أكد د. محمد عفيفي، أستاذ التاريخ الحديث بجامعة القاهرة، أن ثورة 23 يوليو 1952 حية فى وجدان الشعب المصري رغم مرور 73 عامًا عليها، مشيرًا إلى أنها مثلت منعطفًا حاسمًا فى تأكيد الهوية الوطنية وترسخت فى الذاكرة الجمعية بفضل إنجازاتها الكبرى، ورصد التشابه بين ثورتى 23 يوليو و30 يونيو، موضحًا أن كلتيهما رفضتا سيطرة الإسلام السياسى على الدولة، حيث وقف الجيش فى المرتين إلى جانب إرادة الشعب. ◄ لماذا ظلت ثورة 23 يوليو في وجدان الشعب المصري رغم مرور 73 عامًا؟ ثورة 23 يوليو حدث مهم جداً فى الوجدان المصرى، اختلفنا أو اتفقنا حولها إلا أنها العيد القومى لمصر، وتأكيد على الهوية المصرية، جميع سفاراتنا بالخارج تحتفل بهذا اليوم، تأميم القناة وحرب 1956 منحا عبد الناصر شعبية كبيرة فى مصر والدول العربية، ، ثم حرب 1967 والهزيمة، وخروج الشعب المصرى وهو يهتف «سنحارب»، ثم تحول سياسة عبد الناصر بعد 1967، والتى أدت إلى انتصار 1973.. كم من الحروب عاصرتها أجيال عديدة فى ظل ثورة 23 يوليو حفرت فى العقل الجمعى. ◄ كيف تقرأ أحداث ثورة يوليو؟ عندما قامت ثورة 23 يوليو 1952 أكد الضباط الأحرار أن هدفها الرئيسى إصلاح الجيش، وعندما تم إخراج الملك فاروق من مصر فى 26 يوليو 1952 لم تلغ الملكية، بمعنى أن الثورة تدرجت فى تحقيق أهدافها، ومن ثم تفاعل الشعب المصرى معها، لكن النقطة الحاسمة فى التقاء المصريين مع الثورة كان لحظة تأميم قناة السويس، ما أدى إلى حرب 1956 هنا أستطيع أن أرصد التكاتف الوجدانى بين الشعب والثورة والضباط الأحرار. ◄ هل ترصد تشابها بين ثورتي 23 يوليو و30 يونيو؟ التشابه الرئيسى يتمثل فى رفض حركة الإخوان، فى 1954 بدأت الثورة تؤكد أنها ليست مع تدخل الدين فى السياسة، وترفض أن يكون للإسلام السياسى أو الإخوان المسلمين دور فى السياسة، هذه كانت لحظة مفصلية بشكل كبير جداً. نفس الشىء فى 30 يونيو عندما جاءت الانتخابات بمرسى كرئيس للجمهورية احترم الجيش المصرى الشرعية، لكن عندما ثبت أن الإخوان غير قادرين على الحكم وأن البلد على طريق صدام أهلى كبير، انحاز الجيش المصرى لفكرة أنه لا دين فى السياسة ولا سياسة فى الدين كما حدث فى 1954 ورفض حكم الإخوان واختار الوقوف إلى جانب الشعب. ◄ اقرأ أيضًا | ثورة 23 يوليو| «على المنبر».. يوم وقف جمال في الأزهر يهتف: «سنقاتل» ◄ هل يمكننا أيضا ربط يوليو مع ثورة 1919 بجانب 30 يونيو؟ ثورة 23 يوليو حققت أحلام الشعب المصرى المؤجلة مثل قانون الإصلاح الزراعى، وتأميم قناة السويس وكانا مطروحين قبل 1952، كذلك فصل الدين عن السياسة، بينما الإنجاز الكبير لثورة 30 يونيو هو إعادة تأكيد رفض فكرة الإسلام السياسى. كما ربط مشهد 3 يوليو التاريخى بين ثلاث ثورات 23 يوليو و30 يونيو وثورة 1919. ◄ اقرأ أيضًا | فرسان الإبداع.. روايات سجلت المجد في ثورة 23 يوليو ◄ وكيف تنظر إلى تأسيس الجمهورية الأولى في يوليو والجمهورية الجديدة بعد 30 يونيو؟ - دائماً مع الأحداث الكبرى لابد وأن تحدث تحولات وتغيرات، ثورة 23 يوليو لم تلغ الملكية ولكنها ألغيت فى 18 يونيو 1953؛ وذلك لأن الثورة قامت بالتغيير التدريجى وبالتالى بدأ نظام جمهورى وتغير جديد، وفى 30 يونيو حدث نفس الشىء بعد قيام الثورة كانت هناك فترة انتقالية لمدة سنة ثم أجريت الانتخابات التى جاءت بالرئيس عبد الفتاح السيسى لتبدأ فترة أخرى مختلفة استمدت شرعيتها من 30 يونيو. يوجد فرق كبير بين الثورات لكن 30 يونيو تظل الحدث الأكبر والأهم لأنه لم يؤثر فى مصر فقط بل فى المنطقة كلها، فالإسلام السياسى تراجع فى المنطقة كلها وأبرز مثال على ذلك حركة النهضة التى صورها البعض أنها «الديمقراطية» تراجعت وانحصرت فى تونس بعد 30 يونيو، وكذلك تراجعت فى الأردن واليمن، لأنه لو كانت تلك الحركة نجحت فى مصر كان مصير المنطقة كله سيتغير.