أجمع خبراء الدبلوماسية على أن العلاقات المصرية السعودية راسخة ولا يستطيع أحد النيل منها، مؤكدين أن قوة هذه العلاقات تضمن الحفاظ على الأمن القومى العربي. ويقول محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، إن العالم والمنطقة يمرّان بأوضاع شديدة الاضطراب، ومصر والسعودية تمثلان «أعمدة الاستقرار والسلام والحلول للقضايا الإقليمية المعقدة». وأوضح أن العلاقة بين البلدين تشكل «قوة الدفع» للعمل العربى المشترك، وتسهم فى معالجة القضايا الإقليمية المزمنة. اقرأ أيضًا | مصر والسعودية جناحا الأمة |السعودية وثورة 30 يونيو دعم ثابت وموقف لا ينسى وأشار للمبادرة السعودية– الفرنسية المدعومة من مصر داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة، بهدف دعم إقامة الدولة الفلسطينية، لافتًا إلى أن هناك دائمًا محاولات لإفشال هذا التحرك المصري–السعودي، مؤكّدًا أن مستقبل المنطقة لن يستقر دون الشراكة بين مصر والسعودية. ويضيف مساعد وزير الخارجية الاسبق د. محمد حجازى قائلا: مصر والسعودية حجر زاوية فى تحقيق الاستقرار الإقليمي، وعلاقتهما ركيزة للعمل العربى المشترك ومعالجة التحديات المستعصية، وشراكتهم تعد نموذجًا للتنسيق العربى الفاعل، حيث تشكل الدولتان جناحى الأمة العربية، وتعزيز هذه العلاقات الضامن لتحقيق أهداف الأمة نحو التقدم والرخاء والازدهار. وينوه الى العلاقات الاقتصادية بين البلدين التى تمثل إحدى علامات التكامل، حيث تحرص الشركات السعودية على التوسع بمصر، بينما تساهم الجاليات المصرية فى المملكة بخبراتهم المتنوعة فى عملية التنمية. ويستطرد حجازى: تبرز العلاقة كذلك فى دورهما فى تأمين البحر الأحمر، حيث يمثل التنسيق بين القاهرة والرياض ركيزة لأمن الملاحة البحرية، وتعملان على تفعيل مجلس الدول العربية والإفريقية المطلة على البحر الأحمر كأداة استراتيجية لحماية المصالح الإقليمية. ويقول حجازى: رغم التعقيدات الإقليمية، تُظهر العلاقات المصرية السعودية وعيًا عميقًا وتعاونًا استراتيجيًا فى مواجهة التحديات، من السودان للبحر الأحمر، ومن غزة لدمشق. وتشكل حائط الصد الأول بوجه المؤامرات، وتبقى ركيزة حقيقية للأمن، والاستقرار والتنمية فى العالم العربي. ويشدد أيضا السفير عمر رمضان، مندوب مصر الأسبق لدى الأممالمتحدة فى جنيف، أن مصر والسعودية من أكبر دول المنطقة، وكلما زاد التنسيق بينهما أمكن تحقيق سياسة عربية أفضل تجاه القضايا الاقليمية. مشيراً إلى أن التعاون الاقتصادى بين البلدين مهم لكليهما وحركة التبادل التجارى بينهما عالية جداً، ما يعود بالنفع على البلدين. ويضيف رمضان أن هناك اتفاقًا كاملًا فى الرؤى تجاه الموضوعات الرئيسية التى تمر بها المنطقة، مع اختلافات محدودة فى بعض التفاصيل التى يتم تجاوزها بالحوار، تحت توجيه قيادتى البلدين. ويؤكد السفير محمد مرسي، مساعد وزيرة الخارجية الأسبق، أن العلاقات المصرية السعودية أكبر من أن توصف بالعميقة أو التاريخية، حيث تعبّر عن حضارة وثقافة وقيم مشتركة، وعوامل أخرى كوحدة اللغة والحوار المشترك. وأشار إلى أن ما يربط البلدين ليس فقط الجغرافيا أو المصالح السياسية، بل نسيج مشترك يجمع المجتمعين على مستويات متعددة، ما يجعل العلاقات ركيزة أساسية لاستقرار العالم العربي.