وُلد بدون أطراف سفلية لكنه يؤمن أن هذه ليست إعاقة، فى قاموسه لا يوجد إعاقة مع الإرادة، ذلك لأن الإرادة القوية تولد الإصرار على النجاح، محمد سعد زيد لاعب منتخب مصر للكرة الطائرة جلوس، ويقول ل «الأخبار» إنه وُلد بهذه الإعاقة وبالطبع كانت صدمة لأسرته، ولكن بمساعدة والديه تعلم بالأزهر الشريف وحفظ القرآن الكريم وتخرج فى قسم العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين جامعة الأزهر. ويحكى أنه واجه عدة صعوبات منذ الصغر، وكان دائماً يتطلع إلى إثبات ذاته فى شتى المجالات، فتفوق فى الشعر والزجل .. وأيضاً فى الثقافة والمجال الدينى، ويضيف: أن شعاره فى الحياة هو «كلما أساء إليّ موجود محته ذاكرتى من الوجود فلا أشعر بأنه موجود». وُلد فى ذكرى المولد النبوى الشريف لذا أطلق عليه والده اسم محمد ، وكان أول تحدٍ فى حياته عندما بدأ فى حفظ القرآن الكريم بالتجويد وهو فى الثالثة من العمر وختمه فى عمر الحادية عشرة، والتحق بالمعهد الدينى الابتدائى وبدأ معه تحدياً آخر، وشكل دخوله الجامعة نقطة تحول مهمة فى حياته. ونظراً لأنه نشأ على الحرية والاعتماد على النفس وحب التحدى والمثابرة وعدم الانطوائية أو التبعية .. كان يلعب جميع الألعاب المناسبة وغير المناسبة له ككرة القدم والكاراتيه ورفع الأثقال، وأثناء الفترة الجامعية انضم إلى ستاد طنطا ليتخصص فى لعبة مناسبة له ويخرج فيها طاقته ويحقق من خلالها الطموح الذى يصبو إليه، وتخصص فى ألعاب القوى مثل الجلة والقرص وكان مدربه آنذاك هو الكابتن محمد مبروك، كما كان يلعب الكرة الطائرة كهواية.. حصل محمد سعد زيد لاعب منتخب مصر للكرة الطائرة جلوس خلال هذه الفترة على المركز الأول على مستوى الجمهورية.. وانتقل للعب بأندية كبيرة كالإنتاج الحربى واتحاد الشرطة، كما فاز ب50 ميدالية محلية ما بين الذهب والفضة بلعبتى الجلة والقرص، ومثل مصر فى تصفيات كأس العالم بالإمارات، ولكن تم استبعاده من المنتخب لأسبابٍ تتعلق بتصنيفه الطبى فقرر الانسحاب من هذه اللعبة ، وواجه العديد من الصعوبات بعد هذا القرار. مشوار محمد الرياضى لم ينتهِ عند هذا الحد، فصنع من الأزمة شعاعاً من النور .. وحول هوايته ومارس لعب الكرة الطائرة ووصل إلى الاحتراف بها واستطاع أن يحقق فيها ما عجز عن الوصول إليه بألعاب القوى.. أحرز محمد على المستوى المحلى 40 ميدالية ما بين ذهب وفضة، بالإضافة إلى 2 كأس أفضل لاعب على مستوى الجمهورية، علاوة على مشاركته فى بطولة رواندا 2015 بإفريقيا وحصوله على الميدالية الذهبية، وكذلك حصوله على الميدالية الذهبية ببطولة إيطاليا 2016، والميدالية البرونزية فى بطولة كأس العالم للقارات بالصين 2016، و الفوز بالميدالية البرونزية فى بطولة دورة الألعاب الأوليمبية بريو دى جانيرو 2016 ، والمشاركة فى كأس العالم بهولندا 2018 ، والميدالية الذهبية فى البطولة العربية بمصر 2020 ، كما حصل على وسام الجمهورية الرياضى من رئاسة الجمهورية.. يعتبر محمد نفسه محظوظاً بمن حوله خاصة والدته وزوجته، وأكمل قائلاً: «نصيحتى لأى شخص اختاره الله واختبره بإعاقة أن يكون على يقين بأن الله اختار له الخير .. وأن يجعل هذه الإعاقة سبباً فى تفوقه ونجاحه».