ربما لا يرى كثيرون مثلى أن كأس العالم للأندية بنظامها الجديد لم يكن مبهرًا كما كان متوقعًا بمشاركة 32 فريقًا من كريمة كرة القدم فى كل القارات.. حتى الأدوار المتقدمة والنهائى لم تكن فى حجم التطلعات وخسر باريس سان چيرمان التوقعات التى رشحته للحصول على الكأس بعد ما أقصى اثنين من رموز للكرة العالمية الملكى ريال مدريد صاحب التاريخ والبطولات وبايرن ميونيخ علامة الماكينات الألمانية.. تحدث الخبراء عن أسباب الأداء الباهت رغم غزارة الأهداف فى بعض المباريات وانحوا باللائمة على درجات الحرارة العالمية والرطوبة والتوقيت الخاطئ لتنظيم حدث كروى بهذا الحجم وبنسخته الجديدة وكان الأولى أن يقام فى إحدى أو عدد من الدول الأوروبية ذات الطقس المعتدل فى الصيف.. ويبدو أن أغلب اللاعبين جاءوا من دورياتهم مرهقين وشاركوا فى المونديال فى الوقت الذى كان يفترض أن يحصلوا على إجازاتهم فى الموسمين.. ولهذا أتوقع أن يكون تعديل موعد البطولة القادم لتقام خلال شهرى ديسمبر ويناير على غرار بطولة كأس العالم الأخيرة فى قطر والتى حققت نجاحًا كبيرًا لأن الطقس ساعد على الحضور الجماهيرى الكبير بجانب الإمكانيات الهائلة فى الإقامة والملاعب وكافة العوامل المساعدة على النجاح التنظيمى.. ربما يكون الشيء الجديد واللافت للنظر هو حضور الرئيس الأمريكى ترامب النهائى وجلوسه متابعًا للأحداث حتى السيئ منها انتظارًا للقطة التى يبحث عنها عندما سرق الكاميرا من كل الحضور وكسر قواعد البروتوكول عندما أصر على البقاء للاحتفال مع لاعبى تشيلسى بالكأس رغم محاولة رئيس الاتحاد الدولى إيفانتينو اصطحابه على المنصة.. ويجب ألا تنخدع بالكلام الكثير عن السلوكيات فى الملاعب الأوروبية والأمريكية فقد شهدت المباراة أحداثًا مؤسفة كان بطلًا لها مدرب باريس سان چيرمان وحارس تشيلسى فى مشادة أشبه بحروب الشوارع.. ربما تكون الدوافع المالية الكبيرة أهم ما استفاد منها المشاركون الذين اعتبروا 9 ملايين دولار كحد أدنى للمشاركة فى الدور الأول نوعًا من الدعم الذى تستحقه بعض الأندية فى بداية الإعداد لموسم جديد بدعم التشكيل بصفقات سواء دفعت هذه المبالغ قبل البطولة لشراء أو إعارة لاعبين أو للسداد بعد المونديال.. لقد أفرزت البطولة بعض الإيجابيات من درس عدم الانخداع بالنتائج السابقة فى مشوار البطولة ولهذا دفع باريس ثمن غروره وتعاليه بعد إقصاء الريال والبايرن وكل الترشيحات كانت تصب فى مصلحته.. لكن المدرب الإيطالى انزو ماريسكا لتشيلسى كان له رأى آخر حتى وهو يجيب على أسئلة الصحفيين قبل النهائى كانت مليئة بالثقة والقدرة على تخطى الفريق الفرنسى بطل أوروبا فى النسخة الأخيرة. وأشار المدرب إلى أنه استطاع أن يفاجئ خصمه المدرب الإسبانى للفريق الفرنسى فى أول عشر دقائق بأول الأهداف التى أربكت الحسابات ثم توالت الأهداف الثانى والثالث ليقضى تمامًا على آمال وطموحات الفرنسيين فلم يحركوا ساكنًا فى الشوط الثانى وجلس مدربهم على الدكة يندب حظه بدلًا من تحريك أوراقه فى الملعب لتعديل النتيجة أو تقليلها إن أمكن.. لكن البطولة والجائزة الكبرى ذهبت لمن يستحقها.