«حتى لو نجحت إسرائيل بالتطبيع مع جميع الدول العربية، لا سلام عادل فى الشرق الأوسط دون دولة فلسطينية على حدود 67 وعاصمتها القدس» قالها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى القمة العربية ببغداد، كحقيقة يعرفها كل من يعرف نبض الشعوب العربية، والضمير العربي، ويعرف معنى العدالة، ومعنى الوطن، ومعنى أن يُسلَب الإنسان حقه فى الوجود . جملة تكفى لأن تكون بيانًا شاملاً، مرآة واضحة لموقف لا يتغير، وثبات على الحقوق لا يلين تشكل على مدى 77 سنة وان جارت عليه شريعة الغاب وبلطجة وغطرسة القوة، كانت كلمات رئيسنا وقفة أخلاقية قبل أن تكون موقفًا سياسيًا، لأن السلام، حين يُبنى على الجور، وإنكار الحقوق، لا يكون سلامًا، بل هدنة زائفة على أرض مهتزة، تنفجر عند أول شعور بالظلم. لم يكن السيسى يتحدث باسم مصر وحدها بل باسم الضمير الإنسانى السوى، والوجدان العربي، بل باسم من لم يجدوا حتى الآن سقفًا آمنًا يقيهم، أو أرضًا يُدفنون فيها، ويخاطب كل من آلهته غطرسة القوة واسكرته المصالح والأنانية، قالها بلسان مصر التى لا تزال تعتبر القضية الفلسطينية جرحها الأول، ومقياس صدقها أمام نفسها وأمام التاريخ. السيسى أعلن للعالم ما هو بديهى: من دون القدس، ومن دون فلسطين حرة لا يستقر قلب هذا الشرق المضطرب منذ عقود. ليست المشكلة مَن طبّع، ولا عدد الاتفاقيات الموقعة، ولا الأرقام الخرافية للصفقات بل فى السؤال الوحيد الذى لا يموت: هل يمكن أن يكون هناك سلام يبنى على الحرب والإبادة والتهجير القسرى والجروح مازالت تنزف؟. صوت الحق لا يحتاج إلى ضجيج، يكفيه أن يكون صادقًا مع ضميره واثقاً من سلامة موقفه متسقاً مع إرادة شعبه.. كما كان صوت الرئيس السيسى فى بغداد.