اعترفت وزارة الداخلية السورية بضعف المؤسسات الذى تسبب فى تفاقم الوضع الأمنى تعد الاشتباكات الأخيرة فى سوريا بين الدروز فى السويداء وأبناء القبائل البدوية هى الأحدث فى سلسلة من المواجهات المماثلة التى وقعت منذ تولى الحكومة السورية الجديدة السلطة فى ديسمبر 2024، التى حلت محل نظام الأسد. كثيراً ما سعى الدروز فى سوريا إلى التمتع باستقلاليتهم فى منطقتهم، وهو الاتجاه الذى ازداد خلال الحرب الأهلية السورية. كما يسعى الدروز فى إسرائيل ولبنان إلى موازنة مصالحهم مع الدولة، محققين نفس أنواع الحكم الذاتى المحلى أثناء خدمتهم فى القوات المسلحة. بالفعل خدم الدروز فى جيش النظام كغيرهم من السوريين، إلا أنهم سعوا أيضًا إلى التسلح لحماية مصالحهم. وهم مسلحون بأسلحة خفيفة، كالبنادق. كما يمتلكون ذخائر أخرى وأنواعًا مختلفة من المركبات العسكرية من مخلفات عهد الأسد. هم يميلون إلى التسليح الجيد والحزم، لأنهم يشكون فى جماعات أخرى قد تعترض على استقلاليتهم، مثل البدو وغيرهم من الجماعات العربية السنية. يعيش معظم الدروز فى منطقة السويداء، المعروفة أيضًا بجبل الدروز. لكن ما حدث فى السويداء خلال الثمانى والأربعين ساعة الماضية أثبت بما لا يدع مجالًا للشك وجود البصمات الإسرائيلية فى إثارة الفتنة بين دروز السويداء والبدو، وهى التى دأبت على مساعدة الدروز على استقلالهم عن النظام السورى. فعقب تبادل إطلاق النار بين الجانبين هاجمت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلى عدة دبابات فى جنوبسوريا لمنع التقدم باتجاه السويداء. كانت حجة الاحتلال أن وجود هذه الدبابات قد يشكل تهديدًا لإسرائيل، مضيفًا أنه سيواصل مراقبة التطورات فى المنطقة. نظرًا لقرب مدينة السويداء ذات الأغلبية الدرزية، من الحدود الإسرائيلية. لا تقتصر الحجة الإسرائيلية لتبرير التدخل فى الشأن السورى على تجاور الحدود السورية الإسرائيلية والرغبة فى حماية هذه الحدود، بل تجاوزها إلى قيام إسرائيل باحتلال مناطق درزية سورية جديدة بعد سقوط نظام الأسد وتوسيع وجودها وسيطرتها على أراضى الجنوب السورى. بل إن إسرائيل طالبت بنزع سلاح جنوبسوريا، مما أدى إلى خلق فراغ أمنى. فى حالة من الاستسلام وقلة الحيلة اللافتة للانتباه اعترفت وزارة الداخلية السورية بضعف المؤسسات الذى تسبب فى تفاقم الوضع الأمنى وأرجعت ذلك إلى غياب مؤسسات الدولة الفاعلة وعجز المجتمع المحلى عن احتواء الأزمة! فى الوقت الذى يتجول جيش الاحتلال الإسرائيلى بحرية منقطعة النظير فى المناطق التى فرض سيطرته عليها حديثًا حتى أنه استولى فى الأسابيع الأخيرة على خليتين بالقرب من الجولان زعم أنهما مرتبطتان بالحرس الثورى الإسلامى الإيرانى. كما نفّذ مؤخرًا عمليات على جبل الشيخ، وهى المناطق التى انتقل إليها بعد سقوط نظام الأسد. وخلال الاشتباكات استهدف جيش الاحتلال مركبات مدرعة فى سوريا للمرة الثالثة على الأقل خلال الأشهر الستة الماضية. وقد ذكرت هيئة الإذاعة والتليفزيون الإسرائيلية «كان» أن الهدف من الغارة الإسرائيلية كان منع دخول الدبابات إلى منطقة لا يسمح جيش الاحتلال الإسرائيلى للقوات العسكرية السورية بدخولها. وأضاف المصدر أن هذه العملية كانت استثنائية بالفعل، لكنها جاءت فى إطار الجهود المبذولة لتحديد الأولويات على الأرض بشأن ما ستسمح به إسرائيل وما لن تسمح به فى المنطقة! وتظل «الحجة الإيرانية» هى مسمار جحا لتسويغ توسع احتلال إسرائيل لأجزاء من الأراضى السورية وتقسيمها، وتمديد بقائها بدعوى منع طهران وأعداء آخرين من استغلال الفوضى بما يستلزم بقاء الاحتلال! وكأن الاحتلال الإسرائيلى أفضل من الاحتلال الإيرانى!.