كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسي مساء أمس لم تكن خطابًا عابرًا، بل كانت موقف دولة، أكّد فيها أن مصر، بشعبها وجيشها ومؤسساتها، ترفض التهجير القسري للفلسطينيين، وتتمسك بثوابت العدالة والحق، وتتحرك بكل ما تملك لوقف العدوان، وإدخال المساعدات، وإنقاذ الأبرياء. جائت الكلمة بوقتها الصحيح، لتكشف زيف من يشككون، وإسكات الأصوات التي اعتادت أن تزايد دون فهم، أو تُشكك دون وعي. فلسطين لم تكن يومًا مجرد قضية في وجدان المصريين، بل كانت دومًا جزءًا من الروح والضمير والهوية. هي الأرض المباركة، والحق الثابت، والجرح الذي ينزف في كل بيت عربي حرّ. ومثلما سطّرت مصر عبر تاريخها مواقف مشرفة من أجل القضية الفلسطينية، فإنها اليوم تواصل ذات النهج، بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي. مصر فتحت معبر رفح حين أغلق الجميع، وتحركت دبلوماسيًا حين سكتت القوى، وأرسلت الشاحنات، واستقبلت الجرحى، ورغم كل ذلك لم تتاجر بمآسي الفلسطينيين، ولم ترفع شعارات كاذبة، بل قدّمت الدعم الحقيقي دون ضجيج. الرئيس السيسي لم يتحدث فقط باسم الدولة، بل باسم ملايين المصريين الذين يؤمنون أن الدفاع عن فلسطين ليس خيارًا، بل واجبًا. ومع كل هذا، يتجرأ البعض – بدافع أو جهل – على التطاول أو التشكيك في هذا الدور. وهنا نقولها بوضوح: لن نسمح لأحد أن يطعن في شرف الموقف المصري، ولا أن يلوث صورة بلدٍ لم تتخلّ يوماً عن واجبها القومي. فلسطين ستظل في القلب، ومصر ستظل في ظهرها، سندًا وسلاحًا وأملًا. لكننا، في المقابل، لن نصمت أمام حملات التشويه الممنهجة، ولن نقف متفرجين على محاولات النيل من مصر أو من قائدها، الذي أثبت في كل الأزمات أنه صاحب قرار، ورؤية، وثبات. وأخيرًا أقولها بلسان حال ملايين الشعب المصري، التاريخ لا يُكتَب بالتغريدات ولا بالشعارات، بل بالمواقف... ومصر كتبت موقفها بأحرف من نور على مر الأزمان والعصور.