تُعد العلاقات المصرية السعودية من الركائز الأساسية فى منظومة العمل العربى المشترك.. فقد شكلت دائمًا نموذجًا للتعاون السياسى والاقتصادى والاستراتيجى بين أكبر دولتين فى المنطقة العربية. ومع كل لقاء أو زيارة رسمية تتجدد هذه الروابط وتترسخ.. كما تشهد تطورات تؤكد عمق الشراكة بين البلدين. وفى هذا السياق.. جاءت زيارة وزير الخارجية السعودى الأمير فيصل بن فرحان إلى مصر الخميس الماضى ولقاؤه بنظيره المصرى الدكتور بدر عبد العاطى لتجدد التأكيد على أن العلاقات المصرية السعودية تدخل مرحلة جديدة من التنسيق والتكامل.. حيث جاءت فى توقيت بالغ الأهمية إذ يشهد الإقليم العربى تحديات متزايدة سواء على المستوى السياسى أو الأمنى أو الاقتصادى ما يجعل التنسيق المصرى السعودى ضرورة استراتيجية لا غنى عنها.. وقد ناقش الوزيران ملفات إقليمية ودولية أبرزها القضية الفلسطينية والأوضاع فى السودان واليمن وسوريا إلى جانب التنسيق داخل الجامعة العربية وتعزيز التضامن العربى فى مواجهة التحديات المشتركة.. جانب آخر لا يقل أهمية فى العلاقات بين البلدين هو التعاون الاقتصادى والاستثمارى وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص خاصة فى مجالات الطاقة والسياحة والبنية التحتية. يأتى ذلك فى إطار دعم رؤية كل من مصر والسعودية لرؤية 2030. إذن جاءت هذه الزيارة لتوجه رسالة واضحة إلى كل المغرضين الذين يصطادون فى الماء العكر لتقول لهؤلاء فى الداخل العربى بكل وضوح إن الشراكة المصرية السعودية صلبة وقادرة على لعب دور مركزى فى ضبط إيقاع الإقليم وإلى الخارج أيضا وهى أن القاهرة والرياض قادرتان على تشكيل موقف عربى موحد يرفض الإملاءات ويؤمن بالحوار والتعاون من موقع السيادة والقوة!