لخصت الحكومة البريطانية موقف العدو الإسرائيلى فى السادس من أكتوبر قائلة بإنه كلما كان الصعود عالياً كان السقوط قاسياً وأضاف المعلق العسكرى «أمنون كابيليوك» فى كتابه» انتهاء الخرافة» أن»تل أبيب» سقطت من أعلى برج السكينة والاطمئنان الذى كانت قد شيدته لنفسها ولذلك كانت الصدمة على مستوى الأوهام التى سبقتها قوية ومثيرة وأن الإسرائيليين أفاقوا من حلم طويل جميل لكى يروا قائمة طويلة من الأمورالمسلم بها والمبادئ والأوهام والحقائق غير المتنازع عليها التى آمنوا بها لسنوات عديدة قد اهتزت وتحطمت فى بعض الأحيان أمام حقيقة جديدة غير متوقعة وغير مفهومة لغالبية سكان تل أبيب. وفى كتابه «إلى أين تمضى إسرائيل» قال «ناحوم جولدمان» رئيس الوكالة اليهودية الأسبق إن من أهم نتائج حرب أكتوبر أنها وضعت حداً لأسطورة إسرائيل وكلفتها ثمناً باهظاً حوالى خمسة مليارات دولار وأحدثت تغيراً جذرياً فى الوضع الاقتصادى فى دولة انتقلت من حالة الازدهار التى كانت تعيشها قبل عام ولم تكن ترتكز على أسس صلبة وظهرت أزمة بالغة العمق أكثر حدة وخطورة من كل الأزمات السابقة ونتائجها أكثر خطورة.. فقد انتهت ثقة الإسرائيليين فى تفوقهم الدائم واعترى جبهتهم المعنوية الداخلية ضعف هائل وهذا أخطر شىء يمكن أن تواجهه الشعوب . وأوضح سبعة من كبار الصحفيين الإسرائيليين فى كتاب «التقصير»أن المصريين قاتلوا بصورة انتحارية وخرجوا نحونا من مسافة أمتار قليلة وسددوا مدافعهم الخفيفة إلى دباباتنا ولم يخشوا شيئاً وكانوا يتدحرجون بعد كل قذيفة بين العجلات ويستترون تحت شجيرة على جانب الطريق ويعمرون مدافعهم بطلقات جديدة ..وعلى الرغم من إصابة عدد كبير من الكوماندز المصريين إلا أن زملائهم لم يهربوا بل استمروا فى خوض معركة تعطيلية انتحارية ضد الدبابات كما لو أنهم صمموا على دفع حياتهم ثمناً لمنع دباباتنا من المرور واضطر جنودنا لخوض معركة معهم وهم يطلقون النار من رشاشاتهم من فوق الدبابات ..وحقيقة لم يحدث لنا من قبل فى أى حرب خضناها مع مصر مواجهة جنود على هذا النسق من البسالة والصمود ..وللحديث بقية