البصمات لائحات، واضحات، بارزات على شتى الأصعدة، وفى مختلف المجالات، فالحدث كبير، والتحول مصيرى، واستنقاذ الأوطان من الانهيار والسقوط فى مهاوى الفوضى، والضياع أمر جلل حقا، عظيم، يستدعى الهمم، ويستنهض الضمائر، كى تطرح أروع ما فى طياتها، وتلقى أجمل ما تجنه، أو تكنه من ثمرات ناضجات فى كل المجالات: فى العمران والتشييد، والبناء، فى صروح العلم، وقلاع الوعى، فى شرايين الحياة التى تربط بين الأوصال، وتشد الأعضاء بعضها إلى بعض، الطرق والجسور والمعابر والمحاور، المدن الجديدة، والمجتمعات العمرانية الحديثة، وقبل كل ذلك بناء الإنسان.. غاية كل حضارة، وهدف كل تنمية، فمنه وإليه، تنطلق المسيرة وتصل، هو المبتدأ، والغاية معا، محطة الإقلاع، وميناء الوصول، وتلكم هى فلسفة الثلاثين من يونيو التى خلصت الأوطان من براثن الإخوان، وأنقذت البلدان من مستنقعات الهلاك، ومهاوى الإسقاط ، والتقسيم، وبعثرة الأشلاء، ولأن بناء الإنسان القادر على حماية الهوية والكيان، هو الأولوية الأهم، فإن سقف طموحاتنا فى آفاق الثقافة، ومجال صياغة العقل وتشكيل الوجدان، يتجاوز عنان السماء، ويتخطى الأعالى الشاهقة، وينتظر دوما على صعيد الثقافة، قفزات مثل جائزة الدولة للمبدع الصغير، التى ترعاها السيدة انتصار السيسى، قرينة رئيس الجمهورية، حيث تعد هذه الخطوة الطموحة الإنجاز الأبرز لثورة الثلاثين من يونيو على مستوى الثقافة، وتبدو كالثمرة الناضجة، والزهرة اليانعة لتلك الثورة التى حملت على كاهلها أعباء إنقاذ الأوطان العريقة من السقوط فى الهاوية المظلمة السحيقة.