أكدت الأحداث أن الولاياتالمتحدةالأمريكية إذا أمرت فإن إسرائيل تطيع وليس صحيحًا أن إسرائيل هى التى تقود أمريكا، ولكن الصحيح هو أن أمريكا هى من توظف إسرائيل لحسابها، وفى تقدير أمريكا فإن إسرائيل بالنسبة لها تساوى سبع حاملات طائرات، وفى الحرب الأخيرة التى دارت بين إيران وإسرائيل فإن أمريكا هى من توسطت لإنهاء الحرب ولو كانت إسرائيل متفوقة فى ميدان المعركة لما توسطت أمريكا لإنهاء الحرب، فقد أدركت أمريكا أن إسرائيل تتلقى ضربات موجعة وأن شعبها يعيش فى الخنادق وأن الحياة الاقتصادية قد تعطلت تمامًا فى إسرائيل وبالتالى فإنها عاجزة عن الاستمرار فى هذا الصراع! لذلك سارعت أمريكا إلى السعى لإنهاء هذا الصراع حماية لإسرائيل وليس حبًا فى السلام ولا رغبة فى تخفيض العنف فى العالم، إذ لو كان هذا هدف أمريكا لأمرت إسرائيل بإيقاف القصف الوحشى على المدنيين من أهل غزة، ذلك القصف الذى أصبح يلوث وجه إسرائيل ووجه أمريكا وكل الدول الداعمة لإسرائيل. ما معنى أن تقصف إسرائيل الجوعى الذين يذهبون للحصول على المعونات الغذائية التى توزعها لجنة إغاثة غزة التى شكلتها إسرائيل وأمريكا بدلًا من الأونروا التى أوقفت عملها بعد الاعتداءات الإسرائيلية عليها لمنع المنظمة الدولية من القيام بعملها وواجبها، وأصبحت لجنة إغاثة غزة مصيدة تقتل العشرات من الجوعى من طالبى الغذاء يوميًا! أى جريمة نكراء تلك وما وجه البسالة فى الاعتداء على المدنيين الجوعى، وبالتأكيد فإن أمريكا ورئيسها يتابعون هذه المجازر اليومية التى أصبحت تشوه وجه الإنسانية، وبالتأكيد أيضًا فإن الرئيس ترامب وفريقه المعاون يعلمون أن الرأى العام العالمى يدين إسرائيل بالإجماع وأنه لو تدخلت أمريكا لإيقاف هذا القتل اليومى فإنها ستحظى باحترام الرأى العام العالمى، ولكن يبدو أن أمريكا ليست معنية إلا بحماية إسرائيل ودعمها وهذا يفسر لماذا سارعت أمريكا بالتدخل لإيقاف الحرب الإيرانية - الإسرائيلية، بينما لا تبذل جهدًا يذكر فى وقف نزيف الدماء بغزة وذلك يؤكد أن التدخلات الأمريكية لا تكون لصالح السلام العالمى ولا لصالح الدفاع عن حوق الإنسان وإنما لصالح حماية إسرائيل. ذلك مشهد واضح يتكرر أمام أعيننا ليبدد كل أوهام تحيط بالسياسة الأمريكية ورئيسها ترامب.