في ظل ضغوط إسرائيلية - أمريكية متجددة لنزع سلاح حزب الله، وتصعيد ميداني في جنوبلبنان، شدد الأمين العام للحزب نعيم قاسم على رفض الاستسلام أو التخلي عن السلاح، مؤكدا أن أي نقاش بشأن الاستراتيجية الدفاعية مع الحكومة اللبنانية، "يبقى مشروطا بانسحاب الاحتلال ووقف العدوان الإسرائيلي". اقرأ أيضا: جيش الاحتلال يؤكد سقوط طائرة مسيّرة جنوبلبنان ويستبعد تسريب معلومات شدد الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم، على أن التهديدات الإسرائيلية لن تدفع الحزب إلى "الاستسلام"، في وقت يتعرض لضغوط أمريكية متجددة تطالب بنزع سلاحه. وقال قاسم في كلمة متلفزة خلال إحياء ذكرى عاشوراء إن "التهديد لا يجعلنا نقبل بالاستسلام"، وأضاف "لا يقال لنا اتركوا السلاح، بل يقال للعدوان توقف". وتحدث قاسم عن استعداد الحزب لمناقشة "الأمن الوطني والاستراتيجية الدفاعية"، شرط انسحاب إسرائيل من الأراضي التي تحتلها، ووقف اعتداءاتها الجوية، وإطلاق سراح الأسرى، وبدء إعادة الإعمار. وتأتي تصريحاته عشية زيارة مرتقبة لبيروت يقوم بها السفير الأمريكي في تركيا والمبعوث الخاص إلى سوريا توماس باراك، الذي سبق أن نقل إلى المسؤولين اللبنانيين رسالة تطلب التزاما رسميا بنزع سلاح حزب الله قبل نهاية العام، وفق مصدر رسمي لبناني. وبُثت كلمة قاسم على الشاشات أمام آلاف المشاركين في مسيرة عاشورائية نظمها الحزب في الضاحية الجنوبيةلبيروت، حيث رُفعت رايات حزب الله والأعلام اللبنانية والفلسطينية، إلى جانب صور أمينه العام السابق حسن نصرالله الذي قُتل في غارة إسرائيلية على الضاحية في أيلول/سبتمبر، وخلفه نعيم قاسم. وفي السياق نفسه، أفادت الوكالة الوطنية للإعلام عن سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت الجنوب والبقاع، غداة استشهاد شخص وإصابة ستة في غارات طالت جنوبلبنان. وأعلن الجيش الإسرائيلي لاحقا أنه استهدف مواقع عسكرية تابعة لحزب الله في المنطقتين. اتفاق هش ورفض للتطبيع يُذكر أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في تشرين الثاني/نوفمبر، لم يُنهِ الغارات الإسرائيلية على مناطق لبنانية، خصوصا الجنوبية منها. وقد نص الاتفاق على انسحاب حزب الله من جنوب الليطاني وتفكيك بنيته العسكرية هناك، مقابل تعزيز وجود الجيش اللبناني وقوات "يونيفيل". كما قضى بانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق التي تقدمت إليها، غير أن إسرائيل أبقت على سيطرتها على خمس تلال استراتيجية لا يزال لبنان يطالب بها. وفي كلمته، رفض قاسم "التطبيع مع إسرائيل"، معتبرا أنه "تنازل ومذلة للمطبعين"، وقال "لن نكون جزءا من شرعنة الاحتلال في لبنان والمنطقة". وأضاف "يقولون: لماذا تحتاجون إلى الصواريخ؟.. كيف نواجه إسرائيل إذا لم تكن بحوزتنا؟". وكان وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر قد صرح في وقت سابق أن بلاده ترغب بضم دول جديدة، بينها سورياولبنان، إلى "دائرة السلام والتطبيع"، في تصريح لم تعلق عليه دمشق أو بيروت. مراسم عاشوراء في جنوبلبنان وفي جنوبلبنان، شارك المئات في إحياء ذكرى عاشوراء في مدينة النبطية، التي تعرضت سابقا لغارات إسرائيلية متكررة.