنة يوميًا، لكن عقب الحرب التي بدأت في 7 أكتوبر 2023، تم فرض حصار إسرائيلي كامل، وتم منع دخول كافة البضائع، بما فيها المساعدات. زرغم أن مؤسسة GHF (وهي كيان مدعوم أمريكيًا وإسرائيليًا تأسس في فبراير 2025 لتوزيع المساعدات في غزة)، أعلنت عن توزيع 96 مليون وجبة، إلا أن تقرير "تصنيف المرحلة المتكاملة للأمن الغذائي" (IPC) شكّك في جدوى هذا الرقم عمليًا. التقرير أوضح، أن الطعام الموزّع لا يمكن الاستفادة منه بالكامل لأن أغلبه يحتاج إلى وقود ومياه للطهي، وهما شبه معدومان في غزة حاليًا بسبب الحصار والدمار، بالإضافة إلى ذلك، نقاط التوزيع الأربعة التي تديرها GHF تقع داخل أو قرب مناطق عسكرية، ما يجعل الوصول إليها خطرًا أو شبه مستحيل بالنسبة لغالبية المدنيين الفلسطينيين، خصوصًا النساء والأطفال، في ظل حوادث دامية سابقة وقعت خلال محاولات الوصول إلى تلك النقاط. أكثر من 1000 وفاة أثناء السعي للمساعدات كشف تقرير الأممالمتحدة، أن أكثر من 1000 فلسطيني استشهدوا أثناء محاولتهم الوصول إلى المساعدات، منهم 766 حالة وقعت قرب مواقع توزيع GHF، ما يبرز حجم المخاطر التي يتعرض لها الفلسطينيين مقابل لقمة العيش. منظمات إسرائيلية: «ما يحدث في غزة إبادة جماعية» لأول مرة، وصفت منظمتان حقوقيتان إسرائيليتان، وهم: "بيتسيلم" و"أطباء من أجل حقوق الإنسان"، ما يحدث في غزة بأنه "إبادة جماعية". وفي تقرير بعنوان "إبادتنا"، قالت "بيتسيلم" إن إسرائيل "تتبع سياسة منظمة من التجويع والتدمير والقتل الجماعي"، استنادًا إلى أرقام وزارة الصحة في غزة التي تشير إلى (استشهاد) 60 ألف فلسطيني. وأضافت أن الأدلة كافية لتأكيد نية الإبادة كما حددتها اتفاقية الإبادة الجماعية، وفي المقابل، نفت القوات الإسرائيلية هذه الاتهامات ووصفتها بأنها "ادعاءات لا أساس لها". أول نائبة جمهورية تتهم إسرائيل بالإبادة أصبحت مارجوري تايلور جرين، عضو الكونجرس عن جورجيا، أول نائبة جمهورية تصف الوضع في غزة ب"الإبادة"، مُشيرة إلى أن ما يحدث "مأساة إنسانية لا يمكن إنكارها". وأضافت: "ما جرى في 7 أكتوبر كان فظيعًا، ولكن ما يحدث الآن في غزة من تجويع وقتل للأطفال أيضًا فظيع، هذه حرب يجب أن تنتهي".