في ظل انتشار حالات التعب بين الأطفال وتكرار شكاوى الأمهات من أعراض تشبه نزلات البرد، توضح د. دعاء الإمام، أخصائي طب الأطفال وحديثي الولادة، أن الإصابات المتكررة للأطفال بسبب "ستراتوس" وهو متحور جديد مشتق من "أوميكرون"، ويعرف بأنه "متحور مؤتلف" ناتج عن اندماج متحورين شديدي العدوى هما (LF.7) و(LP.8.1.2). لهذا السبب، أطلق عليه البعض لقب "فرانكنشتاين" نظرًا لتركيبته المعقدة. وقد صنفت منظمة الصحة العالمية هذا المتحور ضمن "السلالات تحت المراقبة"، مشيرة إلى أن الخطر الذي يشكله ما زال منخفضًا على الصحة العامة، لكن سرعة انتشاره دفعت الخبراء إلى توجيه التحذيرات وضرورة اتباع الإجراءات الوقائية. ورغم عدم وجود أدلة حالية على أنه يسبب مرضًا أكثر شدة من المتحورات السابقة، إلا أن "ستراتوس" يمتلك طفرات تسمح له بالتهرب من المناعة المكتسبة سواء من الإصابة السابقة أو اللقاح، مما يجعله أكثر قدرة على الانتشار، وخاصة بين الأطفال. وتشبه أعراض "ستراتوس" إلى حد كبير أعراض كوفيد-19 المعتادة، ومنها كحة مستمرة، ارتفاع في درجة الحرارة أو قشعريرة، ضيق تنفس وتعب عام، صداع والتهاب الحلق، انسداد أو سيلان الأنف، آلام في الأذن، فقدان حاستي الشم أو التذوق، لكن العرض المميز الجديد الذي لاحظه الأطباء هو البحة في الصوت أو تغير نبرة الصوت، وقد يكون هذا من المؤشرات المبكرة للإصابة بهذا المتحور. وتؤكد د. دعاء أن المتحور حتى الآن لا يسبب مضاعفات أخطر من السلالات السابقة، وغالبًا ما تكون الأعراض خفيفة إلى متوسطة، ومع ذلك تبقى سرعة انتشاره مصدر قلق، خاصة في الأماكن المغلقة والتجمعات. اقرأ أيضًا | يساعد على الشفاء.. فوائد استحمام طفلك أثناء نزلة البرد وللوقاية من "ستراتوس"، تنصح د. دعاء بالخطوات التالية: العزل الفوري في حال ظهور أي أعراض غسل اليدين بانتظام تغطية الفم والأنف أثناء العطس أو السعال تهوية الغرف جيدًا تعقيم الأسطح بالماء والكلور ارتداء الكمامة في الأماكن المزدحمة تقوية مناعة الأطفال بالتغذية الصحية الغنية بالخضروات والفواكه وتشدد د. دعاء على ضرورة إبقاء الطفل في المنزل وعدم إرساله إلى الحضانة أو مراكز تحفيظ القرآن عند ظهور أعراض المرض، حرصًا على راحته ومنعًا لنقل العدوى إلى الآخرين. والعلاج لا يختلف عن المتبع مع حالات كوفيد العادية، ويعتمد على الراحة، التغذية السليمة، تناول السوائل الدافئة، والمتابعة الطبية، ولا تنصح بتناول أي أدوية بدون استشارة الطبيب.