نحن على أعتاب عالم يوشك فجره أن يطل علينا، الأحداث الأخيرة التى جرت فى منطقة الشرق الأوسط قد وضعت خاتمة للعالم القديم، فقد خرجت إسرائيل مكسورة الخاطر بعد أن سقطت الصواريخ على رأسها وبعد أن أغلقت مطاراتها وتعطلت كل الأنشطة الاقتصادية والتعليمية بها حتى اضطرت إسرائيل أن تطلب الهدنة لكى تضع نهاية للحرب، وذلك لأول مرة فى تاريخها، فقد اعتادت إسرائيل أن تضرب ضربات خاطفة تستخدم فيها أسلحة متقدمة لتنهى حربها فى ساعات، ولكن هذه المرة ذاقت إسرائيل ما سبق أن ذاقته فى حرب أكتوبر 1973، حتى أمريكا التى تدخلت بأحدث طائراتها لم تستطع أن تحسم شيئاً، بل أن كثيراً من المعلقين داخل أمريكا يشككون فى الضربة الأمريكية لدرجة استفزت الرئيس ترامب وأخرجته عن شعوره! لكن المؤكد أنه ولأول مرة فإن أمريكا أخطرت إيران أنها سوف تقوم بضربة محسوبة، وبالمثل فإن إيران أخطرت أمريكا أنها سوف ترد بضربة محسوبة أيضا، فإن كان هذا يعنى شيئاً فإنه يعنى أن أمريكا لم تعد مطلقة السراح تضرب من تشاء بغير حساب وأن التطورات التكنولوجية التى طرأت على الأسلحة المستخدمة قد جعلت أمريكا عرضة لأى ضربات انتقامية، فإذا أضفنا هذه النتائج إلى نتائج المواجهة الهندية - الباكستانية والتى تفوق فيها السلاح الصينى على السلاح الغربى فإننا سوف ندرك أن عالم القطب الواحد قد انتهى وأننا مقبلون على عالم متعدد الأقطاب تحتل فيه الصين مركزاً مرموقاً. لقد استبقت مصر كل هذه الأحداث فأقامت شراكة اقتصادية مع الصين ضمن مجوعة البريكس ثم إن وكالات الأنباء قد تناقلت أن مصر حصلت على أسلحة صينية متقدمة وهذا يضعنا كدولة على قمة الاستعداد لمواجهة أى حماقة عسكرية تهدد أمننا الوطنى وهذا ما أعاد الرئيس عبدالفتاح السيسى تأكيده فى خطابه بمناسبة الاحتفال بثورة 30 يونيو ومضمون الخطاب أننا دولة محبة للسلام وأننا لا نسعى لخلق أى توتر فى منطقة متوترة أصلاً، ولكننا فى كامل الجاهزية فى الدفاع عن أمننا القومى. ذلك تأكيد مهم وتنبع أهميته من أنه يأتى فى وسط دومات من الحراك السياسى التى تهدد المنطقة وهو ما يؤكد يقظة القيادة السياسية والعسكرية رغم المخاطر التى تواجه الأمن القومى المصرى، إن جاهزية القوات المسلحة هو أمر أساسى لإقرار السلام لأن مصر القوية تمنع أى دولة راغبة فى العدوان من أن تثير القلاقل فى المنطقة.