تراجعت أحلام إسرائيل فى التطبيع والعلاقات الاقتصادية مع دول الخليج دون مقابل، وجاءت ردود الأفعال على تصريحات ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين قوية وحاسمة: «التطبيع مقابل إقامة الدولة الفلسطينية»، وأصبح متوقعا من القمة العربية الطارئة صدور رسائل قوية فى مواجهة الجنون الإسرائيلى المدعوم من أمريكا. وبعد تصريحات نتنياهو ضد السعودية لم تعد هناك دولة عربية بمنأى عن الخطر، وتعجز الأكاذيب عن وصف تصريحاته الأخيرة ضد مصر، التى يقول فيها إن إسرائيل تسهل خروج الفلسطينيين من غزة، بينما تمنع مصر خروجهم فتحولت غزة الى معتقل كبير، وهو أقبح ما يقال لتمرير التهجير القسرى والسطو على غزة. ومن المتوقع ان يتزايد جنون التصريحات العبثية، جريا وراء وعد ترامب الذى كان له ردود أفعال عكسية ويعرقل مشروعات التعاون الاقتصادى الضخمة التى كان يخطط لها لصالح اسرائيل. ومنذ شهور قال وزير الأمن الإسرائيلى المتطرف «ايتمار بن غفير»: «المساعدات الوحيدة التى يجب السماح بدخولها غزة، هى مئات الأطنان من القنابل من سلاح الجو الإسرائيلي»، ومنعت إسرائيل دخول المساعدات الغذائية فى حرب التجويع، بهدف إرغام الشعب الفلسطينى على الهجرة أو الموت جوعا. وتستمر الوحشية والمذابح والمدافن الجماعية منذ أكثر من سبعين عاماً، ولم تحقق المذابح وبحور الدم الأمن، وكان الرد هو «طوفان الأقصى»، وصفعة على وجه آلتها العسكرية. لم تدخل إسرائيل الحرب فى غزة من أجل القضاء على حماس فقط، ولكن أيضا من أجل تهجير الفلسطينيين الى سيناء، وخيلت لها أوهامها أن تصريحات الرئيس ترامب تقربها من الحلم المستحيل، وأكد الشعب المصرى انه يموت جوعاً ولا يفرط فى كرامته الوطنية، فلجأ نتنياهو الى توسيع دوائر الجدل الصاخب بأن يكون التهجير الى السعودية، وتوالت ردود الأفعال الغاضبة من العواصم العربية، والتهديد بأن إسرائيل لن تنعم بعلاقات طبيعية مع جيرانها العرب، قبل قيام الدولة الفلسطينية. وفشلت التمثيلية البايخة التى تم تجهيزها بمعرفة «غرفة تآمر دولية»، استهدفت تضييق الخناق على مصر اقتصادياً، بعد اجتياح غزة ومؤامرة الوطن البديل مقابل مساعدات اقتصادية، واستمرت الجهود المصرية الحاسمة لتغيير رؤية دول العالم خصوصا الغرب تجاه التهجير، وبمرور الوقت اقتنع الجميع بحل الدولتين، والهدنة وتبادل الاسرى والرهائن، حتى جاءت تصريحات ترامب. وأثبتت نتائج الحرب أن الشعب الفلسطينى متمسك بأرضه ولن يتركها، واتسمت الجهود المصرية بالعمق والهدوء والاستعداد لكافة الاحتمالات تبعا لتطورات الاحداث، وتحذير اسرائيل بشدة من التداعيات الخطيرة لتوسيع دوائر الصراع. المأساة لا يتم علاجها بمأساة أكبر لسكان غزة الذين مر عليهم الشتاء القاسى، وما أدراك ما برد الصحراء والجوع والمرض والاوبئة وأهوال القصف بكل أنواع الأسلحة! ولم يفكروا فى الهجرة وترك أراضيهم، تحت غارات الطيران والصواريخ والدبابات والأسلحة المحظورة دوليا، التى تستهدفهم ومدنهم وشوارعهم وبيوتهم .