الله الله يا إمامنا .. لافض فوك، هكذا وجدتنى أهتف وأنا استمع إلى كلمة فضيلة الامام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الجامع الأزهر رئيس مجلس حكماء المسلمين، فى افتتاح مؤتمر الأزهر لنصرة القدس الذى استضافته مصر على مدى يومين الأسبوع الماضى برعاية كريمة من الرئيس عبد الفتاح السيسى وبحضور الرئيس الفلسطينى محمود عباس وكبار مسئولى المنظمات والهيئات الدينية والسياسية والمدنية وممثلى 86 دولة، نعم هتفت وصفقت للأمام الاكبر وأنا أستمع لكلمته التى جاءت بردا وسلاما على قلب كل مسلم ومسيحي، عربيا كان أم أجنبيا، اذ وضع الأمام الأكبر أصبعه على الجرح وفند القضية، كشف مافينا من عيوب، وأوضح الفارق بين أمتنا وأعدائها، ودق ناقوس الخطر بقوة ليسمع العالم كله صوت انتفاضة الأزهر لنصرة القدس، إذ توقف الإمام عند نقاط عدة محورية فى صراعنا العربى ضد بنى صهيون، ولم ينس أن يرد على مثبطى الهمم الذين يتحدثون عن جدوى مثل هذه المؤتمرات، وقدرتها على حماية القدس ونصرة الأقصى الأسير منذ سنوات طوال، فجاءت كلمة الدكتور الطيب لترد على هؤلاء عندما ذكر أن المؤتمر هو الثانى عشر الذى ينظمه الأزهر الشريف لنصرة القدس. وكانت بداية المؤتمرات مع بدء القضية الفلسطينية العام 1948، وأجاب فضيلته على سؤال افتراضى يقول صاحبه ماذا عساها أن تفعل المؤتمرات بقوله: دورها أن تشعل ماعساه قد خبا وخمد من شعلة العزم والتصميم، من أجل الصمود أمام العبث الصهيونى الذى تدعمه سياسات دولة ترتعد فرائصها إن هى فكرت فى الخروج قيد أنملة عما يرسمه لها هذا الكيان الصهيوني. وذكر الإمام الأكبر أن حملة الفرنجة استمرت نحو مائتى عام لكنها عادت من حيث أتت، وبالتالى يبقى الدفاع عن مقدساتنا واجبا دينيا ووطنيا، نتسلح فيه بالأمل فى الله ونتخذ كل مايلزم من إجراءات إلى أن يقضى الله أمرا كان مفعولا، أما الاستسلام للأمر الواقع الذى يحاول الصهاينة ومن يدعمهم فرضه علينا، أو ترديد مقترحاتهم والتعامل معها باعتبارها واقعا أو حلا للأزمة من نوعية اقتراحهم عن وطن بديل للفلسطينيين، لذا يكتسب المؤتمر أهميته فى إعلانه بقوة أنه مع الحق الفلسطينى فى دولته المستقلة وعاصمتها القدسالشرقية ولا شىء يمكن أن يحل القضية دون هذا. وكشف الامام الأكبر الفارق بين أصحاب القضية والأعداء بقوله: زنحن أمة ممزقة الهوية والهوى فى مواجهة كيان يقاتل بعقيدة راسخةس. وهذا قول الحق والحسم لأنه لابد أن يعرف كل مدافع عن المقدسات الاسلامية والمسيحية فى القدس أين يقف، ومن معه ومن ضده، ومايحاك له من مؤامرات تهدف إلى زرع الفتن وإلهائه عن القضية الأهم بقضايا فرعية من نوعية الفتنة الطائفية أو الصراع السنى الشيعى مثلا، وحسنا فعل الازهر عندما أراد مكاشفة الحضور والمشاركين فى المؤتمر بالموقف دون تجميل للألفاظ أو المواقف، فتشتت الأمة وإدخالها فى صراعات سياسية سيصب حتما فى تشتيت الناس، ويتراجع الاهتمام بالقضية الفلسطينية عندهم، ويشب جيل جديد لايعرف عن فلسطين أو القدس شيئا يعزز انتماءه لهما، لذا كان الشيخ الجليل للأزهر الشريف واضحا وصريحا عندما طالب المشاركين فى المؤتمر بضرورة أن تسفر جلساته عن نتائج عملية غير تقليدية تستثمر فيها الطاقات وتنظم الجهود مهما صغرت، وأول هذه الجهود التى ينشدها المؤتمر إعادة الوعى بالقضية الفلسطينية عامة والقدس خاصة، وذلك من خلال المناهج التعليمية ليشب النشء واعيا بقضية أمته، بدلا من تركه لعبة فى أيدى أعداء الأمة المستهدفة فى دينها وهويتها، وكذلك اعتبار عام 2018 عام القدس ليعرف العالم كله أن أحدا لايمكنه التخلى عن ذرة رمل واحدة من ترابها بما تحويه من مقدسات اسلامية ومسيحية تتمثل فى المسجد الأقصى اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين وقبة الصخرة وكنيسة القيامة. إن مؤتمر الأزهر لنصرة القدس يهدف الى استنهاض الهمم والضمائر لدى المنظمات الدولية والمدنية للقيام بواجباتها ومسئوليتها تجاه القدس، وأحسن منظمو المؤتمر عندما ركزوا فى عناوين الجلسات على استعادة الوعى لنصرة القدس، باعتبارها هدفا خاصا بحد ذاته، تبدو الحاجة إليه اولوية فى هذا الظرف السياسى العصيب الذى تمر به أمتنا وقضيتنا. إن الدفاع عن الحق العربى فى القدس وإقامة دولة فلسطين المستقلة يتطلب تذكير العالم كل يوم بل وكل ساعة ، وفى كل المحافل السياسية والفنية والعلمية والرياضية والثقافية، فلابد أن يعلو صوت صاحب الحق ليؤكد حقه ويتصدى للمكائد والمؤامرات، ويقف صلبا أمام كل محاولات التغيير الديموغرافى أو التهجير السكانى فى البلدة القديمة والقدسالشرقية من خلال ممارسات حكومة الاحتلال لتغيير معالم القدس، وإنا لمنتصرون. لمزيد من مقالات أشرف محمود