لم أتخلف قَط عن الإدلاء بصوتى فى أى انتخابات، ولا أؤيد الأصوات التى تقلل من أهمية مجلس الشيوخ. أربعة أيام فقط تفصلنا عن انتخابات مجلس الشيوخ حيث يجرى التصويت بالخارج يومى 1، 2 أغسطس وما هى إلا ثلاثة أيام أخرى ويجرى التصويت بالداخل يومى 4، 5 أغسطس. يخوض الانتخابات على المقاعد الفردية 428 مرشحا لانتخاب 100 مرشح بينما تخوض قائمة واحدة الانتخابات هى القائمة الوطنية من أجل مصر وتضم مرشحين من 13 حزبا لاختيار مائة مرشح آخر.. ويتم تعيين 100 عضو بقرار جمهورى ليكتمل بذلك العدد الإجمالى لمجلس الشيوخ 300 عضو. متابعتى للانتخابات ولاهتمامات الشارع بها خلال الأيام الماضية أعطتنى انطباعا غير جيد يتناقض تماما مع معتقداتى الراسخة منذ أكثر من 55 عاما حينما استخرجت أول بطاقة انتخاب فى حياتى ومن يومها - والحمد لله- لم أتخلف مرة واحدة عن الإدلاء بصوتى فى أى استحقاق دستورى سواء كان استفتاء أو انتخابات نيابية أو رئاسية. معتقداتى - التى لن تتغير أبدا- أن المشاركة فى الانتخابات أو الاستفتاءات ليست حقا دستوريا فقط يجب أن نحرص عليه بل هى واجب وطنى علينا ألا نتخلى عنه أبدا مهما كان موقفنا من الانتخابات والمشاركين فيها.. حرصى دائما على أن أقول رأيى وأن يصل صوتى كان يسبق أى اعتبار آخر.. لن أدعى أننى كنت دائما انتخب مرشحى الأغلبية فأحيانا كنت أختار مرشحا من المعارضة أو المستقلين حسبما أرى طبقا لكفاءته وتاريخه السياسى وقدرته على تمثيل الدائرة والسعى لحل مشاكلها والتحدث باسم ابنائها.. وإذا كان مرشح الأغلبية تتوافر فيه هذه الصفات فلماذا أحرمه من شرف تمثيل الدائرة لمجرد أنه مرشح الأغلبية أو الحكومة؟ المعيار عندى دائما كان الكفاءة والقدرة على خدمة أبناء الدائرة سواء كان ذلك على مستوى المحليات أو مجلس الشعب الذى أمضيت تحت قبته أكثر من 50 عاما متابعا لكل كبيرة وصغيرة فى المطبخ السياسى بما أتاح لى القدرة على الفرز الجيد بين المرشحين لتقدير كفاءتهم بدقة وحسن الاختيار بينهم. لهذا أستنكر وبشدة هذه الأصوات التى لا ترى أهمية للمشاركة فى الانتخابات بدعوى أنها محسومة!! بل وتدعو لمقاطعتها، فهذه دعوة محبطة لا تسهم أبدا فى بناء الحياة الديمقراطية السليمة التى نسعى إليها فى الجمهورية الجديدة. لا أؤيد أيضا الأصوات التى تقلل من أهمية مجلس الشيوخ، فقد عاصرت مجلس الشورى منذ إنشائه عام 1980 وعندما ألغى مع التعديل الدستورى فى عهد الإخوان عام 2012 تألمت جدا لأننى لمست بنفسى كم كان هذا المجلس عظيما.. كبيرا بالقامات التى ضمها والمناقشات التى دارت تحت قبته حول قضايا ومشاكل حيوية ورئيسية فى المجتمع وكيف خرجت من لجانه تقارير دسمة متكاملة أعدت بعناية وبحرفية متضمنة تشخيصا موضوعيا للمشاكل والقضايا التى تناولتها وحلولا عملية قابلة للتنفيذ. ومجلس الشيوخ هو امتداد طبيعى لمجلس الشورى.. تعديل مسمى فقط يعود بنا إلى الأصل فى النظام البرلمانى ذى الغرفتين (مجلسى النواب والشيوخ). وقد أثبتت التجربة فى الفصل التشريعى المنتهى أن مجلس الشيوخ قد أدى واجبه على أكمل وجه فى مناقشة التشريعات ومراجعة صياغتها وأثرى الحياة النيابية بما يملك أعضاؤه من خبرات سياسية وقانونية وعلمية، كما أثبت حضورا رقابيا وتشريعيا فاعلا أسهم فى دعم منظومة القوانين وتقييم السياسات العامة. سؤال لنقيب الموسيقيين فنان عربى أحيا حفلا فى مصر.. صعدت على المسرح سيدات وبنات مصريات لاحتضانه وتقبيله بطريقة غير مقبولة.. هل الأفضل أن تمنعه من الغناء فى مصر وهو أصلا ليس عضوا فى نقابتك؟ أم تمنع صعود السيدات والفتيات إلى خشبة المسرح؟